تحولت جلسة برلمان إقليم كردستان العراق إلى مشادات كلامية بسبب خلافات على رئاسة وعضوية اللجان البرلمانية، ما دفع رئيسة برلمان الإقليم، فالا فريد، إلى طرد عدد من أعضاء البرلمان عن كتلة "حراك الجيل الجديد"، المعارض، خارج الجلسة.
وقال مصدر في برلمان الإقليم، الذي يتمتع بصلاحيات محدودة ضمن نطاق الإقليم بمحافظاته الأربع فقط (أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة)، إن الخلافات بدأت بعد اعتراض قوى معارضة، أبرزها "حراك الجيل الجديد"، على الآلية التي تم من خلالها توزيع رئاسة وعضوية اللجان البرلمانية، مبينًا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أعضاء بالحراك طالبوا بأن يكون لهم تمثيل في اللجان المهمة، ولا سيما الاقتصادية منها.
وأوضح أن أعضاء بـ"الجيل الجديد" أحدثوا فوضى، ودخلوا في مشادات كلامية مع أعضاء آخرين أثناء قراءة أسماء أعضاء اللجان البرلمانية، مؤكدًا أن رئيسة البرلمان فالا فريد طلبت منهم مغادرة الجلسة.
إلى ذلك، دافع نائب رئيس البرلمان، هيمن هورامي، عن آلية توزيع اللجان البرلمانية، مبينًا في تصريح صحافي، أنها تمت بموافقة جميع رؤساء الكتل البرلمانية.
وفي السياق، قال رئيس كتلة "الجيل الجديد" في برلمان إقليم كردستان كاظم فاروق، إن ما حصل داخل القاعة مثّل خرقا واضحًا للنظام الداخلي للسلطة التشريعية في الإقليم.
وأوضح أن كتلته وقفت ضد استبعاد نواب "الجيل الجديد" عن اللجنة المالية، ولجنة الثروات الطبيعية، مبينًا خلال مؤتمر صحافي عقده خارج قاعة برلمان كردستان، أن رئيسة البرلمان أمرت بإخراج أعضاء الكتلة من القاعة.
وبيّن أن "الجيل الجديد" ستواصل مراقبة ما قال إنها عمليات نهب لثروات إقليم كردستان من قبل الحزبين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس كردستان السابق مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي اليه الرئيس العراقي برهم صالح)، مؤكدًا أن ما حدث ضد كتلته مثّل انقلابًا على الأنظمة البرلمانية الديمقراطية من قبل الحزبين.
واشار إلى أن "هذه المظاهر من قبل الحزبين يجب أن تتوقف"، مؤكدًا أن "الجيل الجديد" ككتلة معارضة تمتلك الحق بالاطلاع على الأمور المالية لمعرفة مصير الأموال المنهوبة في إقليم كردستان.
وبعد خلافات استمرت لأشهر عدة، نجح برلمان إقليم كردستان العراق بدورته الجديدة، وهي النسخة الرابعة له منذ عام 2005، في تسمية رئيس ونواب رئيس له، في ظل مقاطعة الاتحاد الوطني الكردستاني (محافظة السليمانية) لجلسة البرلمان، ليتم انتخاب فالا فريد عن الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيسة للبرلمان بشكل مؤقت بـ62 صوتاً من أصل 111، إلى حين عودة الاتحاد الكردستاني إلى الجلسات، وذلك في محاولة لعدم كسر بنود النظام الداخلي للبرلمان، الذي يوجب انتخاب رئيس له في أول جلسة.