ثورة يناير... وأغاني الحرية

25 يناير 2015
ألهبت فرقة "كايروكي" مشاعر الثوار
+ الخط -
عادة تحوّل الثورات رؤساء الدول وملوكها والزعماء والشخصيات، التي كانت ذات يوم وجوهاً لأبطال إلى مجرمين يُحاكمون أمام العدالة. يبقى يوم 25 يناير/كانون الثاني، محفوراً في ذاكرة الشعب المصري، لا بل جميع الشعوب العربية.

انطلقت في ذلك التاريخ من ميدان التحرير في مصر، شرارة الثورة المصرية التي أسقطت الكثير من الأقنعة وكشفت في المقابل عن مواهب الشباب المصري وإرادته الصلبة وحبّه للحريّة والعيش بكرامة.

"أثّرت الثورة على الموسيقى بشكل كبير"، يقول إبراهيم فاروق، من فرقة "أسفلت" لـ"العربي الجديد"، ويكمل، زرعت الثورة نوعاً من الوعي لأنماط جديدة من الموسيقى لم يصغ إليها الناس قبل الثورة. الأغاني الرومانسية هي التي كانت تجذب العامّة، لكن الثورة فتحت الأبواب لتتعرّف على فن من نوع آخر.

أضاف فاروق أنّه شارك في الثورة، بصفة شخصية، لأنّه لم يشأ استغلال ميدان التحرير للشهرة كما فعل الكثير من الفنّانين الذين استغلّوا تلك الفرصة. والجدير بالذكر أنّ فرقة "أسفلت" نشأت عام 2005، ويغني فيها إلى جانب فاروق، الشاب محمد جاد.

رامي عصام، الفنّان الذي عُرف بمغني الثورة ومن أوائل المشتركين في الغناء بميدان التحرير. رامي ابن المنصورة في مصر، لم يبذل جهداً ليرتجل العديد من كلمات أغانيه كونه يعايش أوضاع القهر والظلم التي تعاني منها غالبية الشعب المصري. لمست أغاني رامي مشاعر الثوّار، لأنّها عبّرت عنهم.

رغم تعرّض رامي للاعتداء عليه من قبل جماعة مبارك، وإصابته بجروح في الرأس والوجه، قال رامي إنّه ليس حزيناً وسيستمر في الغناء حتّى يرحل حسني مبارك. وفي مقابلة له مع هاني رمزي الممثّل المصري ومقدّم برنامج "الليلة مع هاني"، عبّر رامي عن عشقه لحياة النضال، وقال إنّه سيبحث عن مكان آخر للكفاح حين تستقر الأوضاع في مصر، كما قدّم "علم حرية" هدية إلى هاني، ذلك لأنّه شعر بضرورة تغيير علم البلاد ونشيدها الوطني بعد الثورة، بيد أنّه اكتفى مبدئياً بتصميم ذلك العلم. من أغانيه في الثورة: "طاطي طاطي" و"إرحل كلنا إيد واحدة". وغنّى لاحقاً: "في عهد السيسي لازم تعاني" وغيرها.

أمّا فرقة "كايروكي" الغنائية التي بدأت منذ عام 2003، فكان لها دور بارز في الثورة، وألهبت مشاعر الثوّار بالحماس من خلال الأغاني التي انتشرت بينهم، وحقّقت شهرة واسعة وأهمّها "صوت الحرية" التي يعتبرها شباب مصر "أغنية الثورة". تتألّف الفرقة من خمسة أعضاء، أمير عيد وشريف الهواري وتامر هاشم وآدم الألفي وشريف مصطفى.

صدر أوّل ألبوم غنائي للفرقة في عام 2011 بعنوان "مطلوب زعيم". وحاز  شعبية واسعة بين جماهير الثورة. في المقابل عبّرت الفرقة عن إيمانها بحقوق الإنسان وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشعب المصري، ونفت أن يكون لها أي علاقة بالسياسة، ووصفت الثورة بغير السياسية، بل بشعب يطالب بحقوقه. أمّا عن مفهوم "الأندرغراوند"، فقالت الفرقة إن ذلك المفهوم بات وهماً في زمن الإنترنت، ولا صحّة له، كما رفضت أن تُطلق عليها تلك التسمية.

كان للفن على أنواعه حظ وافر وتأثير كبير في الثورة المصرية، حتى أخذت فرق الروك والراب والكوميديا تتفاعل في ميدان التحرير وتشحن النفوس بالإرادة والحماس.

تابعونا: #ثورات_تتجدد
المساهمون