أوقفت السلطات الفيليبينية المدارس والشركات في العاصمة مانيلا، اليوم الاثنين، بعدما أطلق البركان "تال" سحبا من الرماد في أنحاء المدينة، وحذر خبراء الزلازل من احتمال ثوارنه في أي وقت متسببا في أمواج مد عاتية (تسونامي).
وأجبرت السلطات آلاف الناس على ترك منازلهم حول منطقة البركان، الذي يعد أحد أصغر البراكين النشطة في العالم، والذي نفث رمادا لليوم الثاني من فوهته الواقعة في وسط بحيرة على بعد 70 كيلومترا جنوبي مانيلا.
وقالت رئيسة الأبحاث في معهد الفيليبين لعلوم البراكين والزلازل، ماريا انطونيا بورناس، للصحافيين: "لقد فاجأتنا سرعة النشاط البركاني. رصدنا حمما. لا تزال عميقة ولم تصل إلى السطح بعد. لكننا نتوقع ثورانا خطيرا في أي وقت".
وحذرت السلطات من أن ثوران البركان قد يؤدي إلى موجات تسونامي في البحيرة، وأجلت أكثر من 16 ألف شخص من الجزيرة البركانية والمنطقة المحيطة بها، وهي مقصد سياحي شهير، كما أثارت عشرات الهزات الأرضية قلق السكان.
وتصاعدت سحابة دخان هائلة من الرماد من قلب البركان، الواقع على بعد 65 كلم جنوبي العاصمة، وألغيت كل الرحلات من وإلى مطار نينوي أكيتو في مانيلا، وأجلي أكثر من ألفي شخص من سكان الجزيرة التي يقع فيها البركان، في منطقة تضمّ بحيرة ويحبّذها السياح، كإجراء وقائي، وفق ما أكدت السلطات المحلية.
وقال مدير مركز الدراسات البركانية والزلزالية في الفيلييبين، إن إجلاء سكان جزيرة مجاورة محتمل أيضاً إذا ساء الوضع، موضحاً أن "الرماد وصل الى سماء مانيلا أصلاً، ومن الخطير أن يتنشقه الناس".
وفي الإكوادور، أعلنت السلطات، الأحد، أن بركان "لا كومبري" الواقع في جزيرة فيرناندينا غير المأهولة في أرخبيل غالاباغوس، قد بدأ بالثوران وإطلاق الحمم، وقال مسؤولو حديقة غالاباغوس الوطنية في بيان، إن "القيمة البيئية لجزيرة فيرناندينا مهمة جداً لأن نظامها البيئي يؤوي العديد من الكائنات النادرة، مثل السحالي الصخرية والبحرية، والأفاعي، والجرذان التي لا وجود لها في مكان آخر، فضلاً عن طيور الغاق والبطاريق".
وأشار البيان إلى أن البركان الذي يبلغ ارتفاعه 1467 متراً، لديه كذلك تصدع في جهته الجنوبية الشرقية مع "تدفق للحمم نحو شاطئ" الجزيرة، أحدث جزر الأرخبيل.
ووقع، عصر أمس، زلزال بقوة 4.7 درجات، بحسب المعهد الإكوادوري للجيولوجيا، وتبعته هزات ارتدادية بقوة أدنى من 3.1.
وثار البركان آخر مرة بين 16 و18 يونيو/حزيران، وسمي أرخبيل غالاباغوس نسبةً للسلاحف العملاقة التي تعيش في المحيط الهادئ قبالة الإكوادور، وتعدّ جزءاً من الكائنات المحمية في الغلاف الحيوي التي ساعدت العالم البريطاني شارلز داروين على تطوير نظريته حول التطور.
(فرانس برس)