جاووش أوغلو: تيلرسون اقترح إقامة خط أمني على طول الحدود السورية التركية

24 يناير 2018
واشنطن تحاول التجاوب مع المخاوف التركية (فيرجينيا مايو/فرانس برس)
+ الخط -



أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم الأربعاء، أن نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، اقترح عليه إقامة خط آمن مكون من 30 كيلومتراً، بينما أصيب مصلون بقذيفة أطلقتها المليشيات الكردية وسقطت على مسجد في مدينة كيليس التركية الحدودية مع سورية.

ولا تبدو تصريحات جاووش أوغلو التي نقلتها وسائل الإعلام التركية واضحة، حيث جاءت قبل وقت قصير من المكالمة الهاتفية التي من المفترض أن يجريها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، حول سورية والعملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة التركية برفقة المعارضة السورية ضد مليشيات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني).

وبحسب وكالة "دوغان" الإخبارية، فقد قال جاووش أوغلو بأن تيلرسون اقترح عليه خلال الاجتماع الذي عقداه في العاصمة الفرنسية، باريس، إقامة خط أمن بطول 30 كيلومترا، بينما نقلت صحيفة "يني شفق"، أن الخط سيكون على امتداد الحدود السورية التركية بعمق 30 كيلومتر.

ونقلت وسائل الإعلام التركية عن جاووش أوغلو، قوله إن تيلرسون أشار إلى أن بلاده كانت تفكر في أن يكون الخط الأمني عشرة كيلومترات فقط لكن لإنهاء المخاوف الأمنية التركية، تم اقتراح خط 30 كيلومترا.

كما أشار جاووش أوغلو إلى أن تيلرسون أخبره بعدم وجود أي رغبة للولايات المتحدة لمواجهة تركيا في سورية، في ما يخص مليشيات "الاتحاد الديمقراطي" التي اعتمدت عليها واشنطن في قتال "داعش"، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا للعمال الكردستاني والمصنف على قائمة التنظيمات الإرهابية في كل من أوروبا وتركيا والولايات المتحدة. وأكد جاووش أوغلو بأن أنقرة أيضا لا تود أي مواجهة، ولكنها تود الحفاظ على أمنها، معبرا عن عدم ثقة الأتراك بالوعود التي تقدمها واشنطن، خاصة أنها لم تلتزم بمعظم الوعود التي قطعتها في سورية.

ويطرح الخط الأمني الكثير من التساؤلات، لأنه في حال شمل كل الحدود السورية التركية، فسيعني خروج المليشيات الكردية من أهم المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية التي يسيطر عليها، سواء القامشلي أو عامودا او الدرباسية أو المالكية أو راس العين، وكذلك من مدينة تل أبيض والمناطق المحيطة بها ذات الغالبية العربية.

وإن شمل الخط الأمني منطقة عفرين فحسب، فسيعني انسحاب "الاتحاد الديمقراطي" من معظم عفرين مع احتفاظه بالمدينة، حيث تبعد عفرين عن الحدود الشمالية التركية بأكثر من 30 كيلومترا من مختلف الطرق التي تصل إليها.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "الأناضول"، أن جاووش أوغلو أجرى اليوم، اتصالا هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، دون إدلاء معلومات عن المواضيع التي تطرق إليها الوزيران.

يأتي هذا بينما أعلن والي كيليس التركية، محمد تكين أرسلان، إصابة 8 مصلين في أحد المساجد، حالة اثنين منهم خطرة، جراء قصف تعرضت له المدينة، من قبل مليشيات الاتحاد الديمقراطي.

وقال أرسلان في تصريحات صحافية عقب زيارة تفقدية له للمسجد الذي تعرض للقصف، إنه تم استهداف مدينة كيليس مركز الولاية (جنوب) مساء اليوم، بقذيفتين أصابت إحداهما المسجد أثناء صلاة العشاء، وأدت لإصابة 8 مصلين فيه، مضيفا: "القذيفة الثانية أصابت منزلا على بعد 100 متر تقريبا من مكان سقوط القذيفة الأولى، دون وقوع خسائر في الأرواح".
وأشار الوالي إلى أن 5 أشخاص، بينهم 4 أطفال، تأثروا من دخان القذيفة التي أصابت المنزل، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

وأعلن هيئة الأركان التركية، اليوم، عن قيام 27 مقاتلة من سلاح الجو، بتدمير 47 هدفا تابعا لمليشيات "الاتحاد الديمقراطي"، خلال عملية "غصن الزيتون"، مشيرة إلى عدم التمكن من الوصول لجثة اثنين من قتلى الجيش التركي الذين سقطوا في العمليات، لاستمرار الاشتباكات ولسوء الأحوال الجوية.

وأشار بيان الأركان التركية، إلى أن عملية غصن الزيتون مستمرة كما هو مخطط لها، وأدت على الأقل لمقتل 287 من "إرهابيي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي وداعش".

من جانب آخر، أعلنت ثمانٍ من القيادات النسائية في حزب "المناطق الديمقراطي" وحزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناحان السياسيان للعمال الكردستاني) عن بدئهن إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، اعتراضاً على عملية "غصن الزيتون".

ومن المضربات عن الطعام النائبتان السابقتان، فيغان يوكسداغ (الرئيسة المشاركة السابقة للشعوب الديمقراطي) وصباحات تونجلي (الرئيسة المشاركة لحزب المناطق الديمقراطي)، إضافة إلى رئيسة بلدية دياربكر السابقة غولتنا كاشاناك، حيث تقضي القيادات الثماني مدداً مختلفة في السجن بسبب دعم "العمال الكردستاني".