وبحسب بيان لوزارة الداخلية، فإن "معلومات توفرت لدى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بسيدي بوزيد، بشأن خلية ناشطة بالمعتمدية المذكورة، إثرها تمكنت الفرقة المذكورة من إيقاف أحد عناصرها، وبعد التحرّي معه اعترف بأنه ينشط ضمنها، وقد تمّ استقطابه من قبل عنصر آخر".
وأكد البيان أنه بتعميق التحريات، اعترف الموقوف أنهما اتفقا على مبايعة "داعش"، كما خططا للالتحاق بالمجموعات المتحصّنة بالجبال، وقاما في العديد من المرات برصد الدوريات الأمنية العاملة بمعتمديّة سيدي علي بن عون بهدف استهدافها.
بالتوزاي مع ذلك، قبضت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمحافظة باجة، شمال غربي تونس، على عنصرين ينتميان إلى تنظيم "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، وعمدا إلى تهديد صاحب محل لبيع الأكلات الخفيفة بقطع رأسه، ومطالبته بعدم الاستماع إلى الأغاني.
وأضاف البيان أن العنصرين جلبا 4 عناصر أخرى تنتمي إلى التنظيم، واعتدوا على صاحب المحل، ممّا تتسبب له في إصابة على رأسه.
وأكد البيان أن والدة صاحب المحلّ تلقت اتصالاً من المجموعة نفسها تهددها بقتل ابنها وقطع رأسه في المرّة المقبلة، قبل أن تتولى الفرق الأمنية مراجعة النّيابة العموميّة، والتي أذنت بإيداع العنصر الرّئيسي المذكور رفقة عنصر آخر السّجن، وإبقاء البقيّة بحالة سراح.
وحذّر رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، من تحرك الخلايا التي تستغل التجاذبات السياسية وحالة الارتخاء التي تمر بها تونس، مضيفاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ تفكيك خليتي بن عون وباجة "يعتبر نجاحا أمنيا ينضاف إلى النجاحات التي تحققت، إلا أنه لا يجب أن يحجب المخاطر"، مبينا أن "العناصر المسلحة تترقب دائما لحظات الضعف والاضطرابات التي تمر بها الدولة".
وبين بن نصر أنّ "القوات الأمنية، ومنذ عملية بن قردان، بصدد حصد النجاحات، وقد تصدت للعديد من الخلايا"، معتبرا أنه "في ظل تغيير الحكومة، فإنه من الطبيعي أن تتحرك هذه المجموعات، وتستغل حالة الارتخاء".
وأضاف أنّه "رغم سيطرة القوات الأمنية على الأوضاع، إلا أن هذا لا يعني انتهاء الحرب مع العناصر المتشددة، فهي قادرة على الحركة، وعلى شن هجومات، وبالتالي لا بد من وحدة الصف بعيدا عن الانشقاقات والتجاذبات الحاصلة حاليا".
واعتبر العقيد المتقاعد من الحرس الوطني والخبير الأمني، علي زرمدين، أن "التجاذبات السياسية تعطي عادة نفسا للمتشددين الذين يحاولون التحرك واستغلال أي تغييرات في الدولة"، معتقدين أن الأجهزة الأمنية عاجزة عن التصدي لهم.
وبين الخبير الأمني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات الأمنية، وبما يتوفر لديها من معطيات وقراءات، ستتمكن من التصدي للخلايا".
وأوضح زرمدين أن "منطقة سيدي علي بن عون منطقة حساسة، خاصة أن هناك دعاة ومشايخ يحاولون تحدي الدولة، من بينهم الخطيب نجيب الإدريسي، والذي عمل على استقطاب الشباب عن طريق أفكاره، والتي تسعى إلى ضرب أركان الدولة".