جدل بالجزائر بعد السماح بمحاضرة لناشط انفصالي بجامعة تيزي وزو

29 ابريل 2019
يشارك طلاب الجزائر بالحراك الشعبي الوطني (العربي الجديد)
+ الخط -

أثار تدخل ناشط انفصالي يدير حركة تطالب بانفصال منطقة القبائل عبر تقنية "فيديو كونفرنس" في جامعة تيزي وزو شرقي الجزائر جدلا سياسيا وإعلاميا وتساؤلات حول الأطراف التي سمحت له بالتدخل المباشر في الجامعة لمخاطبة الطلبة حول موضوع يتضمن دعوة انفصالية وحول "القبائل في مواجهة الجزائرية".

ونظمت لجنة الطلبة لجامعة تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل وسط البلاد، ندوة نقاش سياسي ومحاضر أدارها فرحات مهني الذي يتزعم حركة انفصالية تدعو إلى استقلال منطقة القبائل ذات الغالبية من السكان الأمازيغ عن الجزائر، ويترأس ما يزعم أنه حكومة منفى للمنطقة.

ورد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة تطالب وزارة التعليم العالي بضرورة الإقالة الفورية لمدير جامعة تيزي وزو، وفتح تحقيق في ظروف وملابسات السماح لمهني بتقديم محاضرة عن بعد، في موضوع يدعو من خلاله إلى الانفصال.

وقال الناشط نور الدين لعموري إن "ما حدث اليوم من بث لمداخلة الانفصالي فرحات مهني أمر خطير، وأعتقد أن شباب المنطقة مستهدفون وبتسخير إمكانات كبيرة في نشر الأفكار الانفصالية"، مضيفا أنه "لا ينبغي للسلطات أن تسكت عن هذا الخرق القانوني والتصرف الخطير، ولا يخفى على الكثير أن منطقة القبائل مستهدفة منذ بداية الاحتلال وإن حقق المخططون أهدافا جزئية إلا أنهم فشلوا مرارا وسيفشلون هذه المرة أيضا".


وتساءل ناشطون عن أسباب عدم تدخل السلطات لمنع هذه المحاضرة، برغم أنه كان معلنا عنها من قبل، فيما تسارع إلى منع ناشطين وطنيين آخرين يدعون للوحدة الوطنية من تنظيم محاضرات في الجامعات.

وفرحات مهني مناضل سياسي في الحركة الثقافية البربرية التي قادت الربيع الأمازيغي في إبريل/نيسان 1980، واعتقل بسبب نشاطه السياسي وانضم لاحقا إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قبل أن ينسحب منه ويؤسس الحركة الانفصالية التي طالبت بحكم ذاتي لمنطقة القبائل أولا ثم طورت مطلبها إلى الدعوة لانفصال المنطقة.


والسنة الماضية دعا مهني، وهو مغنّ سابق، شباب منطقة القبائل إلى تشكيل شرطة محلية، ويزعم أن المنطقة تقع تحت ما يصفه "بالاحتلال الجزائري"، لكن حركته التي كانت تستند إلى القمع السياسي والتضييق على الهوية الأمازيغية من قبل النظام الجزائري، تحظى بدعم عدد قليل من سكان المنطقة الذين لا يتبنون أفكاره الانفصالية.

لكن رئيس حزب الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام قلل من أهمية ما حدث على المنطقة وقال "برغم التجاوز الذي حدث سواء من الناحية الإجرائية أو من ناحية مضمون الكلمة التي ألقاها هذا الانفصالي المدعو فرحات، إلا أنني أطمئن أن منطقة القبائل جزائرية وستبقى جزائرية"، مضيفا أنه "برغم وجود مجموعات من أتباع فرحات مهني في الجامعات وفي القرى والمدن إلا أن الأغلبية الساحقة من سكان المنطقة لا يرضون عن جزائريتهم بديلاً".