22 نوفمبر 2016
ثورة المجهولين
أيهم أبا زيد (سورية)
يحكي التاريخ لنا عن ثوراتٍ عديدة غيّرت وجه الأمم، وأعادت إلى الشعوب حقوقها التي سُلبتْ منها على أيدِي الطغاة في تلك الحقب.
انصرف كاتبو التاريخ إلى تمجيد القيادات التي تطفو على سطح الثورة، متناسين الجنود المجهولين الذين لولاهم لم تكن الثورات، ولولا تضحيتهم وثباتهم ما تقدّمت هذه الثورات شبراً واحداً في طريقة الحريّة.
وحتى لا نكون مثل الكُتّاب القُدامى، كان حريّاً بنا أن نواكب الثورات التي تقوم في بلداننا، ونكتب عن أحداثها وإنجازاتها، وعدم ممارسة الإقصاء في كتاباتنا لكل فئةٍ قامت بهذه الثورة، وقدّمت لها الأرواح.
عرفتْ بأنها الثورة المستحيلة بين ثورات الربيع العربي. ومع صمودها واستمرارها، باتت تعرف بأنها الثورة الأكثر صعوبة وتعقيداً وإدهاشاً، لكنها، فوق ذلك كله، بدت، أيضاً، الثورة الأبهظ ثمناً بين كلّ تلك الثورات.
ذلك الثمن الذي استوجب من الجميع العمل الدؤوب للتخفيف من معاناة الشعب. لذا، ظهر عملٌ منظّم من بعض فئات الشعب السوريّ، فعلى الرغم من تنوّع مجالات عملها، إلّا أنّها تحمل الهدف نفسه، وهو مساعدة الشعب السوريّ في أمور حياته كلّها.
بالحديث عن الجنود المجهولين في الثورة السوريّة، وفي كلّ ثورة سابقة ولاحقة، هم الكوادر الطبيّة، حيث تسعى مديريات الصحة في المحافظات إلى بناء نظام صحيّ متكامل في سورية، ليكون نواة لتطويره في المستقبل، وتعزيز التأهيل والتدريب للكوادر العاملة في المشافي والنقاط الطبيّة. هذا كله ليكون هذا البناء قادراً على تقديم أفضل الخدمات المُتاحة، في توفير الأدوية للمرضى، وإجراء العمليات ومعالجة الجرحى في هذه الحرب.
وعلى الرغم من أنّ هذه الكوادر كانت الهدف الأول الذي يستهدفه الأمن بالرصاص، وكان من يحمل حقيبة طبية أو بحوزته قليل من الأدوية "أخطر على النظام ممن يحمل السلاح"، وفق ما يقوله ناشطون، إضافة إلى التعذيب المُضاعف الذي تتلقاه هذه الكوادر في السجون، حتى أنّ بعضهم قضوا تحت التعذيب.
الدفاع المدنيّ، يُمكن أن تجفّ الأقلام في الحديث عن إنجازاتهم، هم مجموعة من الفرق التي تضمّ ما يزيد عن 3000 شاب وفتاة يتوزعون في معظم المحافظات السوريّة، حيث يتميّز عملهم بالحيادية والإنسانية، من دون تمييز، إذ يعملون على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، والحدّ من الإصابات بين الناس والضرر على الممتلكات أثناء الحرب، أمّا بعد الحرب، فقد تعهد الدفاع المدنيّ بالشروع في مهمّة إعادة بناء سورية، أمّة مستقرة ومزدهرة ومحبّة للسلام، والتي يمكن تحقيق تطلعات الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
خسر الدفاع المدنيّ في سورية متطوعين كثيرين، خصوصاً بعد القصف الروسي الذي يتعمّد قصف المكان نفسه عدّة مرات، لذا فعناصر الدفاع المدني عرضة للمخاطر أكثر من غيرهم، وعلى الرغم من ذلك، لم توقف هذه الدماء بقية المتطوعين عن مهمتهم، وإنّما كانت حافزاً لهم للإستمرار في العمل.
إعلاميّو الثورة، صوت الحقيقة في عالم من الأموات، اكتسب الإعلام أهمية كبيرة، كونه سبباً في تقليل عدد الضحايا، من خلال كسر حاجز العزلة التي حاول النظام جاهداً أن يفرضها على الشعب وثورته، بمنعه وسائل الإعلام الأجنبية ووكالات الأنباء من العمل في سورية، فلولا الإعلام لقتل النظام عشرات الألوف كلّ يوم، من دون أن يعلم أحد بذلك، كما حصل في حماة في الثمانينات من القرن الماضي.
قياداتٌ غادرتنا مبكراً، إذ قدّمت الثورة السورية خلال خمس سنوات مئات الألوف من الشهداء، غير أنّ مرحلة العمل المسلّح وتأسيس الجيش الحرّ، تميّزت بظهور قادة عسكريين باتوا رموزاً خلّدهم السوريّون في ذاكرتهم، وتناقلوا صورهم ومآثرهم قبل استشهادهم وبعده. ولعلّ أكثر الأسماء التي عرفت في هذه الثورة: حسين هرموش، يوسف الجادر (أبو فرات)، عبد القادر الصالح، أبو يزن الشامي، حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، زهران علوش، وغيرهم...
أشخاص رسموا بدمائهم طريق الثورة، وغرسوا حبّها في قلوب الأجيال، فبات لكلّ قائد قصةً تُروى للأطفال كلّ ليلة من ليالي الثورة وما بعدها.
انصرف كاتبو التاريخ إلى تمجيد القيادات التي تطفو على سطح الثورة، متناسين الجنود المجهولين الذين لولاهم لم تكن الثورات، ولولا تضحيتهم وثباتهم ما تقدّمت هذه الثورات شبراً واحداً في طريقة الحريّة.
وحتى لا نكون مثل الكُتّاب القُدامى، كان حريّاً بنا أن نواكب الثورات التي تقوم في بلداننا، ونكتب عن أحداثها وإنجازاتها، وعدم ممارسة الإقصاء في كتاباتنا لكل فئةٍ قامت بهذه الثورة، وقدّمت لها الأرواح.
عرفتْ بأنها الثورة المستحيلة بين ثورات الربيع العربي. ومع صمودها واستمرارها، باتت تعرف بأنها الثورة الأكثر صعوبة وتعقيداً وإدهاشاً، لكنها، فوق ذلك كله، بدت، أيضاً، الثورة الأبهظ ثمناً بين كلّ تلك الثورات.
ذلك الثمن الذي استوجب من الجميع العمل الدؤوب للتخفيف من معاناة الشعب. لذا، ظهر عملٌ منظّم من بعض فئات الشعب السوريّ، فعلى الرغم من تنوّع مجالات عملها، إلّا أنّها تحمل الهدف نفسه، وهو مساعدة الشعب السوريّ في أمور حياته كلّها.
بالحديث عن الجنود المجهولين في الثورة السوريّة، وفي كلّ ثورة سابقة ولاحقة، هم الكوادر الطبيّة، حيث تسعى مديريات الصحة في المحافظات إلى بناء نظام صحيّ متكامل في سورية، ليكون نواة لتطويره في المستقبل، وتعزيز التأهيل والتدريب للكوادر العاملة في المشافي والنقاط الطبيّة. هذا كله ليكون هذا البناء قادراً على تقديم أفضل الخدمات المُتاحة، في توفير الأدوية للمرضى، وإجراء العمليات ومعالجة الجرحى في هذه الحرب.
وعلى الرغم من أنّ هذه الكوادر كانت الهدف الأول الذي يستهدفه الأمن بالرصاص، وكان من يحمل حقيبة طبية أو بحوزته قليل من الأدوية "أخطر على النظام ممن يحمل السلاح"، وفق ما يقوله ناشطون، إضافة إلى التعذيب المُضاعف الذي تتلقاه هذه الكوادر في السجون، حتى أنّ بعضهم قضوا تحت التعذيب.
الدفاع المدنيّ، يُمكن أن تجفّ الأقلام في الحديث عن إنجازاتهم، هم مجموعة من الفرق التي تضمّ ما يزيد عن 3000 شاب وفتاة يتوزعون في معظم المحافظات السوريّة، حيث يتميّز عملهم بالحيادية والإنسانية، من دون تمييز، إذ يعملون على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، والحدّ من الإصابات بين الناس والضرر على الممتلكات أثناء الحرب، أمّا بعد الحرب، فقد تعهد الدفاع المدنيّ بالشروع في مهمّة إعادة بناء سورية، أمّة مستقرة ومزدهرة ومحبّة للسلام، والتي يمكن تحقيق تطلعات الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
خسر الدفاع المدنيّ في سورية متطوعين كثيرين، خصوصاً بعد القصف الروسي الذي يتعمّد قصف المكان نفسه عدّة مرات، لذا فعناصر الدفاع المدني عرضة للمخاطر أكثر من غيرهم، وعلى الرغم من ذلك، لم توقف هذه الدماء بقية المتطوعين عن مهمتهم، وإنّما كانت حافزاً لهم للإستمرار في العمل.
إعلاميّو الثورة، صوت الحقيقة في عالم من الأموات، اكتسب الإعلام أهمية كبيرة، كونه سبباً في تقليل عدد الضحايا، من خلال كسر حاجز العزلة التي حاول النظام جاهداً أن يفرضها على الشعب وثورته، بمنعه وسائل الإعلام الأجنبية ووكالات الأنباء من العمل في سورية، فلولا الإعلام لقتل النظام عشرات الألوف كلّ يوم، من دون أن يعلم أحد بذلك، كما حصل في حماة في الثمانينات من القرن الماضي.
قياداتٌ غادرتنا مبكراً، إذ قدّمت الثورة السورية خلال خمس سنوات مئات الألوف من الشهداء، غير أنّ مرحلة العمل المسلّح وتأسيس الجيش الحرّ، تميّزت بظهور قادة عسكريين باتوا رموزاً خلّدهم السوريّون في ذاكرتهم، وتناقلوا صورهم ومآثرهم قبل استشهادهم وبعده. ولعلّ أكثر الأسماء التي عرفت في هذه الثورة: حسين هرموش، يوسف الجادر (أبو فرات)، عبد القادر الصالح، أبو يزن الشامي، حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، زهران علوش، وغيرهم...
أشخاص رسموا بدمائهم طريق الثورة، وغرسوا حبّها في قلوب الأجيال، فبات لكلّ قائد قصةً تُروى للأطفال كلّ ليلة من ليالي الثورة وما بعدها.
مقالات أخرى
13 نوفمبر 2016
11 ابريل 2016
06 ابريل 2016