ثورة قطاع خاص

28 يوليو 2017
+ الخط -
"نبحث عن الأموات لينقذوا الأحياء.. وينك يا معتصم".
عبارة أطلقتها السيدة الفلسيطينية، بهدوء وبدون ضجيج، صوت يعرف تماماً رجع الصدى، لم تصرخ كما يقولونها عبر الأفلام والمقالات النارية .
هي تعلم تماماً أن لاحياة لمن تنادي، أرادت أن توثق تلك اللحظة التي تتنتهك فيها مقدسات ذلك الشعب المنسي، والمتروك لله الذي لن يخذل المتروكين، رب الضعفاء والأذلاء .
لا قيمة لأي استنهاض لهمة من مات سريراً على كراسي الحكم، متمسكاً باللحظة التي خطف فيها الشرعية على أجساد الوعود. لن تقاوم كلماتي البوابات الإسرائيلية، ولن تنصر تلك المستضعفة، كتبتها ربما إكراماً لها لأقول لها شاهدت الفيديو واختنقت بكلماتك يا أمي .
لن يستطيع كل الصابون ومواد التظيف المنتشرة الكترونياً عبر وسائل التواصل إعفاء جبهة النصرة من جريمتها بحق ربما أول معاقل المعارضة السورية المسلحة، وكل تلك البيانات والعنتريات التي تمارس بحق الأخوة (الأعداء) من الجبهة، لن تزيد إلا من حجم الكارثة، كارثة استباحة تلك المناطق من الروس والتحالف ونظام بشار الذي يقف مترّبصاً على أبواب مدينة حماة.
التفجيرات والمفخخات لم تقتل سوى المدنيين والرصاص المرشوش، كان يجب أن يذهب إلى جبهات المجرم الكيماوي بشار الأسد، وتحالفات الضغط والتهديد وممارسة القوة كان يجب إدخاره لمن شذ عن ثورة السوريين، حل المجالس المدنية، وطرد المسلحين من الجيش الحر وتشتتيهم كان يجب أن يكون مظلتكم لتكونوا أقوى، لن نزيد الكلام، لأنها ربما لن تصل من خلال عمائمكم أو ربما يفشل المترجم في نقلها لمقاتليكم من أذربيجان وطاجيكستان وقندهار، أبحروا في فضاء الشبكة، لتعرفوا أنكم لا تمثلون السوريين .
لم تستطع الوكالات العالمية السكوت عن الخبر، وطبعاً لن تستطيع كتمانه إلى الأبد، بل كتبت على استحياء على لسان الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان، في مؤتمر صحافي، في موسكو أنّ "الشرطة العسكرية الروسية أقامت مركزي تدقيق وعشرة مراكز مراقبة على طول حدود منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية"، إضافة إلى "مركزي تدقيق وأربعة مراكز مراقبة في الغوطة الشرقية"، والتي نعود ونذكر، التي يقصفها نظام بشار يومياً.
وحسب التسريبات وتصريحات المعارضة المسلحة في الجنوب، والتي أكدت، أنّه تم البدء بإنشاء القاعدة الروسية قبل عدة أيام، غرب بلدة موثبين، وتحديداً في معسكر تدريب قيادة السيارات سابقا، وهو معسكر قديم، حيث نشرت فيه 88 آلية عسكرية سحبت من مدينة درعا، و40 سيارة وعددا من المجنزرات والصواريخ المحمولة عبر منصات.
قاعدة جديدة لضمان عدم تقدم الثوار باتجاه معقل الأسد، وكسب مناطق جديدة، قاعدة مستعدة لقصف السوريين، بذريعة "التنظيم" وجبهة النصرة ومحاربة الإرهاب وحماية النظام، كما تحمي حميميم الساحل السوري الذي لا يبعد عن مناطق الثوار أكثر من 100 كم، أرست مجنزراتها بقرب فرقة الأسد التاسعة التي تعتبر عصب النظام هناك، وهي التي من المفترض أن تدعم خفض التوتر وتراقب اتفاقات وقف إطلاق النار.
كل ذلك و"الرياضان" حجاب وسيف يهرولان إلى جنيف وأستانا بدون أي تعليق أو موقف، متناسين تماماً تحت هواء المكيفات، 8 مليون لاجئ سوري في مخيمات الذل والقتل اللبنانية والفقر والجوع الأردنية والذل السورية، متناسين تماماً ذل بلاد اللجوء وضياع الهوية، ومن كفر من داخل المعتقلات بهم وبالثورة السورية .
ربما لامسنا القليل من الأمل والنشوة، عشية حادثة مقتل الأردنيين الذين قتلهما المجرم زيف حارس السفارة، عندما حاصر الجيش الأردني السفارة، ومنع خروج المجرم منها واستدعاه إلى التحقيق، ولكن الأمل تبخر عند خروج صور المجرم يحتضنه الإرهابي الأول نتنياهو بقوة داخل إسرائيل.
قل لي يا زيف، هل تواعدت مع صديقتك الليلة؟" هذا ما قاله السفاح للسفاح، هكذا ببساطة، يخرج القاتل من التراب الأردني ليتنقل بين أحضان نتنياهو وصديقته، ويجلس الأردنيون الآن لتناول مناسف العزاء الممزوجة بدماء الرجلين، كما علّق مغرّدون .
طوبي للمقهورين الأذلاء، لأنهم عند الله منصفين.
703A232A-51CE-409D-B5B0-996628C1636E
703A232A-51CE-409D-B5B0-996628C1636E
مرهف مينو (سورية)
مرهف مينو (سورية)