هناك مقولة في تونس تفيد بأن كل التونسيين يعرفون كل التونسيين، وهي فكرة كانت صحيحة عندما كان التعداد لا يتجاوز الخمسة ملايين. لكن ظل الأمر قائما إلى اليوم، وبقي صحيحاً بالمناسبة، كما بقيت راسخة فكرة أن التونسيين يعرفون كل خافية مهما أُتقنت مهمة إخفائها، لذلك كان النظام دائماً يخشى إفشاء ما يدور في القصر، لأنه بمجرد حدوثه يصل إلى آخر نقطة في الجنوب بعد أقل من ساعة، وبقي الأمر صالحاً إلى اليوم أيضاً.
مناسبة الكلام اليوم أن التونسيين، أو معظمهم، يفهمون سر هذه الحروب الطاحنة التي تدور أمامهم اليوم في عديد الأحزاب والمواقع، وبالخصوص في الحزب الأغلبي نداء تونس، التي استعملت فيها كل الأسلحة الشرعية وغير الشرعية، ويدركون أنها بعيداً عن الشعارات الكبيرة التي تتخذها في التلفزيونات، تمثل حرب مواقع حقيقية، ولا تتعدى مجرد النضال من أجل مصالح شخصية بحتة... وحتى لا نظلم الجميع، فإن قليلهم فقط دخل حلبة هذا الصراع الطاحن من أجل فكرة أو مبدأ من هذا الطرف أو ذاك، ولكنهم ندرة بالفعل، ولذلك تحولت الحرب في أيامها الأخيرة إلى حملة تفتيش عن اصطفاف كل أعضاء الحزب، وإن لم تكن معنا فأنت بالضرورة ضدنا، وانخرط الجميع في هذا الهوس الغريب ولم يستثن أحداً من القاعدة إلى القمة، ولم ينجح في المواربة والتخفي ومحاولة البقاء بعيداً عن نار الاصطفاف إلا الذين خبروا العمل السياسي وابتدعوا أسباباً متقنة لعدم الانتصار لهذا الشق أو ذاك. لكنه يبقى هروباً مؤقتاً، لأن اليومين المقبلين ينذران بحسم الحرب نهائياً. وفيما تواصل الحرب رحاها، يتابع المليون ونصفه من الذين صوتوا للنداء، هذه الحلقات بكثير من الدهشة والشرود، في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، وهم يدركون تمام الإدراك أنها لا تعدو أن تكون حرب مصالح، تتغير فيها المواقع بسرعة، بحسب البورصة، وهو أمر تتشارك فيه أكثر الأحزاب الباقية، التي كثيراً ما تفضل الدفاع عن موقعها على مصلحة البلاد، لذلك يتراجع الحماس التونسي للمشاركة السياسية، ويتراجع معها منسوب الأمل في السياسيين، وفي غمرة المصالح يخسر الجميع بمن فيهم أصحاب المبادئ.
مناسبة الكلام اليوم أن التونسيين، أو معظمهم، يفهمون سر هذه الحروب الطاحنة التي تدور أمامهم اليوم في عديد الأحزاب والمواقع، وبالخصوص في الحزب الأغلبي نداء تونس، التي استعملت فيها كل الأسلحة الشرعية وغير الشرعية، ويدركون أنها بعيداً عن الشعارات الكبيرة التي تتخذها في التلفزيونات، تمثل حرب مواقع حقيقية، ولا تتعدى مجرد النضال من أجل مصالح شخصية بحتة... وحتى لا نظلم الجميع، فإن قليلهم فقط دخل حلبة هذا الصراع الطاحن من أجل فكرة أو مبدأ من هذا الطرف أو ذاك، ولكنهم ندرة بالفعل، ولذلك تحولت الحرب في أيامها الأخيرة إلى حملة تفتيش عن اصطفاف كل أعضاء الحزب، وإن لم تكن معنا فأنت بالضرورة ضدنا، وانخرط الجميع في هذا الهوس الغريب ولم يستثن أحداً من القاعدة إلى القمة، ولم ينجح في المواربة والتخفي ومحاولة البقاء بعيداً عن نار الاصطفاف إلا الذين خبروا العمل السياسي وابتدعوا أسباباً متقنة لعدم الانتصار لهذا الشق أو ذاك. لكنه يبقى هروباً مؤقتاً، لأن اليومين المقبلين ينذران بحسم الحرب نهائياً. وفيما تواصل الحرب رحاها، يتابع المليون ونصفه من الذين صوتوا للنداء، هذه الحلقات بكثير من الدهشة والشرود، في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، وهم يدركون تمام الإدراك أنها لا تعدو أن تكون حرب مصالح، تتغير فيها المواقع بسرعة، بحسب البورصة، وهو أمر تتشارك فيه أكثر الأحزاب الباقية، التي كثيراً ما تفضل الدفاع عن موقعها على مصلحة البلاد، لذلك يتراجع الحماس التونسي للمشاركة السياسية، ويتراجع معها منسوب الأمل في السياسيين، وفي غمرة المصالح يخسر الجميع بمن فيهم أصحاب المبادئ.