يمكن التسليم اليوم بأن تونس خرجت من "الخميس الصعب" سالمة من تداعياته الخطيرة، فثلاثة اعتداءات إرهابية، متزامنة مع وعكة صحية حادة لرئيسها الباجي قائد السبسي، في ساعات قليلة، ليست بالأمر السهل على بلد يشكو أصلاً هشاشة على كل المستويات، خلافات سياسية، وحسابات انتخابية، وتعطيل في عدد من المؤسسات، وظروف اقتصادية صعبة، وتوترات اجتماعية لا تتوقف.
وعندما تأتي هذه الاختبارات في الوقت نفسه، تنزل كالمطرقة على رؤوس سكان البلد وعلى حكومته وكل مؤسساته، بالإضافة إلى أنها جاءت في بداية صيف ينتظره التونسيون منذ سنوات، آملين بموسم سياحي واعد وعودة للمقيمين في الخارج، بما يعني إنعاش خزينة البلاد الفارغة نسبياً، وخصوصاً مع بداية الاستعداد لمرحلة انتخابية مهمة جداً لتونس، يصفها كثيرون بأنها ستكون تاريخية وستضع البلاد نهائياً على سكة الدول الديمقراطية، وهو ما يعني أن مخططي الاعتداءات، سواء كانوا من الداخل أو الخارج، اختاروا توقيت ضربتهم بعناية ودراية سياسيتين واضحتين. ولكنهم في الوقت نفسه خابوا وسقطت كل نواياهم وتكسرت على ردة فعل لم تعد غريبة على التونسيين، فلم يحصل أي إلغاء لحجوزات السياح ولم يغادروا البلد، بل نزلوا في اليوم التالي للاعتداءات إلى شوارع العاصمة وكأن شيئاً لم يحصل.
ولكن الهام هو أن المواطنين لم يغادروا مكان الاعتداءات في قلب العاصمة، بل تجمّعوا بعدها بدقائق ينشدون النشيد الوطني ويؤازرون رجال الشرطة، ويوجّهون رسالة قوية للسياسيين بعدم الارتباك، وترك خصوماتهم جانباً والانتباه إلى ما يحدث، وهو ما حصل فعلاً، وجاءت أغلب ردود الفعل عاكسة لنضج واضح وترتيب صحيح للأولويات يحتضن مكسبهم الكبير، ثورتهم ودستورهم وديمقراطيتهم وحريتهم.
ولكن إشارة أخرى كتبها محسن مرزوق على صفحته تنبّه إلى مسألة على غاية من الأهمية، فقد كتب أنه (السبسي) "كان في المستشفى العسكري محاطاً بحراس الوطن، بمن فيهم الأطباء العسكريون، تحت إمرة وزير وطني لا يخشى في الحق وفِي الوطن لومة لائم هو عبد الكريم الزبيدي... وأن ذلك يعني أن الدولة توحّدت وارتفع نشيد حماة الحمى من شارع وطني حاصر بسرعة كل من تُسوّل له نفسه شيئاً قبيحاً"، وهي إشارة يتقاسمها معه كثيرون من أن الجيش لا يزال كما هو، يحمي ثورة شعبه ويحصنها من كل نيّة، في صمت وهدوء.
وعندما تأتي هذه الاختبارات في الوقت نفسه، تنزل كالمطرقة على رؤوس سكان البلد وعلى حكومته وكل مؤسساته، بالإضافة إلى أنها جاءت في بداية صيف ينتظره التونسيون منذ سنوات، آملين بموسم سياحي واعد وعودة للمقيمين في الخارج، بما يعني إنعاش خزينة البلاد الفارغة نسبياً، وخصوصاً مع بداية الاستعداد لمرحلة انتخابية مهمة جداً لتونس، يصفها كثيرون بأنها ستكون تاريخية وستضع البلاد نهائياً على سكة الدول الديمقراطية، وهو ما يعني أن مخططي الاعتداءات، سواء كانوا من الداخل أو الخارج، اختاروا توقيت ضربتهم بعناية ودراية سياسيتين واضحتين. ولكنهم في الوقت نفسه خابوا وسقطت كل نواياهم وتكسرت على ردة فعل لم تعد غريبة على التونسيين، فلم يحصل أي إلغاء لحجوزات السياح ولم يغادروا البلد، بل نزلوا في اليوم التالي للاعتداءات إلى شوارع العاصمة وكأن شيئاً لم يحصل.
ولكن الهام هو أن المواطنين لم يغادروا مكان الاعتداءات في قلب العاصمة، بل تجمّعوا بعدها بدقائق ينشدون النشيد الوطني ويؤازرون رجال الشرطة، ويوجّهون رسالة قوية للسياسيين بعدم الارتباك، وترك خصوماتهم جانباً والانتباه إلى ما يحدث، وهو ما حصل فعلاً، وجاءت أغلب ردود الفعل عاكسة لنضج واضح وترتيب صحيح للأولويات يحتضن مكسبهم الكبير، ثورتهم ودستورهم وديمقراطيتهم وحريتهم.
ولكن إشارة أخرى كتبها محسن مرزوق على صفحته تنبّه إلى مسألة على غاية من الأهمية، فقد كتب أنه (السبسي) "كان في المستشفى العسكري محاطاً بحراس الوطن، بمن فيهم الأطباء العسكريون، تحت إمرة وزير وطني لا يخشى في الحق وفِي الوطن لومة لائم هو عبد الكريم الزبيدي... وأن ذلك يعني أن الدولة توحّدت وارتفع نشيد حماة الحمى من شارع وطني حاصر بسرعة كل من تُسوّل له نفسه شيئاً قبيحاً"، وهي إشارة يتقاسمها معه كثيرون من أن الجيش لا يزال كما هو، يحمي ثورة شعبه ويحصنها من كل نيّة، في صمت وهدوء.