وأوضح ناشط ومدوّن من سكان حيّ الكرمة في المدينة، ويدعى فتحي محمدي، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات تتم بالفعل في المكان منذ فجر اليوم الأربعاء، حيث تقوم فرق أمنية بمحاصرة منزل تحصّن به عدد من المسلحين.
وبحسب شهادة محمدي، فإن حصيلة أولية تشير إلى تمكن الأمن من القضاء على مسلحَيْن، فيما أصيب عنصر أمني بجروح.
وبحسب شهادة الناشط، فإن أهالي الحيّ قضوا ليلتهم يتابعون العمليات بسبب أصوات الرصاص والطلقات النارية من مختلف الأسلحة.
إلى ذلك، أكدت الداخلية التونسية، اليوم الأربعاء، أنه "تمّ القضاء في حي الكرمة بالقصرين في ساعة متأخرة من الليلة الماضية على عنصرين مسلحين خلال عملية أمنية استباقية، انطلقت إثر توفر معلومات استخباراتية تفيد بتحصنهما بأحد مساكن الحي المذكور وكانا يخططان للقيام بعمليات إرهابية بالجهة".
وأضافت الداخلية أن الفوج الوطني للتدخل السريع بإدارة مجابهة الإرهاب، هو الذي "تولى إدارة العملية وتمثلت تفاصيلها في القضاء على العنصر الإرهابي الأوّل منذ بداية العملية، لتتواصل الاشتباكات وتبادل لإطلاق النار والقضاء إثر ذلك على العنصر الإرهابي الثاني".
وتابعت: "أسفرت العملية عن وفاة مدني جراء إصابته بطلق ناري من قبل العنصرين الإرهابيين، وتعرض أحد أعوان الأمن إلى إصابة مستوى الركبة".
كما أوضح البيان أنه "تمّ حجز سلاحي كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة و حزام ناسف وعدد من الرمانات اليدوية وسيف وثلاثة هواتف جوالة ودراجة نارية كان يستعملها أحد الإرهابيين الإثنين في التنقل بين القصرين والمناطق الجبلية المتاخمة لها، وعمليات التفتيش والتمشيط متواصلة".
وكان التونسيون ودّعوا أمس ثلاثة من جنودهم قضوا في مواجهة مع مجموعة مسلحة في مرتفعات جبل سمّامة بالقصرين، بعد انفجار لغم مضاد للمدرعات زرعه المسلحون، وأتبعوه بالهجوم بقذائف "أر بي جي" والرشاشات، ما أدى إلى مقتل العسكريين الثلاثة وجرح سبعة آخرين غادروا المستشفى أمس الثلاثاء.
وأعلنت كتيبة "عقبة بن نافع"، المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، تبنيها للعملية في بيان أمس الثلاثاء.
كما أكد وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، أمس أن القوات العسكرية متأكدة أنها قضت على بعض المسلحين في هذه المواجهات، فيما واصلت القوات العسكرية قصف الأماكن التي يتحصن بها المسلحون في الجبال بالمدفعية الثقيلة.