تياغو ألكانتارا..كرة القدم تدور حول لاعب الوسط

18 أكتوبر 2015
+ الخط -

يمتاز لاعب الجناح في كرة القدم بقدرته على أداء كافة الأدوار داخل الملعب، مع إجادته التامة لشغل مختلف المراكز الخططية، وذلك بسبب تميّزه في الاحتفاظ بالكرة بجانب الخط الجانبي، حيث إن هذا الخط بمثابة أقوى وأصعب مدافع، لأن حامل الكرة يجد نفسه محاصراً بين لاعب الخصم وحاجز المستطيل الأخضر، وبالتالي تزيد نسبة المهارة في التعامل مع المستديرة بالنسبة لنجوم الأجنحة الذين يلعبون أكثر على الأطراف.

القاعدة الأساسية
نجوم مثل خوان ماتا، مسعود أوزيل، دافيد سيلفا، وآخرين، بدأوا حياتهم الكروية كأجنحة صريحة، لكنهم تحولوا مع الوقت إلى مركز اللعب في العمق، نظراً لنجاحهم في اللعب على الخط، لذلك تضاعفت نسبة النجاح حينما تحولوا إلى صناعة اللعب، بسبب وجود أكثر من خيار أمامهم، إما التسديد أو التمرير، مع أربع زوايا كاملة متاحة، على اليمين واليسار، في الخلف وإلى الأمام.

في تعليقه على مباراة بايرن وبريمن بالبوندسليغا، قال معلق المباراة الأجنبي عن مركز فيليب لام، "هو كابتن الفريق، ولاعب غوارديولي الهوى، من الصعب تصنيفه فنياً، لكنه جناح الدفاع والوسط والهجوم لفريق بايرن ميونخ"، نتيجة التحرك المستمر لفيليب لام في كل مكان بين الخطوط الثلاثة.

مركز لام
بدأ لام مسيرته كظهير على الخط، ظهيراً حقيقيا صريحا على اليمين أو اليسار، ومع تفوقه في هذا المركز، زادت حساسية الألماني على مستوى التمركز، لذلك تفاهم مع غوارديولا سريعاً، وأصبح لاعبه المفضل داخل البافاري، ليقوم المدرب الكاتلوني بوضعه في منطقة الوسط، مع تحريكه في الفراغ المطلوب، وفق موضع الخصم وظروف المباراة.

في خطة 4-1-4-1، لام هو لاعب الوسط المائل إلى اليمين، بينما في 4-3-3، لام يستطيع شغل مركزي لاعب الارتكاز الصريح، ولاعب الوسط المساند حول الدائرة، كذلك إذا تحول الرسم الخططي إلى ما يُشبه الثلاثي الخلفي، فإن لام يتحول إلى الخط، لكن كجناح أقرب إلى صيغة الـ Wing Back.

الصيحة الجديدة
بالعودة إلى سنوات قديمة، بالتحديد إبان حقبة برشلونة ريكارد، تعرض الفريق وقتها لغياب النجم رونالدينيو، بسبب الإصابة وبعض المشاكل الأخرى، ولم يستطع أي لاعب داخل البارسا تعويض غياب الساحر البرازيلي، لكن فكر المدرب الهولندي في حل مؤقت، بتحول الصاعد إنيستا من خانة الوسط إلى مركز الساعد الهجومي على اليسار، للاستفادة من مهارته الشديدة في التلاعب بالكرة والحفاظ عليها.

وأمام فريق بريمن بالدوري الألماني، فكر غوارديولا في حل قريب، مع عدم اكتمال جاهزية آرين روبين، بالإضافة إلى غياب كومان وإراحة دوغلاس كوستا، فإن الرهان هذه المرة كان على تياغو ألكانتارا، لاعب الوسط الذي أدى مباراة كبيرة على الطرف، وصنع هدف اللقاء الوحيد من لعبة ناجحة أسفل الأطراف، واستحق في النهاية نجومية الجولة من وجهة نظر المختصين بالأرقام والإحصاءات.

الموضة مستمرة
كرة القدم أشبه بالعلم غير المكتمل، لذلك كل يوم هناك لعبة جديدة، وقاعدة تكتيكية مختلفة، وكما شاهدنا أكثر من جناح يتحول إلى العمق، فإننا سنرصد تجارب قريبة من مركز تياغو الجديد بالمباريات المقبلة، حيث يلعب الارتكاز الصريح على الطرف، كلاعب جناح على الخط، يتسلم الكرة على اليسار، ويضبط جسمه إلى العمق، من أجل لعب التمريرة البينية بقدمه اليمنى المثالية.

المهارة والرؤية هما من الصفات الرئيسة التي تحدد مدى نجاح لاعب الوسط بعيداً عن العمق، لأنه يحتاج إلى إنجاز المهام في أسرع وقت ممكن، مع انسيبابية حركية تساعده على قلب تحركاته في جزء من الثانية، وإذا استمر تألق تياغو في هذا المكان الجديد، من المؤكد أن "الموضة" ستستمر في قادم المواعيد!

اقرأ أيضا..

حكم إيطالي يُنهي مباراة بسبب سيطرة فريق واحد!

دلالات
المساهمون