تونس وجهة الجزائريين الأولى لعطلة الصيف

24 يوليو 2017
تونس تسعى لإنعاش السياحة (فرانس برس)
+ الخط -
"انتظر منذ قرابة خمس ساعات من أجل ختم جوازات السفر، ويبدو أنني سأنتظر ساعات أخرى"، هذا ما قاله المواطن الجزائري أيوب عبد القرفي، الجالس داخل سيارته منتظراً دوره وسط المئات من السيارات في المركز الحدودي "أم الطبول" بين الجزائر وتونس.
مشهد بات يتكرر كل يوم منذ بداية موسم الصيف، أو كما يسميه سكان مدينة "الطارف" الحدودية مع تونس "موسم الهجرة إلى تونس"، إذ تتعدى طوابير السيارات الكيلومترات الثلاثة، خاصة في نهاية الأسبوع، وذلك بعدما تحولت "بلاد الياسمين" إلى الوجهة السياحية الأولى للجزائريين لقضاء عطل الصيف.

يقول عبد القرفي، القادم من العاصمة الجزائرية براً، لـ"العربي الجديد" إن "تونس باتت قبلة عائلته لقضاء عطلة الصيف، حيث حجزت في مدينة الحمامات لمدة عشرة أيام بنحو 2500 دولار (غرفتين ذات سريرين) في فندق 4 نجوم"، وأضاف في إجابة عن سؤال لـ "العربي الجديد" عن الشيء الذي وجده في تونس ولم يجده في الجزائر: "الجزائر تملك ساحلا أطول من تونس، لكنها لا تملك المنتجعات والمدن المهيأة لاستقبال المصطافين، والأهم من ذلك أن الليلة الواحدة في بجاية أو سيكيكدة أو وهران أغلى من ليلة في الحمامات، مع العلم أنه يوجد تفاوت في نوعية الفنادق والخدمات."
وحسب مصادر مطّلعة لـ"العربي الجديد" فإن قرابة ألفي جزائري يجتازون يومياً نقطة "أم الطبول الحدودية"؛ إحدى النقطتين الحدوديتين اللتين تربطان تونس بالجزائر إضافة إلى "العيون" .

تدفق الجزائريين على تونس جواً لم يختلف كثيراً عن البر، إذ زادت الخطوط الجوية الجزائرية والتونسية من عدد الرحلات اليومية لتبلغ خمس رحلات يومية من مطار الجزائر الدولي من دون احتساب الرحلات من مطارات الجزائر الأخرى.
وحسب متخصصين في السياحة، فإن "الإنزال الجزائري" فوق الأراضي التونسية يعد أمراً منطقياً، بالنظر لعامل الجغرافيا واللغة، بالإضافة إلى عاملي "السعر والخدمات" المتقدمة جداً مقارنة بالجزائر.
وإلى ذلك يوضح الخبير في مجال السياحة عبد الهادي دخانة أن "الجزائري، وبعد سنوات من العزلة فرضتها الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد سابقاً، انفتح على الآخر وأصبحت بلاده لا تلبّي رغباته، خاصة في ما يتعلق بالاستجمام والسياحة وأمام الغلق المتواصل للحدود مع المغرب وصعوبة الحصول على تأشيرة لدخول أوروبا فرضت تونس نفسها كبديل يستطيع تلبية هذه الرغبات، من خلال الأسعار المعقولة، خاصة بعد ثورة الياسمين، تضاف إلى ذلك نوعية الخدمات".

وأضاف نفس المتحدث لـ "العربي الجديد" أن "النصف الآخر من أسباب ذهاب الجزائريين نحو تونس عوض قضاء العطلة الصيفية في بلادهم، والتي تحوي شريطاً ساحلياً يتعدى 1200 كيلومتر، تتحمله السلطات العمومية التي لم تتحرك منذ عقود للنهوض بالقطاع الذي عجز عن إزالة الغبار عن نفسه، على الرغم من أن السياحة يمكن أن توفر للبلاد قرابة أربعة مليارات دولار سنوياً".
من جانبه قال نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية إلياس سنوسي، إن "السعر هو أكبر ما يغري الجزائريين في تونس، أحيانا تصلنا عروض لغرف بفنادق بمنطقة سوسة أو الحمامات أقل بكثير من تلك المقترحة في بعض الفنادق في محافظة وهران".

ويبرّئ نفس المتحدث، في حديثه لـ"العربي الجديد"، ذمة وكالات السفر من "تصدير" السياح الجزائريين للخارج، خاصة تونس، إذ يضيف أن "الطرف التونسي ينفق سنوياً أموالاً طائلة للترويج للبلاد والطاقات السياحية التي تتوفر عليها تونس، في حين لا ينفق الجزائر حكومياً أو القطاع الخاص على الترويج لعروضه".
واتهم نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية الوكالات السياحية التونسية باختراق القوانين الجزائرية، إذ تنشر عروضاً ترويجية في مواقع التواصل الاجتماعي من دون المرور بشريك جزائري كما ينص عليه القانون الجزائري.

وباتت تونس تراهن على السائح الجزائري لإنقاذ موسم الاصطياف، بعدما تقلص عدد السياح الأجانب الوافدين على "بلاد الياسمين" منذ ثورة 2011، وزادت من تقلصه الأعمال الإرهابية التي ضربت تونس قبل سنتين في العاصمة التونسية.
فحسب مدير مكتب الديوان التونسي للسياحة في الجزائر بسام ورتاني فإن "تونس تنتظر قرابة مليوني جزائري هذه السنة مقابل 1.8 مليون السنة الماضية، فمنذ يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران المنصرم ولج 766 ألف جزائر التراب التونسي، وهو ما يعتبر زيادة بـ 61 % مقارنة مع السنة الماضية".



المساهمون