وأوضحت الهيئة، حينها، أنّ عدد الأمنيين والعسكريين الذين أدلوا بأصواتهم في مختلف الدوائر البلدية بلغ 4492 من جملة 36495 (عدد المُسجّلين)، فيما لوحظ عدم مشاركة أي منهم في بعض مكاتب الاقتراع.
ومع هذه الأرقام عاد شبح الخوف من عزوف التونسيين، عن الانتخاب، الأحد، لا سيما أن انتخاب نائب عن دائرة ألمانيا في البرلمان، أخيراً، شهد عزوفاً مماثلاً.
في هذا الصدد، أوضحت رئيسة الجمعية التونسية "من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات(عتيد)، ليلى الشرايبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "من أسباب ضعف الإقبال بالنسبة للأمنيين والعسكريين أنه لأول مرة تحصل انتخابات، وبالتالي فمن الطبيعي أن تشهد أول تجربة بعض الضعف"، مبينةً أنّه "لم تسبق الانتخابات أي حملات انتخابية داعية للتصويت، إضافة إلى ضعف دور الأحزاب والهيئة في هذا الإطار".
ولفتت الشرايبي، إلى أنّ "العديد من الأمنيين كانوا يعملون، يوم الأحد، وأن عددا كبيرا منهم موزعون في غير أماكن الاقتراع"، مبينةً أنّ "البعض منهم اضطر إلى الحصول على تصريح ليتمكن من التصويت، وبالتالي فإن جملة هذه العوامل أدت إلى ضعف الإقبال".
وحول تأثير نسبة 12 في المائة من اقتراع الأمنيين على المدنيين، اعتبرت الشرايبي أنه "لن يكون هناك أي تأثير نظراً لأن طبيعة تصويت المدنيين مختلفة"، مرجحةً في الوقت عينه، أن "الإقبال لن يكون عالياً أيضاً، غير أنها أملت أن "يذهب التونسيون ويقومون بواجبهم ويمارسون حقهم لأن هذه الانتخابات تعتبر أهم من الرئاسية والتشريعية".
ولفتت أيضاً إلى أنّ "التونسي يمكن أن يفاجئ الرأي العام ويكون الإقبال كثيفاً خلافاً للتوقعات الحالية، ولكن في إطار الظروف الاقتصادية والاجتماعية وخيبة الأمل التي تخيم على الوضع العام، فإن المؤشرات تدل على أنّ الإقبال لن يكون عالياً.
من جهته، كشف عضو شبكة "مراقبون"، شكري الطالبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ الشبكة قامت باستبيان، أخيراً، تضمن عينة تتكون من 1001 شخص، وشملت جميع المحافظات في تونس، وخلص الاستبيان إلى أن نسبة الناخبين من التونسيين الذين ينوون المشاركة في الانتخابات ستكون ما بين 49 و50 بالمائة.
غير أن الدراسة رجحت أيضاً أن "النسب قد تتغير بحسب المستجدات الحالية والوضع العام".
وترى الشبكة الحقوقية أنّ "العزوف الكبير المسجل في انتخابات الأمنيين سيلقي بظلاله على انتخابات المواطنين، كما من شأنه أن يؤثر على نوايا التصويت".
وبين الطالبي أن أسباب عزوف الأمنيين لا تبدو واضحة فعلى الرغم من التبريرات التي قدمها البعض منها ساعات العمل الطويلة، وغياب الحملات الانتخابية، إلا أنها لا تفسر بدقة أسباب النسبة التي تم الحصول عليها، معتبراً أن أسباب العزوف عن الانتخاب غير مقنعة تماماً.
وقال الطالبي إن "التونسي معروف بعنصر المفاجأة، فربما تحدث مفاجأة وترتفع نسبة الاقتراع وربما لا"، معتبراً أن "الحملة الانتخابية إلى حد الآن عادية جداً، وباهتة باستثناء الحملات التي تقوم بها الأحزاب الكبرى".
وبيّن أن "القائمات المستقلة لم تبرز كثيراً خلال الحملة الانتخابية، ولكن ينتظر أن يتكثف نشاط بعضها ونشاط غالبية الأحزاب خلال اليومين المقبلين باعتبار قرب يوم الانتخاب"، مؤكّداً أنه "لم تسجل إلى حد الآن أي خروقات كبرى بخصوص الحملات الانتخابية".
وأشار عضو شبكة "مراقبون"، إلى أنّهم بصدد القيام بحملة توعوية، وسط العاصمة تونس، يوم الجمعة، لتحفيز المواطنين لانتخاب والإقبال على مراكز الاقتراع.