أعلن القائمون على "جائزة ساويرس" الأدبية، أخيراً، فتح باب التقدم للدورة الحادية عشر، اعتباراً من أمس حتى 16 آب/ أغسطس المقبل، لأفضل عمل روائي وأفضل مجموعة قصصية لكبار وشباب الكتاب، وأفضل سيناريو سينمائي، وأفضل نص مسرحي لم يسبق عرضه، وأفضل عمل في مجال النقد الأدبي.
جدل جديد تسببه هذا العام "جائزة ساويرس"، التي تقدم نفسها باعتبارها إحدى إسهامات القطاع الخاص والمجتمع المدني في دعم جهود التنوير الثقافي، في الأوساط الثقافية المصرية.
لكنه، هذه المرة، ليس الجدل المعتاد، بسبب ما يُثار حول الجائزة منذ انطلاقها في 2005، نظراً لارتباطها برجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، وتخوف عدد من المثقفين من فكرة تبعية الثقافة لرأس المال وحساباته السياسية وتحالفه مع نظام الثورة المضادة. جدل هذا العام، حول زيادة قيمة الجوائز المالية، التي ستبدأ بـ50 ألف جنيه، وتصل إلى 150 ألف جنيه.
ليست زيادة قيمة الجائزة المادية، هي سبب الجدل، بقدر ما هو توقيت الزيادة. فإذا كان السبب هو ضعف القيمة المادية لجوائز المؤسسات الرسمية في مصر، الأمر الذي ليس بالجديد، فلماذا إذاً تم اختيار هذا العام تحديداً؟
وتذهب التفسيرات إلى أنها محاولة لاحتواء الكُتَّاب المصريين الذين يشاركون في جوائز عربية أخرى، خصوصاً "جائزة كتارا للرواية العربية"، التي أطلقتها "المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا"، في الدوحة، في بداية 2014، خصوصاً أن حملات الهجوم التي قادها الإعلام المصري منذ عامين على قطر، لم تكن مجدية، إذ شاركت 240 رواية مصرية في المسابقة، من بين 711 رواية عربية.
يعزز هذا التفسير، هجوم عدد ليس بالقليل من الكُتَّاب المصريين على الروائي المصري، إبراهيم عبد المجيد، أحد الفائزين بـ"كتارا"، واعتبار مشاركة 240 روائياً مصرياً في مسابقة قطرية إهانة لمصر، حتى وصل الأمر إلى حد مطالبة بعض هؤلاء الكتاب "المجلس الأعلى للثقافة" بالتحقيق مع الروائيين المتقدمين للجائزة وسحب الجنسية المصرية منهم.
لا يستبعد الروائي والقاص المصري، مكاوي سعيد (الفائز بجائزة ساويرس في دورة العام الماضي، عن أفضل مجموعة قصصية) أن يكون هذا هو السبب في زيادة القيمة المادية للجائزة، إذ يقول لـ "العربي الجديد":
"من الممكن أن تكون هذه الجوائز العربية هي التي دفعت لجنة أمناء جائزة ساويرس لزيادة قيمتها"، لكنه يرى أنها "زيادة طفيفة لن تمكنها من منافسة مثل هذه الجوائز الكبرى؛ لذا أرجح أن يكون ضعف سعر الجنيه هو الدافع الأكبر لهذه الزيادة".
وحول ارتباط الجائزة برأس المال، يرى صاحب "تغريدة البجعة": "إن هذا الربط خاطئ، خصوصاً إذا كان من ضمن شروط التقدم أن يكون محتوى العمل يتفق مع سياسية الممول، وهذا صعب؛ لأنه في هذه الحالة ستفقد الجائزة مصداقيتها نهائياً، باعتبارها جائزة مشبوهة مرتبطة بالتحيز. لكن أن يساهم رأس المال الوطني في دعم جائزة من دون التدخّل في تحكيمها فهذا أمر جيد، لأنه يمنح الأدباء الكادحين بعض ثمار جهدهم".