تونس تتبنى استراتيجية جديدة لتعليم الكبار والتعليم مدى الحياة

12 يوليو 2019
نسبة الأمية في تونس بلغت 18% (شاذلي بن إبراهيم/Getty)
+ الخط -

وقعت وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية اتفاقية شراكة مع مؤسسة التعاون الدولي الألمانية لدعم برامج تعليم الكبار، تشمل العمل على تطوير المناهج والهياكل وتجهيز مراكز التعليم بالمحافظات بالتعاون مع الاتحاد الوطني للمرأة التونسية.

وقالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة، راضية الجربي، لـ"العربي الجديد"، إنّ خطوات مهمة في مجال تعليم الكبار ستحصل في إطار برنامج الشراكة مع المؤسسة الألمانية. "ستتم إعادة النظر في وسائل تعليم الكبار بطرق عصرية، ووفق تجربة تقوم على التعليم مدى الحياة، والجامعة للجميع".

وأفادت الجربي بأنّ "أساليب ومناهج تعليم الكبار السابقة اعتمدت على تعليم الأبجديات والحروف والمناهج المكتوبة، وهي طرق تجاوزها العصر، لأن تعليم الكبار يجب أن يتضمن تعليم المهارات والحرف، وبالتالي فإن المنظومة ستكون شاملة، وتضم وسائل تساعد على إدماج الكبار، والشباب الأميين، بما يمكنهم من التوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية".

وبينت أنّ "البرنامج الجديد يتضمن الكثير من الأمور، بينها تعليم الأبجديات، واللغات، والتصرف في الحسابات، وإدارة المشاريع، وكيفية التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، وبالتالي يمكن لجميع الفئات الحصول على دروس مجانية في تلك المجالات التي تساعدهم في حياتهم، كما ستكون الدروس صباحية ومسائية، كما سيتمكن كبار السن الذين لم يسعفهم الحظ بدخول الجامعة من حضور حصص وحلقات نقاش جامعية في القانون والفلسفة وغيرها".
وأوضحت أن ما يمكن تسميته "الجامعات الشعبية" ستمكن فئات الشعب التي حرمت من التعليم الجامعي من عيش التجربة، ولكن دون الحصول على شهادات، مبينة أنّ "أهم مكسب في تونس بعد الاستقلال كان القضاء على الأمية، ولكن الإحصائيات الأخيرة أظهرت أن نسب الأمية في أوساط النساء تصل إلى أكثر من 50 في المائة، وفي بعض المحافظات تفوق 40 في المائة في صفوف النساء والرجال، وأن نحو 18 في المائة من التونسيين أميون".

وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية، محمد الطرابلسي، عن إنشاء جامعة التعلم مدى الحياة في تونس، والشروع في تكوين لجنة فنية لإعداد منظومة إعلامية تهدف إلى مراقبة ومتابعة نشاط برنامج تعليم الكبار على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، وتشخيص مكامن الضعف بهدف التدخل لمعالجتها.
وأكد الطرابلسي أن "الحكومة التونسية تعتبر محاربة الأمية أولوية في إطار المقاربة الشاملة لمفهوم التنمية الاجتماعية، إذ إن محاربة الفقر تستدعي إكساب الفئات المستهدفة آليات القراءة والتواصل الاجتماعي والمهارات، والحكومة تسعى إلى إعادة الاعتبار لملف محو الأمية وتعليم الكبار بالتعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية".

دلالات
المساهمون