جزيرة تونسية تفضل الأبقار على الخراف في الأضاحي

25 سبتمبر 2015
يخصص خروف العيد للشواء والأكل (الأناضول)
+ الخط -
خلافاً لمعظم المواطنين، يفضّل سكان جزيرة "جربة" التونسية بمحافظة مدنين، جنوب شرق، تقديم أضاحي عيد الأضحى المبارك من العجول (صغار ذكور الأبقار) عوضاً عن الخراف، حيث تنفرد الجزيرة بعادة لها تاريخها وأسبابها.

في مدينة "الصرندي" من الجزيرة، يصرّ المواطن عبد الرؤوف تمنصورت (45 عاما) على الاقتداء بعادة الأجداد، فاشترى، كعادته كل عام، عجلاً، ليقدمه أضحيةً يوم العيد.

ويقول: "كان الرجل الجربي منذ التاريخ دائم السفر، بحكم عمله المعروف بالتجارة، ولم يكن في تلك الأزمان الغابرة أسواق يمكن للمواطنين التسوق منها، لذا كان  يحرص على أن يترك لزوجته وأبنائه مؤونة تكفيهم كامل العام، وهذا ما دفعه لذبح الأبقار، كون كمية اللحم التي توفرها كبيرة".

وأضاف "المجتمع الجربي محافظ، ودائما ما تجد الأب يريد لمّ شمل أبنائه، وبخاصة بعد زواجهم، فيرى أن يضحي بعجل ليجمع ما يمكن من أبنائه حوله".

وعادةً ما يشترك الإخوة في ثمن العجل، في حين يفضّل البعض الآخر شراء عجل أو بقرة كأضحية خاصة به، لتكفيه أطول مدة ممكنة من أيام السنة، ومع مرور الوقت، بات بعض سكان الجزيرة يفضلون شراء عجل أو بقرة، ويذبحونه قبل عيد الأضحى بيوم أو يومين، في حين يضحي في أول أيام العيد بخروف مثل بقية التونسيين.


وعادة ما يستعمل لحم العجل لصنع ''القديد''، وهو لحم محفوظ عن طريق التجفيف بعد نشره على شرائط تحت أشعة الشمس، ليحفظ فيما بعد في أوانٍ خاصة، تبقيه صالحاً لمدة عام كامل.

لا يختلف الأمر كثيراً على مبروكة بنغازي، وهي من سكان الجزيرة، إذ تقول إنه "رغم تطور حياة سكان الجزيرة، إلا أن عائلتي ما زالت محافظة على هذه العادة، وأنا مثل كل امرأة في جربة تريد أن يتوفر ببيتها كل شيء، بخاصة عند قدوم الضيوف، وتعلمت هذا الأمر منذ الصغر كي نواجه خطر المستقبل أو لحظة قدوم الضيوف".

وتعتبر جزيرة جربة، المنطقة الأشهر في تونس، في ذبح الأبقار بعيد الأضحى، إلا أن بعض عائلات مناطق الجنوب التونسي، وخاصة مدينة "جرجيس" التابعة لنفس محافظة الجزيرة، بدأت تتبع عادة ذبح الأبقار، وتفضيلها على الخراف، ويعود السبب أساسا لغلاء أسعار الخراف.

ويتراوح سعر العجل في الجزيرة بين 700 دينار (350 دولاراً أميركياً) و1900 دينار (1000 دولار)، حسب حجمه.
المساهمون