قمر فتاة في مقتبل العمر تضطرها الحرب وأصوات القنابل وتناثر شظاياها على مقربة من نوافذ البيت إلى النزوح من موطنها، الذي لم تعرف غيره في سورية، إلى بيوت لم تألفها ولم تعرفها من قبل، مثلها مثل المئات من أبنائنا تم اقتلاعهم من السكن والأمان إلى التيه والشتات.
كم من الصغار اضطرتهم الحرب إلى النزوح من البيت إلى بيت عمة ثم خالة ثم جارة، إلى مزرعة ومنها إلى مرآب ثم إلى بيت غير مأهول.. هل يتوقع أن تستمر عملية تعليمية في مثل ظروف وأحوال كهذه. بالطبع لقمة العيش والبقاء في مأمن هو الشغل الأول بل والأخير الشاغل لكافة أبناء الأسرة.
اقرأ أيضا:"قمر"... الفتاة التي انتصرت على الحرب
كم من الصغار اضطرتهم الحرب إلى النزوح من البيت إلى بيت عمة ثم خالة ثم جارة، إلى مزرعة ومنها إلى مرآب ثم إلى بيت غير مأهول.. هل يتوقع أن تستمر عملية تعليمية في مثل ظروف وأحوال كهذه. بالطبع لقمة العيش والبقاء في مأمن هو الشغل الأول بل والأخير الشاغل لكافة أبناء الأسرة.
اقرأ أيضا:"قمر"... الفتاة التي انتصرت على الحرب
إلا أنه ومن تحت الركام ومن تحت تراب التيه نجد أحياناً وعلى غير موعد متوقع نقطة ضوء، نجد أحياناً ما يوقظنا من ثباتنا نحن الآمنين القابعين في حجرات مكيفة أمام أجهزة التلفاز ممسكين بالألعاب والهواتف الرقمية غير مبالين لما حولنا، هم الصامدون، وهم المتعبون، وهم الكادحون، ومع هذا غير يائسين غير متعبين غير متشائمين، فلو كان الوضع هو حالة من اليأس والإحباط، ما الذي إذاً يدفع قمرَ ومثيلاتها إلى الاستمرار في عملية التعلم والالتحاق بالامتحان، ما الذي يدفعها إلى سهر الليالي تارة على سطح البيت، وتارة على ضوء الشموع، لاستكمال مسيرة التعلم والتمسك بأمل الالتحاق بالدراسة الجامعية.
فرح
قمر ليست وحدها فعلى بُعد مئات الأميال منها وفي قرية من قرى ليبيريا هناك فرح، التي حالت الحرب الأهلية بينها وبين استكمال دراستها الإعدادية، فقد نزحت الأسرة لقرية نائية ليس فيها مدرسة ولا مدرسون.
لم تهدأ تصدع من حولها بحلمها، حتى أتاها خبر افتتاح مدرسة للمتسربين من التعليم، ولكن الأمر ليس سهلاً لأن المسافة كبيرة وعليها تحمل مشقة المشي طويلاً. بعد بضعة دموع تذرفها على كتف أبيها، تقنعه بالسفر معها للمدينة الأبعد لتجري الامتحان، وبعدما خرجت من الامتحان يقابلها أحد الصحافيين فيسألها: كيف كان الامتحان؟ فلا تقول إلا كلمة بسيطة ولكنها تختصر كل المعاني: "الآن أنا بخير حال".
اقرأ أيضا:التعليم السريع.. الحل السحري للاجئين
هي تدرك برغم سنها الصغيرة أن الحال لا ينصلح إلا بالتعليم والعلم، أن الأفضلية هي لمن يدرك ويعي ولديه القدرات العلمية التي تساعده على شق طريق الحياة الوعر.
التلميذ السوداني
القصة الثالثة ليست من مناطق دول العالم الثالث، ولا من مناطق النزاع والحروب، بل على العكس تماما من بيئة آمنة مطمئنة، أو هكذا كانوا يظنون، من الولايات المتحدة. أحمد محمد تلميذ سوداني في إحدى مدارس تكساس، يحب العلم والتعلم وعرف عنه تفوقه في الفيزياء والعلوم التطبيقية، ينتج ساعة إلكترونية، تتخيلها الإدارة المدرسية قنبلة، فتبلغ الشرطة التي ما لبثت أن اعتقلته. انتشر وسمIStandWithAhmed" سريعاً على تويتر وتوسعت دائرة المتفاعلين مع قضية أحمد، وما لبث أن أخلي سبيله.
تعد قصة أحمد بمثابة تنبيه بسيط لنا، نحن المتخيلين أن أطفالنا وأبناءنا في مثل هذه البلاد لا يعانون هم أيضاً، نعم هي نوع آخر من المعاناة، ولكن من قال إن الكراهية والعنصرية لا تؤثران على شخصية الفرد ونفسيته وسلامته الشخصية؟
ثم نأتي لنا نحن، ما هو دورنا وما الذي يجب أن نفعله؟ هل نفيق نحن القابعين في الحجرات المكيفة الجالسين أمام شاشات التلفاز، لندرك أن ما بين أيدينا من سهولة الوصول للمعرفة ومنابر العلم أمر لا يستهان به وعلينا التمسك به والاستفادة منه ومحاولة تقديم المساعدة للآخرين، فربما نتحول في يوم قريب إلى قمر أو فرح متمنين قرب المدرسة أو الوصول لقاعة الامتحان أو نكون كأحمد، نحلم بأن نطبق ما نتعلمه دون اعتقال أو توجيه تهمة الإرهاب.
اقرأ أيضا:احمِ طفلك من مشاهد الموت والدمار.. في خطوات
فرح
قمر ليست وحدها فعلى بُعد مئات الأميال منها وفي قرية من قرى ليبيريا هناك فرح، التي حالت الحرب الأهلية بينها وبين استكمال دراستها الإعدادية، فقد نزحت الأسرة لقرية نائية ليس فيها مدرسة ولا مدرسون.
لم تهدأ تصدع من حولها بحلمها، حتى أتاها خبر افتتاح مدرسة للمتسربين من التعليم، ولكن الأمر ليس سهلاً لأن المسافة كبيرة وعليها تحمل مشقة المشي طويلاً. بعد بضعة دموع تذرفها على كتف أبيها، تقنعه بالسفر معها للمدينة الأبعد لتجري الامتحان، وبعدما خرجت من الامتحان يقابلها أحد الصحافيين فيسألها: كيف كان الامتحان؟ فلا تقول إلا كلمة بسيطة ولكنها تختصر كل المعاني: "الآن أنا بخير حال".
اقرأ أيضا:التعليم السريع.. الحل السحري للاجئين
هي تدرك برغم سنها الصغيرة أن الحال لا ينصلح إلا بالتعليم والعلم، أن الأفضلية هي لمن يدرك ويعي ولديه القدرات العلمية التي تساعده على شق طريق الحياة الوعر.
التلميذ السوداني
القصة الثالثة ليست من مناطق دول العالم الثالث، ولا من مناطق النزاع والحروب، بل على العكس تماما من بيئة آمنة مطمئنة، أو هكذا كانوا يظنون، من الولايات المتحدة. أحمد محمد تلميذ سوداني في إحدى مدارس تكساس، يحب العلم والتعلم وعرف عنه تفوقه في الفيزياء والعلوم التطبيقية، ينتج ساعة إلكترونية، تتخيلها الإدارة المدرسية قنبلة، فتبلغ الشرطة التي ما لبثت أن اعتقلته. انتشر وسمIStandWithAhmed" سريعاً على تويتر وتوسعت دائرة المتفاعلين مع قضية أحمد، وما لبث أن أخلي سبيله.
تعد قصة أحمد بمثابة تنبيه بسيط لنا، نحن المتخيلين أن أطفالنا وأبناءنا في مثل هذه البلاد لا يعانون هم أيضاً، نعم هي نوع آخر من المعاناة، ولكن من قال إن الكراهية والعنصرية لا تؤثران على شخصية الفرد ونفسيته وسلامته الشخصية؟
ثم نأتي لنا نحن، ما هو دورنا وما الذي يجب أن نفعله؟ هل نفيق نحن القابعين في الحجرات المكيفة الجالسين أمام شاشات التلفاز، لندرك أن ما بين أيدينا من سهولة الوصول للمعرفة ومنابر العلم أمر لا يستهان به وعلينا التمسك به والاستفادة منه ومحاولة تقديم المساعدة للآخرين، فربما نتحول في يوم قريب إلى قمر أو فرح متمنين قرب المدرسة أو الوصول لقاعة الامتحان أو نكون كأحمد، نحلم بأن نطبق ما نتعلمه دون اعتقال أو توجيه تهمة الإرهاب.
اقرأ أيضا:احمِ طفلك من مشاهد الموت والدمار.. في خطوات