جلسات استماع لثمانية مرشحين لخلافة بان كي مون

12 ابريل 2016
ثمانية مرشحين لمنصب الأمين العام (Getty)
+ الخط -
في خطوة غير مسبوقة، تبدأ صباح اليوم الثلاثاء، جلسات استماع وطرح أسئلة لثمانية مرشحين لخلافة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي تنتهي ولايته مع نهاية العام الجاري.

ويحاول رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موغنز ليكيتوفت، من خلال هذه الإجراءات غير المسبوقة "ضمان عملية تعيين تتسم بالشفافية، وإمكانية لطرح الأسئلة على المرشحين لمنصب الأمين العام، ليس فقط من قبل الدول الأعضاء بل كذلك من قبل منظمات المجتمع المدني عن طريق تقديم الطلبات والأسئلة، التي سيتم تقديم قائمة مختصرة بها لتتضمن حوالي 30 سؤالا من أصل حوالي ألف سؤال، وصلتنا من 70 دولة حول العالم"، وفق ما ذكر المتحدث الرسمي باسم ليكيتوفت، ماثيو توماس، خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وحول إمكانية طرح الصحافيين الأسئلة على المرشحين، قال المتحدث إن "كل مرشح سيعقد مؤتمرا صحافيا قصيرا، يأخذ فيه بعض الأسئلة من الصحافيين في مقر الأمم المتحدة، بعد انتهاء كل جلسة خاصة بالمرشح أو المرشحة، والتي من المفترض أن تستمر لساعتين، وستكون مفتوحة ويمكن متابعتها".

وتعقد الجلسات الثماني على مدار الأيام الثلاثة المقبلة، يقدم فيها كل مرشح/ة خططه وتصوراته لعمله، تليها أسئلة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة)، ومن ثم أسئلة الجمعيات المدنية والأفراد التي سيطرحها رئيس الجمعية العامة.

نظرياً، ما زالت الإمكانية مفتوحة أمام مرشحين إضافيين للتقدم، ولن "يغلق" باب الترشح إلا عندما يبدأ مجلس الأمن بالتداول حول المرشحين الثمانية، ومن ثم تزكية مرشح واحد أو أكثر من مرشح للتصويت على ترشيحه في اجتماعات الجمعية العامة، والتي تعقد في شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام.

وفي هذا السياق، وجهت انتقادات عديدة لاختيار مرشح الأمين العام للأمم المتحدة، تشكك بأن الطريقة الجديدة التي سيتم اتباعها هذا العام لا تضمن بالفعل الشفافية والنزاهة، لأن المصادقة على المرشحين تتم بنهاية المطاف في مجلس الأمن، أسير "فيتو" الدول الخمس دائمة العضوية، لكن مكتب رئيس الجمعية العامة يؤكد على أن هذه الشفافية خطوة أولى على الطريق الصحيح وضرورية للقيام بإصلاحات.

المرشحون:

أيغور لوكسيتش: رشح من قبل حكومة مونتينيغرو، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والاندماج الأوربي منذ عام 2012. كما شغل منصب رئيس الوزراء لبلاده بين الأعوام 2010- 2012. وقبلها شغل منصب وزير مالية بلاده ولفترتين ما بين الأعوام 2004 - 2010. وسيكون لوكسيتش أول المتحدثين يوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة. 

إيرينا بكوفا: من بلغاريا، وتشغل حاليا منصب المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، حيث انتخبت لهذا المنصب للمرة الأولى عام 2009، وهي واحدة من المرشحين الأوفر حظا للفوز، إلى جانب النيوزيلاندية هيلين كلارك والبرتغالي أنطونيو غوتيريس.

وتعيد بعض المصادر في الأمم المتحدة ذلك لكونها من المرشحين المفضلين لدى الإدارة الأميركية. وقبل أن تتولى البلغارية بكوفا رئاسة اليونيسكو كانت سياسية وعضوة برلمان في بلادها لفترتين كما شغلت منصب وزير الشؤون الخارجية وسفيرة لبلادها في دول عدة من بينها فرنسا والمغرب.

أما الجلسة الخاصة بالبرتغالي أنطونيو غوتيرس فسوف تكون مساء الثلاثاء، وستستمر كما بقية الجلسات لساعتين. وشغل غوتيرس منصب رئيس وزراء البرتغال ما بين الأعوام 1995 و2002، ومنصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ما بين الأعوام 2005 - 2015. وعلى الرغم من كونه واحدا من المرشحين الأقوياء والجديرين بهذا المنصب، بحسب مراقبين، إلا أنه من غير المرجح أن يقع عليه الخيار النهائي بسبب لعبة القوة والمصالح بين الدول الخمس دائمة العضوية، وإن كان فوزه بالمنصب غير مستبعد تماما.

وستعقد الأربعاء ثلاث جلسات كذلك. بدايتها ستكون مع مرشح سلوفينيا دانيلو تورك. وهو الرئيس السابق لجمهورية سلوفينيا بين الأعوام 2007 - 2012. كما أنه أستاذ للقانون الدولي وسبق أن عمل في هيئات متعددة للأمم المتحدة وشغل منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الأمم المتحدة بين الأعوام 2000 - 2005، وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي آنان، قد عينه لذلك المنصب. 

وستكون الجلسة الثانية يوم الأربعاء خاصة بمرشحة كرواتيا فيسنا بوزيتش. وتشغل منصب النائبة الأولى لرئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوربية في جمهورية كرواتيا، وترأست بوزيتش اللجنة البرلمانية المكلفة برصد مفاوضات انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي. 

أما مساء الأربعاء، فتناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة ترشيح نتاليا غيرمان من جمهورية مولدوفا. وشغلت غيرمان مناصب سياسية عديدة في بلادها من بينها منصب رئيسة الوزراء ووزيرة الخارجية والاندماج الأوروبي، ورئيسة الوزراء بالنيابة وعضو برلمان جمهورية مولدوفا. وشغلت منصب سفيرة لبلادها لدى عدة منظمات عالمية، وفي عدة دول من بينها وكالات الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية وسفيرة لبلادها في كل من السويد والنرويج وفنلندا. 

وستعقد الخميس جلستان الأولى لمرشحة نيوزيلاندا هيلين كلارك. وتشغل كلارك منصب مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية للفترة الثانية. وكانت كلارك قد شغلت منصب رئيسة وزراء بلادها لثلاث فترات بين الأعوام 1999- 2008. وتعد كلارك من المتنافسين الأقوياء على منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

أما الجلسة الأخيرة، فستعقد بعد ظهر الخميس بتوقيت نيويورك وسيتم الاستماع فيها لمرشح جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقا وهو سرجان كريم. وكان كريم قد شغل منصب وزير الخارجية وسفيرا لجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقا، كما كان رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 62.
المساهمون