ثاني جمعة غضب للقدس: تصعيد تدريجي للمواجهة

غزة

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
سخنين

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
الضفة الغربية

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
15 ديسمبر 2017
97FD2B96-67B8-4D8E-BDB1-4BA0543A8218
+ الخط -
لم يكن عنف قوات الاحتلال، أمس، ضد الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، كافياً لمنع هؤلاء من رفع وتيرة تحديهم وتزخيم تحركاتهم الشعبية المتمسكة بعروبة القدس عاصمة لفلسطين، وهو ما دفع هؤلاء ثمنه، في ثاني يوم جمعة غضب من أجل القدس، شهداء ومئات الجرحى. ولم تغب المدن الواقعة داخل الخط الأخضر عن الحراك الشعبي، فشهدت مدن مثل سخنين والناصرة تظاهرات ومسيرات حاشدة تحت عنوان القدس عاصمة فلسطين. ومر أمس، ثاني يوم جمعة منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، في ظل تصميم فلسطيني شعبي على أن يكون كل جمعة يوم غضب بشكل تصاعدي تدريجي ربما وصولاً إلى المواجهة الشاملة أو الانتفاضة الثالثة.

وسقط 4 شهداء، حتى مساء أمس، وأصيب 340 شخصاً في الضفة، بحسب الهلال الأحمر، 24 منهم بالرصاص الحي، و75 بالرصاص المطاطي، و227 بالغاز، و14 بإصابات أخرى. وفي قطاع غزة، بلغ عدد الإصابات 220، منها 89 بالرصاص الحي. وسقط اثنان من الشهداء شرقي غزة، وهما إبراهيم أبو ثريا، الذي أصيب بطلق ناري في الرأس وهو مبتور القدمين، وياسر سكر، الذي سقط برصاصة في رأسه، بينما استشهد باسل مصطفى محمد إبراهيم، جنوبي رام الله برصاص الجنود الإسرائيليين، وشاب آخر يدعى محمد أمين عقل، والذي ظل في حالة حرجة بعدما أطلقت عليه قوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله، 20 رصاصة، بذريعة تنفيذه محاولة طعن لأحد جنود الاحتلال. ومنع جنود الاحتلال طواقم الإسعاف من علاج الشاب ومساعدته، وقد وثقت الكاميرات مشهد الإعدام مباشرة على الهواء، قبل أن يتمكن الشبان من السير به عشرات الأمتار على الأقدام باتجاه مركبات إسعاف أخرى. غير أن الشاب عقل توفي في أحد مستشفيات مدينة رام الله. وشهدت بلدات بدرس ونعلين وبلعين والنبي صالح ودير نظام، غربي المدينة، مواجهات عنيفة مع الشبان الذين خرجوا في مسيرات رافضة لقرار ترامب. كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص الحي وبالاختناق، ومنهم بسبب إصابتهم بغاز يسرّع نبضات القلب والإجهاد.



وفي مدينة القدس المحتلة، جابت مسيرة حاشدة باحات المسجد الأقصى، وسط هتافات تؤكد عروبة القدس، وهويتها الفلسطينية، بينما انطلقت مسيرة أخرى باتجاه باب العامود في البلدة القديمة وقُمعت من قبل جنود الاحتلال بالقوة المفرطة، واستهدفت بوابل كثيف من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق. وأُصيب خلالها شاب بالرأس جراء الاعتداء عليه بالضرب. وعند حاجز قلنديا، شمالي المدينة، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المتظاهرين في مسيرة داعمة للقدس، واستهدفتهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بشكل كثيف. كما أُصيب ستة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة قطنة، شمال غربي المدينة، فيما اختنق العشرات خلال مواجهات مماثلة في بلدة بيت سوريك المجاورة.

في جنوب الضفة الغربية المحتلة، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط عقب انتهاء صلاة الجمعة، التي أقامها الفلسطينيون على المدخل الشمالي للمدينة بالقرب من جدار الفصل العنصري، الفاصل لبيت لحم عن القدس المحتلة، واندلعت على الفور مواجهات عنيفة مع الشبان هناك، بينما اندلعت مواجهات في بلدة تقوع، شرقي المدينة. كما أُصيب شاب بالرصاص الحي، إضافة إلى مراسل تلفزيون "فلسطين" عقب الاعتداء عليه أثناء تغطيته المواجهات التي اندلعت وسط مدينة الخليل، بينما أصيب شاب بقنبلة غاز بشكل مباشر بمواجهات اندلعت في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين، شمالي المدينة، كذلك أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات في بلدة يطا، جنوباً.

وامتدت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال الى مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وقمعت قوات الاحتلال مسيرة شعبية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، وكذلك أُطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وعند حاجز حوارة العسكري، المقام على أراضي جنوب نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين انتشروا بشكل مكثف في محيط الحاجز وبالقرب من بلدة كفر قليل.



في قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، شمال الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات عقب خروج الأهالي في مسيرة منددة بقرار ترامب، وقمع الجنود المسيرة، وأصيب خلالها ثلاثة شبان على الأقل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات الاختناق. في مدينة طولكرم، اندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة الغربية بالمدينة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص والقنابل الغازية والصوتية بشكل كثيف، ورشت المياه العادمة بشكل كبير على المنازل والمحال في المنطقة.

في قرية عاطوف (الأغوار الشمالية)، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة خرجت بعد صلاة الجمعة، وأطلقت الغاز بشكل مكثف والرصاص المطاطي على المتواجدين، بينما اعتقلت ثلاثة صحافيين. ومن شارع الشهداء في مدينة سخنين بمنطقة الجليل، انطلقت تظاهرة مناصرة للقدس المحتلة، تحت عنوان "القدس عاصمة فلسطين"، تأكيداً على هوية المدينة العربية، وتنديداً بقرار ترامب. ولبت هذه التظاهرة التي شارك فيها الآلاف، قرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني. كذلك في الناصرة، نُظّمت تظاهرة حاشدة نصرة للقدس، وسار المتظاهرون من مسجد السلام مروراً بالشارع الرئيسي حتى ساحة شهاب الدين في مركز المدينة.

سياسياً، كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن "أنقرة ستُطلق مبادرات على صعيد الأمم المتحدة لإلغاء القرار الأميركي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وفي كلمة عبر البث المباشر من إسطنبول، خاطب أردوغان الجماهير المحتشدة في ملتقى "القدس قضيتنا" بولاية قونية، وسط تركيا، وقال: "سنتوجه إلى مجلس الأمن أولاً بشأن القدس، وفي حال استخدام حق النقض، سنتجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإلغاء هذا القرار (الأميركي) المجحف". وأردف أن "تركيا ستطلق مبادرات من أجل اعتراف بلدان أكثر بدولة فلسطين، التي يعترف بها في الوقت الراهن 137 بلداً في العالم"، وأضاف أنه "كبلدان إسلامية سنؤسس صناديق تمويل جديدة من أجل دعم الأسر الفلسطينية". وفي الأردن، انطلقت مسيرة حاشدة دعت إليها الحركة الإسلامية وأحزاب أردنية وفعاليات شعبية مختلفة من أمام المسجد الحسيني إلى ساحة النخيل، وسط العاصمة عمّان. كما جابت مسيرة أخرى مدينة الرمثا.


ذات صلة

الصورة
من رحلة الفلسطيني خليل النواجعة اليومية (العربي الجديد)

مجتمع

يقطع المعلم الفلسطيني خليل النواجعة (58 سنة) يومياً نحو 5 كيلومترات على حماره، من منزله بمنطقة تجمع الجوّايا في بلدة الكرمل إلى مدرسة التوانة في مسافر يطا.
الصورة
فلسطينيون ينزحون من بيت لاهيا جراء القصف الإسرائيلي 17 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

يتجه الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز سيطرته العسكرية على قطاع غزة المحاصر، وسط مؤشرات ملموسة إلى بدء تطبيقه الحكم العسكري، فضلاً عن التأسيس لتطلعات المستوطنين.
الصورة
سيطرت جمعيات استيطانية على عقارات في المصرارة (العربي الجديد)

مجتمع

لم تكن سيطرة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على مقهى المصرارة الواقع إلى الغرب من أسوار البلدة القديمة في القدس، أولى المعارك التي تخسرها عائلة كستيرو.
الصورة
بنيامين نتنياهو مع أرييه درعي في الكنيست بالقدس 24 يوليو 2023 (رونالدو شيميدت/فرانس برس)

سياسة

نشرت سرايا القدس مقطعاً مصوراً لأحد المحتجزين الإسرائيليين، وجه من خلاله رسالة إلى عضو الكنيست الإسرائيلي زعيم حركة شاس المتطرفة أرييه درعي
المساهمون