أغلق التونسيون، أمس الجمعة، ملف البكالوريا لهذا العام، بعد الإعلان عن نتائج الدورة الثانية أو دورة التدارك. وتحسنت النتائج قياساً بالدورة الأولى، بعد أن ثارت عائلات تونسية كثيرة بسبب صعوبة الامتحانات في بعض الاختصاصات، وضعف نسب النجاح في أخرى.
وحملت نتائج أمس نجاحات وتحديات باهرة لنماذج اجتماعية تغلبت على صعوبات الحياة وأثبتت إصرارها على المشاركة والنجاح.
وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التونسية أخبار الأبطال بكثير من السعادة بما أقدموا على إنجازه. إذ نجح سجين بمحافظة قبلي، في أقصى الجنوب التونسي، في اختبارات البكالوريا للدورة الثانية في شعبة الآداب، بعد حصوله على معدّل 10.66. ويمضي الطالب الجديد عقوبة السجن 5 سنوات في قضية حق عام، وينتظر نتيجة الاستئناف.
وفي صفاقس جنوب تونس، أسند معهد ثانوي جائزة التحدي للتلميذة درة بن حميدة، في اختصاص الرياضيات، ونجحت بمعدل ممتاز 14.16، على الرغم من تعرضها لحادث خطير في حصة التربية البدنية، ودخولها الامتحان مثبتة بحزام طبي ومستلقية على ظهرها في فراش.
وبالمثل، كانت التلميذة أميمة الهرابي على موعد مع التحدي، إذ دخلت امتحان البكالوريا على الرغم من فقدان والدها في حادث سير تعرضت له رفقة عائلتها قبل أسبوع من انطلاق الدورة الرئيسية.
وعلى الرغم من أنها كانت طريحة الفراش في المستشفى، وعلى الرغم من فقدانها والدها تمكنت أميمة من تحقيق المستحيل ونجحت بمعدل 12.01 في شعبة العلوم الطبيعية.
واجتازت أميمة اختبارات البكالوريا وهي تعاني من إصابة في الرأس، ولكن موظفي المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد سعوا بكل جهد لتوفير وسائل الراحة حتى تتمكن من إنجاز تحديها بنجاح.
ويذكر أن أميمة كانت في رحلة عادية إلى صفاقس صحبة أبويها قبل أسبوع واحد من انطلاق اختبارات البكالوريا، لكن القدر ضرب لها موعداً سيئاً مع الموت، لتجد نفسها ترقد في المستشفى يتيمة الأب، بين ليلة وضحاها.
— shadoun 🇹🇳 (@shadounSelmi) June 23, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ونقلت إذاعة جوهرة المحلية في سوسة أن الشاعرة سوسن العجمي حصلت أمس الجمعة على شهادة البكالوريا في دورة المراقبة كمرشحة فردية بملاحظة متوسط في شعبة الآداب، بعد انقطاع عن الدراسة دام 16 عاماً. وأكدت سوسن العجمي في تصريح للإذاعة المذكورة، أنها كانت تحلم بالحصول على شهادة الباكالوريا لتواصل دراستها وتنال شهادتي الماجستير والدكتوراه.
وأضافت العجمي أنها وقعت خلال الدورة الرئيسية في خطأ حال دون نجاحها تمثل في تسليمها ورقة الامتحان الخاطئة قبل مغادرة القاعة، وأنها أصرت على المحاولة خلال دورة المراقبة وكان النجاح حليفها. وأوضحت أنها ستواصل دراستها الجامعية في اللغة العربية؛ لأنها لا يمكن أن تخون اللغة العربية التي أبدعت فيها، على حد تعبيرها.
ونقلت الإذاعة ذاتها أن امرأة أخرى اسمها "ألفة" من نفس المحافظة، نجحت في دورة المراقبة لامتحان البكالوريا بنجاح بعد انقطاع دام 16 عاماً.
وصرّحت للإذاعة أنها تبلغ من العمر 40 عاماً، وهي تعمل ومتزوجة وأم لثلاثة أبناء، مشيرة إلى أن الفضل يعود إلى زوجها الذي كان متفهما ومتعاونا، لافتة إلى أنها بذلت مجهودات كبيرة لتحقيق هذا الحلم، إذ كانت تتلقى دروس التدارك تزامنا مع العمل ومع التزاماتها العائلية.
وفي ترتيب النتائج، جاءت محافظة صفاقس كالعادة في المرتبة الأولى، محققة أعلى نسبة نجاح بلغت 65.40 بالمائة.
وتصدرت شعبة الرياضة، خلال دورة المراقبة، بقية الشعب من حيث نسبة النجاح، والتي بلغت 56.86 بالمائة تليها شعبة الاقتصاد والتصرف بنسبة 51.79 بالمائة، فشعبة علوم التقنية بنسبة 33.06 بالمائة ثم شعبة الآداب بنسبة 32.67 بالمائة.