عبثاً تحاول إقناع سائق سيارة أجرة أن يقلك صباحاً إلى قلب العاصمة التونسية. الكلّ يرفض الدخول إلى متاهة من الاكتظاظ، يصعب الخروج منها. وهذه الزحمة تأبى إلا أن تترافق وضوضاء تزيد الناس توتراً. وتستمرّ حال المدينة تلك من السابعة حتى قرابة التاسعة والنصف صباحاً، لتنفرج حركة المرور بعض الشيء قبل أن تعود للتأزم ثانية عند الحادية عشرة من قبل الظهر. وتعود جحافل السيارات إلى الشوارع وتتزاحم مطلقة العنان لأبواقها، بالتزامن مع صياح محتجّ على بطء الحركة. هو مشهد يتكرر في كلّ يوم، لتعاني العاصمة التونسية شأنها شأن عواصم عديدة، من اكتظاظ وضوضاء يزيد من حدّتهما أخيراً ارتفاع عدد الباعة المتجوّلين.
والاكتظاظ الخانق وكذلك التلوّث الضوضائي الضاغط الذي يخلّفه، يعاني منهما سكان العاصمة كما زائروها وعابرو سبيلها.
وتشهد المدينة حالة من الفوضى والتلوّث الضوضائي حين تختلط أبواق السيارات بمناداة الباعة المتجوّلين التي تهيمن على المدينة، خصوصاً في شارع جمال عبد الناصر وساحة برشلونة بالقرب من محطة المترو. وفي أكثر من مرة، تذمّر سكان تلك المناطق من ذلك الواقع وتقدّموا بعشرات الشكاوى إلى السلطة المحلية.
وهذه الأزمة دفعت بالوكالة الوطنية لحماية المحيط بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني، إلى إعداد دراسة لتشخيص الوضع الحالي في مجال التلوّث الضوضائي وتقييم أضراره الصحية، لا سيّما وأن نتائج الدراسة الأولية تُنبئ بنسب عالية تفوق المعدلات العادية. وقد شملت الدراسة حملة لقياس مستويات الضوضاء في مناطق مختلفة من تونس الكبرى وخصوصاً تلك القريبة من مصادر الضوضاء، من قبيل المناطق الصناعية وتلك القريبة من سكك الحديد وأنفاق المترو والطرقات السريعة التي تكثر فيها حركة السيارات وتتسم بالاكتظاظ المروري. وسجّلت النتائج ارتفاع مستويات الضوضاء، لتفوق النسب المسجلة تلك العادية بنحو 15 في المائة.
كذلك تطرّقت الدراسة إلى غياب في التنسيق ما بين الأطراف المعنية بمراقبة التلوّث الضوضائي والحدّ من أثره على الصحة العامة ورفاه الأشخاص. وبيّنت أنّ وسائل الحماية التي يلجأ إليها عادة سكان المناطق القريبة من مصادر الضوضاء للحدّ منها، من قبيل تجهيز المنازل بالعازل الصوتي، لا يحقّق مبتغاه. من هنا، قدّمت الوكالة جملة من التوصيات للعمل مستقبلاً على تنظيم حملة لقياس الضوضاء ورسم خارطة صوتية للمدن الكبرى، بالإضافة إلى العمل على إنجاز دراسات وبائية لتقييم دقيق لأخطار الضوضاء على الصحة واستحداث هيكل مختص في المراقبة والوقاية "لمقاومة ظاهرة التلوّث الضوضائي".
وفي هذا الإطار، أعلنت النيابة الخصوصية عن تشكيل سبعة فرق عمل تنشط يومياً من الساعة العاشرة ليلاً ولغاية الساعة الخامسة فجراً، بمعدّل فريق واحد في كل دائرتَين أو ثلاث. ويُكلّف كل فريق بمقاومة ظاهرة الضوضاء والتدخل الفوري عند تلقي شكاوى السكان وتسجيلها. إلى ذلك، جهّز فريق آخر مهمّته مقاومة الضوضاء في أثناء القيلولة، من الساعة الواحدة من بعد الظهر إلى الساعة الخامسة عصراً.
من جهة أخرى، يجري تقنيّو البلدية تحقيقات ميدانية ودوريات مستمرة في المحيط البلدي. عند تلقي شكوى مثلاً، يتوجه محققو البلدية إلى مصدر الضوضاء مزوّدين بأحدث آلات القياس والمراقبة، وذلك بهدف تقصي مستوى التلوّث الضوضائي من موقع سكن المشتكي. ومن ثم تُقارَن بالمعايير المعمول بها، تبعاً لتصنيف المنطقة في مخطط التهيئة لمدينة تونس. ويُصار إلى تنبيه خبراء البلدية الشخص موضوع الشكوى، إلى تجاوزه المستوى المسموح به، لدفعه إلى تخفيض ضوضائه واحترام السكان ورفاههم.
وتكثر في فصل الصيف الضوضاء، خصوصاً تلك الصادرة من حفلات الأعراس التي تقام في الطرقات والشوارع لا سيّما في الأحياء الشعبية. وفي كلّ صيف، تضع بلدية تونس برنامجاً خاصاً يهدف إلى مقاومة الضوضاء الناتجة عن الحفلات الخاصة، ابتداءً من مطلع يوليو/تموز وصولاً إلى 16 سبتمبر/ أيلول. وتطبّق ستة فرق هذا البرنامج في الدوائر البلدية، بالإضافة إلى فريق مركزي في مركز الشرطة البلدية.
إقرأ أيضاً: سائقو "تاكسي" مطار تونس يُخالفون القانون.. "مكرهٌ أخاكَ"
والاكتظاظ الخانق وكذلك التلوّث الضوضائي الضاغط الذي يخلّفه، يعاني منهما سكان العاصمة كما زائروها وعابرو سبيلها.
وتشهد المدينة حالة من الفوضى والتلوّث الضوضائي حين تختلط أبواق السيارات بمناداة الباعة المتجوّلين التي تهيمن على المدينة، خصوصاً في شارع جمال عبد الناصر وساحة برشلونة بالقرب من محطة المترو. وفي أكثر من مرة، تذمّر سكان تلك المناطق من ذلك الواقع وتقدّموا بعشرات الشكاوى إلى السلطة المحلية.
وهذه الأزمة دفعت بالوكالة الوطنية لحماية المحيط بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني، إلى إعداد دراسة لتشخيص الوضع الحالي في مجال التلوّث الضوضائي وتقييم أضراره الصحية، لا سيّما وأن نتائج الدراسة الأولية تُنبئ بنسب عالية تفوق المعدلات العادية. وقد شملت الدراسة حملة لقياس مستويات الضوضاء في مناطق مختلفة من تونس الكبرى وخصوصاً تلك القريبة من مصادر الضوضاء، من قبيل المناطق الصناعية وتلك القريبة من سكك الحديد وأنفاق المترو والطرقات السريعة التي تكثر فيها حركة السيارات وتتسم بالاكتظاظ المروري. وسجّلت النتائج ارتفاع مستويات الضوضاء، لتفوق النسب المسجلة تلك العادية بنحو 15 في المائة.
كذلك تطرّقت الدراسة إلى غياب في التنسيق ما بين الأطراف المعنية بمراقبة التلوّث الضوضائي والحدّ من أثره على الصحة العامة ورفاه الأشخاص. وبيّنت أنّ وسائل الحماية التي يلجأ إليها عادة سكان المناطق القريبة من مصادر الضوضاء للحدّ منها، من قبيل تجهيز المنازل بالعازل الصوتي، لا يحقّق مبتغاه. من هنا، قدّمت الوكالة جملة من التوصيات للعمل مستقبلاً على تنظيم حملة لقياس الضوضاء ورسم خارطة صوتية للمدن الكبرى، بالإضافة إلى العمل على إنجاز دراسات وبائية لتقييم دقيق لأخطار الضوضاء على الصحة واستحداث هيكل مختص في المراقبة والوقاية "لمقاومة ظاهرة التلوّث الضوضائي".
وفي هذا الإطار، أعلنت النيابة الخصوصية عن تشكيل سبعة فرق عمل تنشط يومياً من الساعة العاشرة ليلاً ولغاية الساعة الخامسة فجراً، بمعدّل فريق واحد في كل دائرتَين أو ثلاث. ويُكلّف كل فريق بمقاومة ظاهرة الضوضاء والتدخل الفوري عند تلقي شكاوى السكان وتسجيلها. إلى ذلك، جهّز فريق آخر مهمّته مقاومة الضوضاء في أثناء القيلولة، من الساعة الواحدة من بعد الظهر إلى الساعة الخامسة عصراً.
من جهة أخرى، يجري تقنيّو البلدية تحقيقات ميدانية ودوريات مستمرة في المحيط البلدي. عند تلقي شكوى مثلاً، يتوجه محققو البلدية إلى مصدر الضوضاء مزوّدين بأحدث آلات القياس والمراقبة، وذلك بهدف تقصي مستوى التلوّث الضوضائي من موقع سكن المشتكي. ومن ثم تُقارَن بالمعايير المعمول بها، تبعاً لتصنيف المنطقة في مخطط التهيئة لمدينة تونس. ويُصار إلى تنبيه خبراء البلدية الشخص موضوع الشكوى، إلى تجاوزه المستوى المسموح به، لدفعه إلى تخفيض ضوضائه واحترام السكان ورفاههم.
وتكثر في فصل الصيف الضوضاء، خصوصاً تلك الصادرة من حفلات الأعراس التي تقام في الطرقات والشوارع لا سيّما في الأحياء الشعبية. وفي كلّ صيف، تضع بلدية تونس برنامجاً خاصاً يهدف إلى مقاومة الضوضاء الناتجة عن الحفلات الخاصة، ابتداءً من مطلع يوليو/تموز وصولاً إلى 16 سبتمبر/ أيلول. وتطبّق ستة فرق هذا البرنامج في الدوائر البلدية، بالإضافة إلى فريق مركزي في مركز الشرطة البلدية.
إقرأ أيضاً: سائقو "تاكسي" مطار تونس يُخالفون القانون.. "مكرهٌ أخاكَ"