تيار عون يستعدّ للانتخابات البرلمانية اللبنانية: جولة تمهيدية

31 يوليو 2016
انتقادات لأسلوب إدارة عون وباسيل لشؤون التيار(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

ينظّم "التيار الوطني الحر"، بزعامة النائب ميشال عون ورئاسة صهره الوزير جبران باسيل، الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية، على وقع طرد أربعة قياديين بارزين في التيار قبل ساعات من هذا الاستحقاق. 

وبينما يحاول التيار، من خلال هذه الصيغة من الانتخابات التمهيدية، تصوير نفسه في خانة الأحزاب السياسية المتطوّرة التي تعتمد على القاعدة الشعبية من أجل خوض المعارك الانتخابية، يبدو واضحاً إقصاء عدد من القياديين قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية، لمنعهم حتى من التفكير بخوض الانتخابات التشريعية. 

ومن بين القياديين المطرودين المرشّح البيروتي الشاب زياد عبس، الذي تمكّن من كسر خيارات قيادة التيار في منطقة الأشرفية في بيروت (ذي الأغلبية المسيحية)، بالإضافة إلى ابن شقيق النائب عون نعيم عون، الذي يتمتّع أيضاً بشعبية. 

وجاء أولاً قرار تجميد عضوية عبس ونعيم عون، والقيادي الآخر طوني نصر الله، ليعود ويصدر قرار فصلهم نهائياً من التيار، في مسار واضح من قبل القيادة التي تحاول "إقصاء كل من يخالفها الرأي، أو يشكل تهديداً على بعض الأسماء"، بحسب ما قال أحد القياديين المطرودين الثلاثة لـ"العربي الجديد". 

إلا أنّ عددا من داعمي عبس في الأشرفية، حيث يشكل قوّة شعبية وانتخابية كبيرة، قرروا خوض الانتخابات التمهيدية في المنطقة، وذلك بالتصويت لعبس المطرود من الحزب، في محاولة لإبراز هذه القوّة وإحراج القيادة المتمثلة بنائب رئيس الحزب، الوزير السابق نقولا صحناوي، الذي سبق أن خسر في الانتخابات التنظيمية التي أجراها التيار قبل أشهر في منطقة الأشرفية وأمام عبس أيضاً.

واللافت أيضا أنّ قيادة "التيار الوطني الحر" تحايلت على النظام الداخلي مثلاً من باب المادة القائلة بوجوب أن يكون المرشح المفترض منتسبا للتيار منذ أكثر من سنتين، فاستثنت كلا من الوزير إلياس بو صعب، والنائب أمل بو زيد، وفتحت أبواب الانتخابات التمهيدية أمامهما، مع العلم أنّ بو صعب وبو زيد من أبرز المقرّبين من باسيل، ويصفهما بعض من في التيار بأنهما "الممولان الأساسيان لمشاريع باسيل السياسية وغير السياسية، داخل التيار وخارجه".

وبذلك تكون أبرز المعارك الداخلية في التيار، على مستوى الانتخابات التمهيدية، في مناطق كسروان والمتن وجبيل (جبل لبنان) وجزين (جنوبي لبنان)، بالإضافة إلى الأشرفية التي سيكون عنوان المعركة فيها "تحقيق الانتصار المعنوي لزياد عبس"، بحسب ما يقول مقربون من القيادي المطرود.

ويأتي مشهد الانتخابات التمهيدية ليستكمل الانتخابات التنظيمية الصورية التي نظمها التيار بقيادة عون، وأدّت إلى تنصيب صهره جبران باسيل في الرئاسة، بعدما كان عدد من القياديين الشباب، والممثلين شعبياً، يحاولون خوض المعركة التنظيمية بوجه باسيل، قبل أن يتدخل عون لمنع حصول ذلك، فاستقطب عدداً منهم، ونبذ عدداً آخر، في موجة فصل سبقت ذلك الاستحقاق، ليكون قد كرّس زعامة صهره على التيار، بعيداً عن الشعارات التي يرفعها منذ عودته من المنفى الباريسي عام 2005، بدءاً من شعار "الإصلاح والتغيير"، ووصولاً إلى الديموقراطية والتمثيل الصحيح والحرية وغيرها.

لكن المأزق الفعلي الذي لم تتطرّق له بعد قيادة "التيار الوطني الحر" يتمثّل في الشخصيات الحليفة المفترض أن يخوض معها الانتخابات التشريعية، بدءاً من النواب نعمة الله أبي نصر، وجيلبيرت زوين ويوسف خليل (كسروان، جبل لبنان)، والنائب عباس هاشم (جبيل، جبل لبنان)، وغسان مخيبر (المتن، جبل لبنان)، وفي غيرها من الدوائر، فكيف يمكن لتيار عون أن يعود ويستبدل المرشحين الفائزين في الانتخابات التمهيدية بأحد هذه الأسماء أو غيرها، خصوصاً أنّ أي حزب أو تيار بحاجة إلى صياغة تحالفات خاصة في الانتخابات التشريعية. 

كما أنّ مسألة الانتخابات التمهيدية لا تعني مثلاً صهر عون الآخر، العميد المتقاعد شامل روكز، الذي لا يحمل بطاقة حزبية، لكن عون ينوي ترشيحه للانتخابات التشريعية.

وأكد متابعون أنّ "كل ما يجري في التيار الوطني هو تركيب لصورة الديمقراطية والعودة إلى القاعدة الشعبية، في حين يبقى القرار بيد عون، أو فعلياً بيد صهره جبران باسيل"، حيث ادعى باسيل، خلال جولة له على مراكز الاقتراع لمواكبة الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية، أنّ "التيار يسجل في هذه الانتخابات أكثر من سابقة على صعيد الحياة الحزبية في لبنان. فهو أول حزب يجري انتخابات تمهيدية للانتخابات النيابية، وأول حزب يعتمد ورقة الاقتراع المطبوعة سلفاً، كما أنه أول حزب يعتمد نظامone person one vote، وهو أكثر الأنظمة النسبية التي تؤمن التمثيل الصحيح".

المساهمون