كل شيء بدأ مساء الأحد 10 أبريل الحالي، حين نشر مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي في صفحته على تويتر، صورة تجمعه مع الرئيس الجزائري بوتفليقة خلال لقاء جمعهما بمناسبة زيارة مانويل فالس للجزائر يومي 09 و10 ابريل.
وغرد رئيس الوزراء الفرنسي على الصورة قائلا: "مبادلات اقتصادية وإنسانية وأمنية: العلاقات الفرنسية الجزائرية قوية تاريخية وإستراتيجية". وقد بدا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الصورة متعبًا شارد الذهن وهي الصورة التي فاجأت الجزائريين.
Twitter Post
|
وبدا سخط الجزائريين من فرنسا، رغم أنّ الصورة تم تداولها على نحو واسع، ونشرها التلفزيون الجزائري، بالإضافة إلى الوكالات العالميّة. الأمر الذي تحدثت عنه الصحافية خديجة بن قنة على صفحتها، في تعليق على الصورة، حيث ردّت على تعليق كتبه أنور مالك ونقله أحد المستخدمين يقول: "صور بوتفليقة منقولة من التلفزيون الرسمي، لذلك من آلمه حال الرئيس فعليه أولا مطالبة حكومة #الجزائر بعدم تصويره وليس إلى ناقل يطالب بعدم إهانته". وقالت بن قنة: "أحسنت.. الصور بثتها الحكومة في تلفزيونها الرسمي".
Facebook Post |
Twitter Post
|
وكتب سار عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي المعارض "حركة مجتمع السلم": "كنت أريد أن أعرض مع هذا المنشور صورة الرئيس بوتفليقة التي نشرها رئيس الحكومة في صفحته على التويتر ثم استحيت. كنت أريد أن أقول مع الصورة: "إني متعاطف معك أيها الرئيس! لم يرحموا مرضك، ولم يدعوك تستريح على فراشك كما يفعل الرحماء بالمريض حين يكون في حالك، لم يحفظوا كرامتك، لم يصونوا سرك. ولكن من صنع هذا الواقع؟ من المسؤول عن هذه البهدلة وهذه الفضيحة وهذا الذل الذي نحن فيه أمام الأمم؟ من الذي جعلنا سلبا مستباحا أمام فرنسا تأخذ الامتيازات ثم تستهزئ بنا هكذا؟ من؟".
فيما فضل الإعلامي الجزائري رضوان بوساق الدعاء للرئيس الجزائري حين قال: "لو كانت لي دعوة مستجابة لكانت لولي الأمر.. اللهم استره بسترك وتولاه وأحسن خاتمته".
Facebook Post |
وتعالت بعض الأصوات التي اعتبرت نشر الصورة من طرف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس غير بريئة. وعزّز ذلك سخرية برنامج le petit journal على القناة الفرنسية canal+ من بوتفليقة، مركزةً على حالته الصحية ومشككة في أهليته لمناقشة الملفات التي جاء من أجلها فالس.
وفي السياق، كتبت الإعلامية الجزائرية مسعودة بوطلعة "من السذاجة أن نعتبر ما نشره الوزير الأول الفرنسي "فالس" من صور على "تويتر" تصرفا بريئا والحملة التي تقودها الصحافة الفرنسية على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. هي بسبب منع الصحافيين الفرنسيين من دخول الجزائر، فنحن ندرك أن الصحافة الفرنسية مثلها مثل أي صحافة في العالم تخدم مصلحة بلادها، قد تُوَرَّط من حيث لا تدري، وقد تتواطأ في كل الخطط لأجل ذلك، فلا احد بريء حين يتعلق الأمر بمصلحة البلد، وهكذا تُقرا الرسالة، وهكذا علينا قراءتها".
Facebook Post |
وليست هده المرة الأولى التي تحدث فيها صحة الرئيس الجزائري جدلا واسعا وسط الجزائريين، فمنذ إصابته بنوبة إفقارية في ابريل 2013، أصبحت الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة ورقة سياسية، تخرجها المعارضة في كل فرصة تتاح لها، من خلال المطالبة بتفعيل المادة 88 من الدستور الجزائري التي تُلزم المجلس الدستوري الجزائري بإعلان "شغور منصب الرئيس" بفعل وفاة أو مرض رئيس الجمهورية الجزائرية، وهو المطلب الذي يعتبره أنصار عبد العزيز بوتفليقة تعدّياً على إرادة الشعب الجزائري الذي انتخبه لعهدة رابعة شهر ابريل 2014 رغم علمه بحالته الصحية.