جامعة إدلب تعلّق الامتحانات لمدّة أسبوع استجابة للطلاب

28 يناير 2020
متابعة الدراسة خطرة عليهم كذلك (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
استجابت جامعة إدلب في الشمال السوري، لمطالب آلاف من الطلاب، فأجّلت الامتحانات النظرية النصفية لمدّة أسبوع واحد، وذلك في ظلّ استمرار العمليات العسكرية ونزوح مئات آلاف المدنيين، مع بقاء خيار تمديد فترة التأجيل مفتوحة بحسب المستجدّات الميدانية في شمال البلاد.

عائشة رعدون طالبة في جامعة إدلب، تقول لـ"العربي الجديد": "طالبنا كثيراً بتأجيل الامتحانات، قبل انطلاقها في بداية الأسبوع الجاري، ونحن الذين نزحنا من مدننا وبلداتنا كثيرون، من جرّاء العمليات العسكرية التي تستهدف مناطق ريف إدلب الجنوبي وكذلك الريف الشرقي". وتسأل: "كيف لنا أن ندرس أو نخضع لامتحانات ونحن لم نجد بعد مكاناً نستقرّ فيه؟ لا أحد يتصوّر الضغط النفسي وكذلك المادي الذي نتحمّله من جرّاء الأوضاع التي نعيشها". بالنسبة إلى رعدون، فإنّ "تأجيل الامتحانات أسبوعاً واحداً لا يكفي، خصوصاً أنّ عمليات النزوح مستمرة، والأمر قد يحتاج إلى أسابيع في حال توقّفت. أمّا في حال استمرارها، فقد نحتاج إلى شهور".

زياد الخطيب طالب آخر في جامعة إدلب، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "تأجيل الامتحانات مطلب طلاب الجامعة بمعظمهم. واليوم الأمان معدوم والشوارع تمتلأ بالنازحين وكثيرة هي سيارات الأجرة التي لم تعد تعمل على الخط، فخلال اليومَين الفائتَين عانيت كثيراً حتى تمكّنت من الوصول إلى الجامعة فيما زملاء لي عجزوا عن ذلك". يضيف الخطيب أنّ "الوضع الأمني خطر كذلك اليوم، فالطيران الحربي يستهدف مناطق عدّة، ومدينة إدلب ليست بعيدة عن الاستهداف. لذلك فإنّ أيّ تحرّك ينطوي على مخاطرة كبيرة"، لافتاً إلى أنّ "الطيران استهدف أخيراً منطقة بالقرب من إحدى الكليات في إدلب. وكلّ شيء وكلّ إنسان عرضة للقصف".

في السياق، يقول مسؤول المكتب الإعلامي في جامعة إدلب وسيم الخلف لـ"العربي الجديد" إنّ "الامتحانات النظرية بدأت قبل يومَين، غير أنّ الدوام عُلّق أمس الإثنين لمدّة أسبوع على خلفيّة قصف الطيران الحربي، بالإضافة إلى تقدّم النظام في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب. وفي الإمكان تمديد تعليق الامتحانات في حال استمرّ الوضع على حاله"، مشيراً إلى أنّ "الامتحانات العملية أجريت في خلال الأسبوعَين الفائتَين". وأوضح الخلف أنّ "تعليق الامتحانات جاء استجابة للطلاب وبعد اجتماع مجلس الجامعة. فقد تمّ التوصّل إلى أنّ تعليقها أكثر أماناً للطالب، خصوصاً أنّ دوّاراً يقع بالقرب من كلية طب الأسنان تعرّض للقصف قبل نحو أسبوع، علماً أنّ في المكان تجمّعاً كبيراً للطلاب والطالبات، وهو ما يعني أنّ الخطر كبير". ولفت الخلف إلى أنّ "الامتحانات تمتدّ على 22 يوماً، ويخضع لها هذا العام أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة يعيشون أوضاعاً نفسية سيئة جداً لا تسمح لهم بالدراسة في الأصل".
تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة إدلب كانت قد أعلنت أمس الإثنين على موقعها الرسمي، قرارها الرسمي بتعليق الامتحانات فيها لمدّة أسبوع، ابتداءً من تاريخ أمس، في حين يستمرّ العمل الإداري كما هو عليه. ويأتي ذلك بحسب ما تعلّل حفاظاً على سلامة الطلاب.
المساهمون