على الرغم من تواصل انهيار حزب "نداء تونس"، الذي يعيش على وقع هزّات لا تعرف السكون، قال رئيس الهيئة السياسية ونجل رئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حافظ قائد السبسي، إن قواعد الحزب لا ترى حلاً آخر، سوى ترشيح الباجي قايد السبسي للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويشهد الحزب خلافات وانشقاقات وصراعات زعزعت أركانه، وتهاوت به إلى المرتبة الثالثة برلمانياً بأقل من نصف الأعضاء الذين دخل بهم البرلمان عند بداية ولايته في عام 2014، ليستقر بـ41 نائباً، بعدما كان متصدراً للمشهد السياسي في تونس بـ86 عضواً.
ورأى السبسي الابن، في حوار صحافي، أن ترشيح والده للولاية المقبلة (2019 - 2024) يمثل ضمانةً للشعب التونسي، في ظلّ الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد، مضيفاً أن "الديمقراطية لم تترسخ بصفة نهائية، وهناك مخاض سياسي في البلاد''.
وقال "إن حزب نداء تونس سيعود بقوة وسيفوز بالانتخابات المقبلة"، على الرغم من تهاوي الحزب بحسب نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت حزب "النهضة" في المركز الأول وصعود أطياف سياسية أخرى، وتراجع "نداء تونس" في التشريعية، بالإضافة إلى تصدر رئيس الحكومة يوسف الشاهد توقعات الرئاسة المقبلة بـ30 في المائة، وتراجع السبسي إلى المرتبة الثالثة بـ10 بالمائة فقط، بحسب ما نشرته وكالة استطلاعات الرأي "سيغما كونساي" اليوم.
وعرف "نداء تونس" أخيراً تصدعاً هيكلياً، نسف القيادة والقاعدة، قبل إجراء المؤتمر الانتخابي المنتظر، ليشهد الحزب مغادرة مريبة لسليم الرياحي، أمينه العام، إلى خارج البلاد، ويتم إعلان أحكام بالسجن في حقه، في قضايا مالية تحول دون عودته إلى تونس، ليتم أخيراً تجميد عضوية المنسق العام للحزب رضا بلحاج قبل أن يشن الأخير بدوره وابلاً من التهم ضد النواب والقيادة، وبالخصوص السبسي الابن، متهماً إياه بتخريب الحزب والبلاد، وداعياً إياه إلى التخلي والابتعاد عن الحزب.
ولم يتوقف المغادرون من "نداء تونس"، جميعهم، والمعارضون للحزب كذلك، عن اتهام رئيس البلاد بالانحياز إلى ابنه، وسط انتقادات لاذعة لما وصفوه بمحاولات توريث الحكم بعد توريثه قيادة الحزب. ورد حافظ قائد السبسي على ذلك خلال الحوار قائلاً إن ''الباجي قايد السبسي لن يورثني منصبه، ثقة الناس والانتخابات هما الفيصل، كما أنه لا يمكن الحديث عن توريث في ظلّ نظام ديمقراطي تعيشه تونس اليوم''، مضيفاً أنه ''خلال بداية تجربتي، لم يكن الباجي قائد السبسي رئيساً للجمهورية، فهل كوني ابن الباجي أصبح تهمة.. لا يحق لأي أحد أن يحرمني من حقي في السياسة بسبب ما يعتبرونه توريثاً''.
ولفت بلحاج خلال اجتماع عُقد في العاصمة التونسية، نظمته القيادات الندائية التي شكلت مبادرة "لم شمل الندائيين"، إلى أن آخر سبر للآراء حول نوايا التصويت أظهر تراجع "نداء تونس" إلى 15 في المائة، مقابل 20 في المائة في الأسابيع الثلاثة الماضية.
وانتقد بلحاج بشدة طريقة تسيير الحزب من قبل حافظ قايد السبسي الذي ينتهج سياسة الإقصاء والتهميش والانفراد بالرأي، ضارباً بعرض الحائط أبسط قواعد العمل الديمقراطي التي بني عليها الحزب منذ تأسيسه في حزيران/ يونيو 2012. وكشف بلحاج أنه عند لقائه رئيس الجمهورية في صيف 2018، تعهّد له السبسي الأب بإبعاد نجله من الحزب، لإنقاذه من الانهيار، على حد تعبيره.
وأقرّت مبادرة "لمّ شمل الندائيين" مقترح المكتب التنفيذي بتشكيل هيئة تسييرية جديدة تكلف بقيادة الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر المقبل، وتكون تركيبتها مشتركة ومتوازنة بين الهيئتين التأسيسية والسياسية والمكتب التنفيذي، ولا تتضمن أحداً من قيادة الحزب الحالية بهدف ضمان شفافية أشغال المؤتمر.