أذكت موجه الصقيع والثلوج المتساقطة على الجزائر في الأيام الخمسة الأخيرة، الأسعار في أسواق الخضر والفواكه، في وقت عرفت بعض الأنواع غيابا من على طاولات الباعة.
وفي سوق "علي ملاح" وسط العاصمة الجزائرية، للخضر والفواكه الذي يشهد إقبالا كبيرا، عرفت أسعار الخضر والفواكه زيادة فاقت 40%، فيما أخلى التجار ساحتهم من مسؤولية هذا التطور في الأسعار، حيث أكدوا لـ "العربي الجديد" أنهم وجدوا الأسعار مرتفعة في أسواق الجملة نهاية الأسبوع الماضي. وبالنسبة للتجار الذين حاورتهم "العربي الجديد" فإن ارتفاع الأسعار يعتبر منطقيا في ظل الظروف المناخية التي يعيشها الشمال الجزائري في الأيام الأخيرة.
وفي سوق "الكاليتوس" لبيع الخضر والفواكه بالجملة في الضاحية الشرقية من العاصمة، لاحظت "العربي الجديد" ارتفاعا مماثلا للأسعار، وأرجع البائعون هذه الزيادة إلى تراجع العرض مقابل ارتفاع الطلب.
ويؤكد جمال خليف، تاجر بالسوق، لـ "العربي الجديد" أن تدفق الخضر والفواكه على السوق تراجع بين 50 و60% خاصة بالنسبة للبطاطا التي تعد أكثر الخضر طلبا واستهلاكا. ويضيف أن الثلوج التي تساقطت على محافظات الشمال والهضاب العليا و"المتيجة" في الأيام الأخيرة عرقلت عمليات تموين السوق بالسلع اللازمة، ما أدى إلى حدوث خلل بين العرض والطلب وبالتالي ارتفعت الأسعار".
وقال بغدادي العيد، رئيس الغرفة الزراعية لمحافظة عين الدفلى، أكثر المحافظات إنتاجا للبطاطا- لـ "العربي الجديد" إن مزارعي المحافظة لم يجمعوا البطاطا منذ يوم الأربعاء الماضي بسبب تساقط الأمطار والثلوج في الجزء الجنوبي من المحافظة. وأضاف: "حتى البطاطا المخزونة في غرف التبريد لم توزع بسبب سمك الثلوج التي قطعت الطرق الرئيسة".
وقال رئيس اتحاد المزارعين الجزائريين محمد عليوي، إن ارتفاع الأسعار في مثل هكذا ظروف منطقية ومعللة. وأضاف لـ"العربي الجديد" أن هذا لا يعني أنه لا يوجد خلل يتم تسجيله كل سنة ولا يتم تداركها في مجال التخزين ووضع مخططات عاجلة لتفاديه حتى نحدث توازنا في السوق.
اقــرأ أيضاً
ولفت عليوي إلى أن "معروض الحمضيات تراجع بحدود 60% خلال 4 أيام، فمنطقة المتيجة (60 كلم جنوب العاصمة) المرتفعة كثيرا عرفت تساقطا كبيرا للثلوج أعاق المزارعين وأتلف جزءا كبيرا من الأشجار".
وارتفعت أسعار البطاطا بنحو 30 دينارا و25 دينارا للبصل والجزر، فيما ارتفع سعر الخرشوف بنحو 50 دينارا، أما الفواكه فقد شهدت أسعارها هي الأخرى قفزة كبيرة في الأسعار حيث انتقل سعر البرتقال من 200 دينار للكيلوغرام الواحد يوم الثلاثاء الماضي إلى 260 دينار الأثنين، نفس الشيء بالنسبة للرمان الذي قفز سعره بنحو 60 دينارا خلال ثلاثة أيامٍ.
وبين تعليلات وتبريرات التجار، وبين اختفاء ممثلي المزارعين وراء "حبات الثلج" لتبرير ارتفاع الأسعار، يبقى المواطن الجزائري وحده من يكتوي بلهيب الأسعار التي لم تتوقف عن الصعود منذ بداية السنة الحالية، حيث أصبحت الأرقام الموضوعة فوق السلع المعروضة تخيف المواطن.
وتقول المواطنة إيمان إسماعيل التقتها "العربي الجديد" في سوق "علي ملاح": "التسوق أصبح كابوسا بالنسبة لنا، فمع الخطوات الأولى في السوق انصدمت بالأسعار".
الشيء المستغرب، حسب إسماعيل، أنه "في كل مرة يجدون التبريرات، مرة بارتفاع أسعار الوقود ومرة بارتفاع الضرائب واليوم رحمة ربي (كناية عن الثلوج) هي من رفعت الأسعار".
وتحدث المواطن عزالدين خيثر لـ "العربي الجديد" وهو ينظر إلى محفظة النقود، قائلا: "لم يعد يصمد البرطموني (المحفظة باللهجة الجزائرية) أكثر من 10 أيام بعد وضع الراتب فيه، غلاء ثم غلاء، في الصيف يُقال لنا الجفاف وفي الشتاء يقال لنا الأمطار والثلوج، حتى البقوليات لم تسلم، بالرغم من كونها غير معنية بالمناخ".
ويطلق الجزائريون على 2017 "سنة كل الزيادات" بعدما انطلقت على وقع زيادة في أسعار الوقود وبعض الرسوم وارتفاعٍ في الأسعار مس المواد واسعة الاستهلاك، في وقت ترفض الحكومة الاعتراف بالزيادات التي وصفتها وزارة التجارة مؤخرا في بيانٍ لها بـ "الطفيفة" التي لن تؤثر على القدرة الشرائية للمواطن.
وانطلقت سنة 2017 على وقع الاحتجاجات في الجزائر، بعدما عرفت عدة محافظات غلياناً شعبياً احتجاجاً على الزيادات التي مسّت المواد واسعة الاستهلاك ورفضاً للإجراءات التي جاء بها قانون الموازنة العامة الجديد.
وجاءت الاحتجاجات رفضاً للزيادات في الرسوم والضرائب التي جاء بها قانون موازنة 2017، في مقدمتها رفع الرسم على القيمة المضافة من 17% إلى 19% ورفع الرسم المطبق على إيجار العقار لأغراض تجارية، بالإضافة إلى رفع أسعار الوقود.
اقــرأ أيضاً
وفي سوق "الكاليتوس" لبيع الخضر والفواكه بالجملة في الضاحية الشرقية من العاصمة، لاحظت "العربي الجديد" ارتفاعا مماثلا للأسعار، وأرجع البائعون هذه الزيادة إلى تراجع العرض مقابل ارتفاع الطلب.
ويؤكد جمال خليف، تاجر بالسوق، لـ "العربي الجديد" أن تدفق الخضر والفواكه على السوق تراجع بين 50 و60% خاصة بالنسبة للبطاطا التي تعد أكثر الخضر طلبا واستهلاكا. ويضيف أن الثلوج التي تساقطت على محافظات الشمال والهضاب العليا و"المتيجة" في الأيام الأخيرة عرقلت عمليات تموين السوق بالسلع اللازمة، ما أدى إلى حدوث خلل بين العرض والطلب وبالتالي ارتفعت الأسعار".
وقال بغدادي العيد، رئيس الغرفة الزراعية لمحافظة عين الدفلى، أكثر المحافظات إنتاجا للبطاطا- لـ "العربي الجديد" إن مزارعي المحافظة لم يجمعوا البطاطا منذ يوم الأربعاء الماضي بسبب تساقط الأمطار والثلوج في الجزء الجنوبي من المحافظة. وأضاف: "حتى البطاطا المخزونة في غرف التبريد لم توزع بسبب سمك الثلوج التي قطعت الطرق الرئيسة".
وقال رئيس اتحاد المزارعين الجزائريين محمد عليوي، إن ارتفاع الأسعار في مثل هكذا ظروف منطقية ومعللة. وأضاف لـ"العربي الجديد" أن هذا لا يعني أنه لا يوجد خلل يتم تسجيله كل سنة ولا يتم تداركها في مجال التخزين ووضع مخططات عاجلة لتفاديه حتى نحدث توازنا في السوق.
ولفت عليوي إلى أن "معروض الحمضيات تراجع بحدود 60% خلال 4 أيام، فمنطقة المتيجة (60 كلم جنوب العاصمة) المرتفعة كثيرا عرفت تساقطا كبيرا للثلوج أعاق المزارعين وأتلف جزءا كبيرا من الأشجار".
وارتفعت أسعار البطاطا بنحو 30 دينارا و25 دينارا للبصل والجزر، فيما ارتفع سعر الخرشوف بنحو 50 دينارا، أما الفواكه فقد شهدت أسعارها هي الأخرى قفزة كبيرة في الأسعار حيث انتقل سعر البرتقال من 200 دينار للكيلوغرام الواحد يوم الثلاثاء الماضي إلى 260 دينار الأثنين، نفس الشيء بالنسبة للرمان الذي قفز سعره بنحو 60 دينارا خلال ثلاثة أيامٍ.
وبين تعليلات وتبريرات التجار، وبين اختفاء ممثلي المزارعين وراء "حبات الثلج" لتبرير ارتفاع الأسعار، يبقى المواطن الجزائري وحده من يكتوي بلهيب الأسعار التي لم تتوقف عن الصعود منذ بداية السنة الحالية، حيث أصبحت الأرقام الموضوعة فوق السلع المعروضة تخيف المواطن.
وتقول المواطنة إيمان إسماعيل التقتها "العربي الجديد" في سوق "علي ملاح": "التسوق أصبح كابوسا بالنسبة لنا، فمع الخطوات الأولى في السوق انصدمت بالأسعار".
الشيء المستغرب، حسب إسماعيل، أنه "في كل مرة يجدون التبريرات، مرة بارتفاع أسعار الوقود ومرة بارتفاع الضرائب واليوم رحمة ربي (كناية عن الثلوج) هي من رفعت الأسعار".
وتحدث المواطن عزالدين خيثر لـ "العربي الجديد" وهو ينظر إلى محفظة النقود، قائلا: "لم يعد يصمد البرطموني (المحفظة باللهجة الجزائرية) أكثر من 10 أيام بعد وضع الراتب فيه، غلاء ثم غلاء، في الصيف يُقال لنا الجفاف وفي الشتاء يقال لنا الأمطار والثلوج، حتى البقوليات لم تسلم، بالرغم من كونها غير معنية بالمناخ".
ويطلق الجزائريون على 2017 "سنة كل الزيادات" بعدما انطلقت على وقع زيادة في أسعار الوقود وبعض الرسوم وارتفاعٍ في الأسعار مس المواد واسعة الاستهلاك، في وقت ترفض الحكومة الاعتراف بالزيادات التي وصفتها وزارة التجارة مؤخرا في بيانٍ لها بـ "الطفيفة" التي لن تؤثر على القدرة الشرائية للمواطن.
وانطلقت سنة 2017 على وقع الاحتجاجات في الجزائر، بعدما عرفت عدة محافظات غلياناً شعبياً احتجاجاً على الزيادات التي مسّت المواد واسعة الاستهلاك ورفضاً للإجراءات التي جاء بها قانون الموازنة العامة الجديد.
وجاءت الاحتجاجات رفضاً للزيادات في الرسوم والضرائب التي جاء بها قانون موازنة 2017، في مقدمتها رفع الرسم على القيمة المضافة من 17% إلى 19% ورفع الرسم المطبق على إيجار العقار لأغراض تجارية، بالإضافة إلى رفع أسعار الوقود.