ثقافة موسمية

06 يوليو 2017
صفاء الرواس/ المغرب
+ الخط -

تنظر المؤسسة الثقافية الرسمية، ومعها جمعيات خاصة وأهلية، في معظم البلدان العربية، إلى تأسيس مزيدٍ من المهرجانات خارج عواصمها، بوصفه إنجازاً يتيح لسكّانها التواصل مع الإبداع، في ظلّ غياب فضاءات عامة من مسارح وصالات سينما وتشكيل، ويدعم في الوقت نفسه الكتّاب والفنّانين الشباب في تلك الأطراف.

عند البحث في واقع أكثر من خمسين مهرجاناً يقام في المغرب سنوياً، مثلاً، نرى أن حجم الإنفاق عليها مجتمعة يصل إلى عشرات ملايين الدولارات -تتحمّل الحكومة غالبيتها-، وهي مبالغ تكفي لتطوير البنى التحتية الثقافية على مدار السنين الماضية، لكن ذلك لم يحصل في المدن التي تنظّم هذه التظاهرات، وظلّت الثقافة فيها موسمية تنتظر الضيوف من خارجها.

ربما تكون الحالة المغربية أفضل من غيرها، غير أنها تصلح موضوعاً للدراسة في جوانب متعدّدة، إذ لم تساهم تلك الملتقيات في تأسيس حالة ثقافية في أماكنها القصيّة، ولم يجد مبدعوها سوى الهجرة إلى العاصمة، لتثبيت أسمائهم على خريطة الثقافة و"سوقها"، وتبدو المفارقة بأن من يعود منهم إلى مسقط رأسه، يعبّر عادةً عن نزوعه نحو "العزلة"، وليس للتفاعل ضمن محيطه.

الإخفاق في تحقيق غاية هذه "المواسم"، مردّه تهميش الثقافة العربية وإلحاقها بالسلطة في المركز لعقود خلت، وكلّ ما جرى هو تعميم عجزها واستنساخه في الأطراف.

المساهمون