في ربيع 2015، سنرى أغلفة رواية توني موريسون الجديدة "ليكن الله في عون الإبنة" على واجهات محال بيع الكتب في مختلف العواصم العالمية. لا نعرف متى سيترجم العمل إلى العربية طبعاً. ربما يأخذ الأمر سنوات. لكن المهم أن صاحبة "العيون الأشد زرقة" الحائزة على نوبل عام 1993 انتهت من روايتها الجديدة. وكما أعلن الناشر، فإنها رواية عن الطفولة التراجيدية التي تجعل من المستقبل مصادفات بائسة ومستمرة.
الشخصية الأساسية في الرواية هي امرأة، مثل معظم روايات موريسون، قوية الشخصية، شديدة الجمال، لكن لون بشرتها أفتح من بشرة المجتمع الأسود الذي تعيش فيه، وحتى والدتها تنكر عليها أقل درجات الحب. نحن أمام طفلة معذبة بسبب لونها الفاتح وليس الغامق. هو، إذاً، عنف داخل الأسرة الأفرو-أميركية، وليس عنفاً واقعاً عليها.
هذه هي الرواية الحادية عشرة لصاحبة "جاز"، والتي قدمت في أدبها قطعة من جوهر المجتمع الأميركي، وتطرقت لقضايا العنصرية ومشاكل الأميركيين من أصل أفريقي. ما يميز موريسون أنها لم تكتف بتأمل العنف الواقع على السود في أميركا في النصف الأول من القرن العشرين، بل تطرقت أيضاً للعنف داخل المجتمع الأفرو-أميركي، لتقابل في ذلك كتابة نظيرها الروائي تشارلز رايت، خصوصاً في سيرته الذاتية "طفل أسود".
هذه هي الرواية التي تلي رواية "وطن" التي نشرتها موريسون في العام 2012 ونالت عنها جائزة "بوليتزر" أيضاً. ومن المعروف أن روايتها "محبوبة"، التي تحولت إلى عمل سينمائي، تعد إحدى التحف الأدبية التي أضيفت إلى المكتبة الأميركية بشكل خاص، والأدب العالمي عموماً.