- إذا عدنا إلى بدايتك الفنية، ومشاركتك في برنامج "ستار أكاديمي" قبل 12 سنة، فإننا نلاحظ أنك كنتِ تصدرين نفسك من خلال غنائك باللغة الإنكليزية، أثناء مشاركتك بالبرنامج وفي السنوات التي تلت ذلك. فما الذي دفعك إلى التحول نحو الغناء باللغة العربية؟
* في البداية أحببت الموسيقى الأجنبيّة، فأنا تعرّفت إليها قبل أن أتعرّف على الموسيقى العربيّة، وعند بلوغي السابعة عشرة من عمري بدأت أتعرّف على الموسيقى العربيّة، وازداد اهتمامي بها بعدما استمعت للعديد من المغنّين، أمثال: جوليا بطرس وعبد الحليم وعبد الوهاب وأسمهان وفريد الأطرش، كما استمعت إلى الكثير من أغاني الخمسينيات والستينيات العربيّة إضافة إلى الأغاني الجديدة طبعاً.
في برنامج "ستار أكاديمي" كان يتم اختيار الأغاني بطريقتين، فبعض الأغاني أختارها أنا بنفسي، والبعض الآخر تختارها الإدارة ويطلبون مني أداءها؛ وقد صدف أن تكون الأغاني التي اخترتها أنا وتلك التي اختاروها لي معظمها أجنبيّة، رغم أنني حينها كنت قد بدأت أكتب باللغة العربيّة، وجميع الذين كانوا يتابعونني في اليوميّات يعلمون بأنّ معظم ما كنت أعزفه حينها كان بالعربية، إلا أنني لم أكن أغني باللغة العربيّة في حفلات الـ"برايم" أو في التقييم الأسبوعي إلا قليلاً، لأنني كنت أشعر بأنّ لوني وأسلوبي مختلفان عمّا هو موجود في الأغنية العربيّة، فكنت نادراً ما أجد أغنية تتناسب مع أسلوبي وتليق بطبيعة صوتي التي لا تصنّف ضمن الأغنية الطربيّة.
- ذكرتِ أنك لم تجدي أغاني عربيّة تناسبك، وأن أغانيك العربيّة التي غنيتِها هي من تأليفك وتلحينك. فما هي الخصوصيّة في هذه الأغاني؟ وما هو الشيء الجديد الذي استطعتِ أن تقدميه من خلالها؟
* هناك بعض الأغاني العربيّة التي تناسب طبقة صوتي بالتأكيد. ففي"ستار أكاديمي"، غنّيت مثلاً "اتطلع فيي هيك" لكارول سماحة، وغنّيت "شو عبالي" و"يا قصص".. جميع هذه الأغاني لا تنتمي إلى اللون الطربي أو اللون الشرقي، لكن يوجد فيها حسّ شرقي، فهي خليط من المقاطع الصوتية الشرقية والغربية، وقد وجدت نفسي في تلك الأغاني، ولكنني أميل لغناء أغنياتي الخاصة التي تحمل كلماتي وألحاني، والتي أجدها تختلف بعض الشيء عن تلك الأغاني من عدّة نواح؛ فمن حيث الكلمات، أنا أكتب وأؤلف أغانيَّ باللهجة اللبنانية، ولم أؤلّف أغان بلهجات أخرى حتى الآن، وأكتب عن أحداث مفصّلة؛ إذ تتمحور الأغنية حول حالة معيّنة بأدقّ تفاصيلها وليس بشكل عام مثل "بحبك وبتحبني وعذبتك وعذبتني"، وإنما أبحث في أغنياتي عن تفاصيل أعمق. أما على صعيد اللحن، ففي ألحاني هناك خليط موسيقي بحيث يرتكز الـ"بيز" (bass) فيها إجمالاَ على الموسيقى الغربية حتى الآن، وتضاف إليه بعض الآلات والأصوات الشرقية. ومن ناحية الإنتاج والتوزيع، فأغانيّ من توزيعي، إذ إنني أعمل عادة مع "بروديوسر" آخر لاستخراج الصوت الذي نريده، وأشرف أنا على جميع عمليات الإنتاج واختيار الآلات والأصوات التي أريدها، كما وتوزيع الكمنجات والآلات الشرقية فيها؛ فما يميّز أغانيّ فعليّاً، أنّني أحرص دائماً على وجودي بكل جزء من أجزاء الأغنية من بداية الفكرة وحتى خروجها إلى العالم.
- جميع أغانيك السابقة أطلقت على شكل أغان منفردة، هل هناك مشروع ألبوم؟
* هناك ألبوم أعمل عليه في الوقت الحاضر، وخلال الشهرين المقبلين سأسجل الأغاني. إلا أنّني لن أطلق الألبوم بشكل فوري، وإنما سأطرح أغاني منفردة متتالية من الآن وحتى نهاية العام، وخلال الأشهر الأولى من العام المقبل سأطرح الألبوم. أفضّل أن أتروّى بخطواتي ليكون لدى الجميع فرصة للتعرف إليّ، إذ إنّ عملية إعادة الإطلاق ليست بالشيء السهل، وبذلك يكون هناك متّسع من الوقت لتسمع الناس أغانيّ وتتعرّف على أسلوبي، ومن ثمّ أقوم بطرح الألبوم بعدما يكون العالم قد عرف الاتجاه الذي أسلكه.
- وماذا عن أغاني الألبوم؟ هل سيكون لكل منها موضوع مستقل، أم ستكون لها ثيمة واحدة؟
* من المؤكد أن لكل أغنية موضوعاً خاصاً بها، إلا أن هناك فكرة رئيسيّة معيّنة تشمل جميع أغاني الألبوم. وفكرة هذا الألبوم تعبّر عنّي ككاتبة أكثر من أي شيء آخر، كما أنه ألبوم يعبّر عن هويّتي ويوضح هويّة صوتي، فهو يجمع بين الأغاني التي قمت بكتابتها والصوت الذي قرّرت أن أتميّز به.
- تحدثتِ عن المزج في موسيقاك بين الشرقي والغربي، ما هو النمط الموسيقي الغربي الذي تستخدمينه؟
* "البوب"، لأنّه النمط الأكثر شعبيّة، الذي يتكوّن من خليط متنوّع من الموسيقى الإلكترونية و"الأكوستيك"، أي الآلات الحية والأوركسترا، حسب احتياجات كل أغنية؛ فأغنية "ممنوع " يوجد فيها خليط من كل شيء: من الأوركسترا، والأكوستيك والموسيقى الإلكترونية إضافةً إلى الآلات الشرقية. كذلك فإن موسيقى البوب فعليّا سهلة الحفظ كما أنّها سهلة الانتشار، وأنا أسعى لخلق موسيقى تحفظ بسهولة وتَطرح مواضيع مثيرة للاهتمام وفيها صوت جديد يسهل انتشارها لتصل إلى الجيل الجديد.
- وما هي الصورة التي تسعين لرسمها عن نفسك في الألبوم الجديد؟
* في العديد من المرّات توجّب عليّ أن أكون ضمن صورة معيّنة بسبب الوضع الذي كنت فيه؛ ففي برنامج "ستار أكاديمي" كانوا يشجّعونني على الغناء بالأجنبي أكثر من العربي، وعندما قمت بالغناء مع كريس دي بيرغ كنت أغني أغانيه، وكنت أقوم بكتابة أغانٍ بالأساس لم تكن لي، إذ كنت أكتب وأعدّل الكلمات كي يتناسب صوتي مع الأغنية التي قام هو بخلقها، وتلك لم تكن هويّتي الفنية الخاصة بي، بل هويتي الفنية الخاصة هي ما تشهده الآن والتي كنت دائماً أحاول تسليط الضوء عليها في جميع المقابلات وخلال الفترة من حياتي التي كنت أحاول الوصول فيها إلى هذه المرحلة.
والآن أريد أن أركّز على هويّتي الفنية ككاتبة وملحّنة ومغنّية، فأنا أعرف أنّه في العالم العربي ليس هنالك فنّانات شاملات يعملن بشكل فردي ويقُمن بجميع المهام، ابتداءً من التأليف والتلحين ووصولاً إلى الإنتاج والتوزيع والغناء، أو إذا كنّ وجدن فلم يُعرفن حتى الآن.
من ناحية أخرى، أركز في هذه الفترة على موضوع كتابة الأغاني لغيري، فكتبت أغنية اسمها "إذا ناوية تكوني معي" لغسان صليبا، ومن المفترض أن يطلقها قريباً. ولديّ الرغبة بالكتابة لفنانين آخرين، فأنا أرغب بالعمل على شخصيتي ككاتبة أغان، وهو أمر غير منتشر في العالم العربي للمرأة إجمالاً.