تونس: عرض التلفزيون الرسمي لطفل مقطوع الرأس يثير غضباً

15 نوفمبر 2015
إقالات على خلفية الخطأ الفادح (Getty)
+ الخط -


أثار نشر صورة رأس الطفل الراعي الذي تمّ ذبحه من قبل مجموعة إرهابية متمركزة في جبال الشعانبي بمحافظة القصرين على الحدود التونسية الجزائرية بتهمة التجسس، في شريط الأنباء في التلفزيون الرسمي التونسي، وهي موضوعة داخل ثلاجة بمنزل عائلته، ردود فعل عنيفة من قبل جمهور المشاهدين الذين اعتبروها إهانة للذات البشرية.

وتزامن نشر الصورة في التلفزيون الرسمي التونسي مع نشرها في موقع صحيفة "أخبار الجمهورية"، الأمر الذي لاقى نقداً لاذعاً من قبل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي سجلت بكثير من الاندهاش حصول هذه التجاوزات رغم الجهد الكبير الذي تم بذله لترسيخ أسس التعاطي الإعلامي مع الإرهاب، والذي كان محور أيام دراسية وندوات واجتماعات نظمتها النقابة وضمنتها في ميثاق أخلاقي في التقرير السنوي للحريات السنة المنقضية. وطالبت النقابة إدارة مؤسسة التلفزيون التونسي بتحمل مسؤوليتها في هذا الخطأ المهني الجسيم، كما طلبت من لجنة أخلاقيات المهنة التابعة للنقابة التحقيق في المقال الصادر بموقع صحيفة "أخبار الجمهورية" واتخاذ الإجراءات اللازمة.

التلفزيون التونسي بادر بعد هذا الخطأ إلى نشر بيان أعلن فيه إدانته نشر صورة رأس الطفل واعتبرته عملاً لا أخلاقياً وقرر إعفاء رئيس تحرير الأخبار به حمادي الغيدواي من مهامه وتعيين رئيس تحرير جديد للأخبار.

موقع صحيفة "أخبار الجمهورية" من ناحيته اعتذر عن نشره الصورة معتبراً ما قام به كان الهدف منه إدانة هذه الجرائم الإرهابية، وقرر سحب الصورة لأنها مست مشاعر الكثير من المتلقين.

لكنّ اشتعال الموضوع أدى إلى إعلان رئاسة الحكومة التونسية عن إقالة مصطفى اللطيف الرئيس المدير العام للتلفزيون الرسمي التونسي وتعويضه مؤقتاً بالسيد رشاد يونس.

يُذكر أنّ جماعة إرهابية متمركزة في جبال الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية قامت بخطف راعيين لتقوم بعد ذلك بقطع رأس أحدهما وإرساله إلى عائلته مع الراعي الآخر، وهي حادثة خلفت استياء لدى الرأي العام التونسي الذي اعتبرها أقصى درجات التوحش.

دلالات
المساهمون