هزّت جريمة بشعة راحت ضحيتها الطفلة نيبال أبو دية، ذات الأربعة أعوام، المجتمع الأردني، وعثر على جثتها في بيت مجاور، لا يبعد سوى أمتار قليلة عن منزل عائلتها، بعد أن اختفت أربعة أيام.
وكشفت التحقيقات أن القاتل حدث يبلغ من العمر 17 عاماً، وهو من الجيران، وحاول الاعتداء على الطفلة جنسياً، وعندما بدأت بالمقاومة ضربها على رأسها مرات عدة بواسطة أداة راضة كانت في المكان حتى فارقت الحياة.
وخلقت الجريمة التي وقعت في مدينة الزرقاء (شمال شرق العاصمة عمّان) حالة من الرعب والذعر بين المواطنين، في حين اتشحت منصات التواصل الاجتماعي بالسواد، وخيّم الحزن على الأجواء بعد أن تحولت الجريمة إلى قضية رأي عام.
وأكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، المقدم عامر السرطاوي، أن فرق التحقيق في حادث مقتل الطفلة نيبال ذات الأربع سنوات أنهت كافة التحقيقات، وتمكنت من تحديد هوية القاتل وإلقاء القبض عليه، واعترف بارتكاب الجريمة.
وحول التفاصيل، قال عامر السرطاوي إن "التحقيقات في الحادثة بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي، حين ورد بلاغ لمركز أمن الحسن التابع لمديرية شرطة محافظة الزرقاء من ذوي الطفلة نيبال عن عدم عودتها إلى المنزل، وشُكل على الفور فريقان متخصصان لمتابعة هذه القضية؛ الأول تولى عملية البحث والتفتيش، في حين تولى الثاني التحقيق وجمع المعلومات. وعمليات البحث عن الطفلة وتمشيط المنطقة نفذها منذ يوم الأربعاء عدد كبير من رجال الأمن العام، مستعينين بالكلاب البوليسية، ومساندة الطائرات الموجهة عن بعد (الدرون)، إضافة إلى تعاون بعض المواطنين".
وأضاف السرطاوي أن إحدى مجموعات الفريق الأول، وخلال بحثها، تمكنت يوم أمس السبت، بمساعدة الكلاب البوليسية، من العثور على جثة الطفلة داخل ملجأ لعمارة مجاورة لمنزل ذويها، وكانت الجثة مغطاة بقطع الخردة، وجرى استدعاء المدعي العام والطبيب الشرعي، وبالمشاهدة الأولية اتضح وجود إصابات في رأس الطفلة، وتم تحويل جثتها للطب الشرعي".
وتابع: "قام قسم مسرح الجريمة باتخاذ إجراءاته لتحريز كافة الأدلة والعينات، وقررت لجنة الطب الشرعي المكلفة بالكشف على الجثة وتبيّن أن الوفاة ناتجة عن تهتك الدماغ والنزف الدموي في أغشيته الناتج عن كسور في عظام الجمجمة، وأن هذه الإصابات نتجت عن الارتطام بجسم صلب راض ولا آثار لأي إصابات أخرى في باقي الجسم".
ولفت الناطق الإعلامي إلى أن فريق التحقيق بما توفرت لديه من معلومات قبل العثور على جثة الطفلة، ومع ما برز لديه من معطيات وأدلة تم الحصول عليها من مسرح الجريمة تابع تحقيقه وفق عدة احتمالات، ووزع جهوده في عدة مسارات بهدف الكشف عن الجاني، وتوصل إلى الاشتباه بحدث من مواليد عام 2002، من سكان ذات العمارة التي عُثر فيها على جثة الطفلة، وألقي القبض عليه وبالتحقيق معه بحضور ولي أمره أفاد بأن الطفلة حضرت مع والدتها إلى منزل ذويه وبعدها خرجت إلى ملجأ العمارة التي يسكن بها وقام باللحاق بها بنية الاعتداء عليها جنسياً، وحين بدأت بالصراخ ضربها بواسطة أداة راضة كانت في المكان على رأسها عدة مرات، ثم قام بوضع قطع من الخردة فوق جثتها، وجرى إيداع القضية لدى المدعي العام الذي قرر توقيف الحدث الجاني بتهمة القتل خلافاً لأحكام المادة 328/2.
وأشار الناطق الاعلامي إلى أن بعض الأشخاص ممن كانوا في مكان الحادث أقدموا ليل أمس بعد العثور على جثة الطفلة على أعمال شغب ومحاولة إحراق المنزل الذي عثر عليها داخله، وقاموا برشق القوة الأمنية بالحجارة، ما أجبر القوة على استخدام الغاز المسيل للدموع، وأصيب بالنتيجة مواطنان اثنان أحدهما يعاني من كسر في الجمجمة.
ودعا الناطق الإعلامي إلى "ضرورة الابتعاد عن نشر الشائعات أو القيام بممارسات سلبية وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عند وقوع مثل هذه الحوادث، لما لها من أثر سلبي ومعيق لعمل الأجهزة الأمنية، والتي تشكل أيضاً إساءة كبيرة للضحية وذويها"، مشيراً إلى أن تلك الممارسات لا تزال تتكرر رغم التحذير، راجياً من المواطنين النهوض بمسؤولياتهم تجاه المجتمع وما فيه المصلحة العامة وألا يكونوا أدوات لنشر الشائعات، والاعتماد دوماً على البيانات الصادرة عن الجهات الرسمية للحصول على المعلومات الصحيحة.
ودعا جد الطفلة في اجتماع عائلي مساء أمس السبت، أبناء العائلة لضبط النفس وعدم الإقدام على أي فعل، قائلاً إن من يقدم على أي فعل متسرّع سيتحمل مسؤولية فعلته ولا يمثل العائلة.
وأطلق ناشطون أردنيون حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "الحملة المليونية للعثور على الطفله نبال أبو ديه"، حثوا خلالها الجميع على تكاتف الجهود للبحث عن الطفلة، مطالبين وزارة الداخلية والأمن العام بتكثيف جهود البحث عنها.
— suhier aldabbas (@SuhierAldabbas) ٣٠ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واتهم ذوو الطفلة نيبال أبو دية، في وقت سابق، الأجهزة الأمنية بالتقصير في عملية البحث عن الطفلة، مطالبين الأجهزة المعنية بحشد طاقاتها لتتبع آثار الطفلة المختفية.
من جانبه، صرّح رئيس بلدية الهاشمية الجديدة عبد الرحيم القلاب العموش، في وقت سابق، أن فرقاً من كوادر البلدية تشكلت للمساعدة والبحث عن الطفلة نيبال أبو دية، مؤكداً تخصيص مكافأة مالية لمن يدلي بأية معلومة توصل إلى مكان الطفلة. كما أعلن عدد من رجال الأعمال الأردنيين عن مبالغ كبيرة لمكافأة من يجد الطفلة، أو يدلي بأية معلومات تدلّ على مكانها.