السبسي لا يرغب في الترشح لرئاسة تونس ويدعو لرفع تجميد عضوية الشاهد

06 ابريل 2019
السبسي: لا أرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم السبت، إنّه لا يرغب في الترشح من جديد لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، داعياً لرفع تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد في حزب "نداء تونس".

ويأتي إعلان السبسي تأكيداً لانفراد "العربي الجديد"، في تقرير نشر في 14 آذار/مارس الماضي، حين أكدت مصادر حزبية تونسية متقاطعة، عدم رغبة الرئيس التونسي في الترشح للانتخابات المقبلة، "مرجحة أن يعلن عن ذلك قريباً".

ومع أنّ هذا التصريح لا يُعتبر إعلاناً رسمياً، إلا أنّ السبسي أزال كثيراً من الغموض بشأن هذا الأمر، عندما قاطع دعوات مشاركين في المؤتمر الانتخابي الأول لحزب "نداء تونس" في مدينة المنستير شرقي البلاد، والذين هتفوا بشعار "الشعب يريد السبسي من جديد"، مجيباً بالقول إنّ "الأمر عند الله يحيي ويميت وهو على كل شي قدير... وبكل صراحة لا أرغب في الترشح  رغم أنّ الدستور يتيح لي ذلك".

وبعد 7 سنوات من تأسيس الحزب يعقد "نداء تونس" مؤتمره الأول، اليوم السبت، بحضور عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والهيئة السياسية للحزب، وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب (البرلمان).

وأضاف السبسي، في كلمته بافتتاح المؤتمر، أنّ "تونس تزخر بالكفاءات التي يجب أن تعود.. وتونس بحاجة إلى التغيير، ولا بد من ترك فرصة للشباب وسأعمل على ذلك".

وفوجئ الحاضرون بدعوة السبسي، وهو المؤسس لحزب "نداء تونس" عام 2012، إلى عودة الشاهد لصفوف الحزب، بعد تجميد عضويته منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال السبسي بخصوص المنشقين عن الحزب، إنّ "الرجوع إلى الأصل فضيلة، والعودة إلى الحزب ينبغي أن تكون بغير شروط مسبقة، وأنتم جمدتم عضوية رئيس الحكومة وهو قبل ذلك، ولكنني أدعو إلى رفع هذا التجميد لأنّه (الشاهد) ابن النداء وأرجو موافقتي على ذلك الآن، وبعد ذلك فهو حر إذا عاد أو ذهب إلى الحزب الجديد تحيا تونس، ولكن هذا من مصلحة النداء".

ورغم فوز حزب "نداء تونس" في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2014، إلا أنّه التحق بالمعارضة على خلفية صراع بين مديره التنفيذي ونجل الرئيس السبسي، حافظ قائد السبسي، والشاهد.

وأعلن عشرات النواب والمسؤولين المنشقين عن حزب "نداء تونس"، مؤخراً، تأسيس حزب جديد تحت اسم "تحيا تونس"، ومن المتوقع أن يتزعمه الشاهد، لخوض الانتخابات البرلمانية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والرئاسية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتعليقاً على دعوة السبسي المفاجئة لعودة الشاهد إلى "نداء تونس"، كشفت مصادر حزبية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، عن "وجود وساطة بين السبسي والشاهد، قد تكون من العائلة الكبرى التي ينتمي إليها الطرفان بحكم القرابة والمصاهرة بينهما"، مشيرة إلى أنّ "هناك بوادر لإمكانية تحقق ذلك".

لكن المصادر أشارت إلى أنّ "الوقت قد يكون متأخراً على ذلك برغم عدم استحالة الأمر، وقد يكون السبسي ألقى في نهاية الأمر كرة ملتهبة في صفوف الحزب الجديد (تحيا تونس) الذي وُلد من رحم (نداء تونس) لعلمه بوجود خلافات داخل هذا الحزب الجديد".

وتدور في حزب "تحيا تونس" خلافات خفية حول قيادة الحزب الجديد، وربما تتبين أكثر مع اقتراب موعد مؤتمره الأول، والذي لم يتم تحديد موعده رسمياً، حتى الآن.

وقال السبسي إنّ "منافسي النداء اليوم هم نداء تونس نفسه، بالإضافة إلى حركة (النهضة) التي عرفت بحسن إدارتها وتدبيرها، كيف تحافظ على تماسكها، وبقيت الأولى في البرلمان، بينما تقهقر النداء بسبب الخلافات والانشقاقات".

وبعد الانتخابات البرلمانية في تونس عام 2014، كانت كتلة "نداء تونس" الأكبر في مجلس نواب الشعب (البرلمان) مع 86 مقعداً من أصل 217، ولكن الحزب انقسم، في يناير/كانون الثاني 2016، بعد استقالة 22 نائباً كوّنوا "الكتلة الحرة"، لتصبح بذلك كتلة حركة "النهضة" الأكبر مع 69 مقعداً.

ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن السبسي، أنّ حركة "النهضة" أنهت توافقاً معه دام 5 سنوات.

ودعا السبسي المنشقين عن "نداء تونس"، والغائبين عن المؤتمر، إلى "العودة للأصل"، معتبراً أنّ "هذه العودة تندرج في صميم المسؤولية الوطنية".

وقال إنّ "المطلوب ليس تكوين حزيّب"، مضيفاً أنّ مهمته "هي تجميع كل القوى الوطنية لمواجهة التيارات التي يجب مواجهتها (من دون أن يسميها) ولكن من دون إقصاء أحد".

واستغرب السبسي "مبررات" بعض المنشقين بسبب ما يعتبرونه "التوريث" في "نداء تونس"، قائلاً: "عندما أستمع لبعض القيادات التي صرّحت بأنّها غادرت النداء لأنّ هناك توريثا.. أريد أن أسألهم هل يعرف هؤلاء بأننا الآن نعيش في عصر جديد لا يوجد فيه توريث، وبأن تونس قد تغيّرت".

وختم السبسي مؤكداً أنّ "الانتخابات المقبلة ستفرز كفاءات قادرة على إخراج تونس من أوضاعها"، داعياً من جديد إلى طرح مبادرته المتعلّقة بالمساواة في الميراث، مشيراً إلى اعتراض حركة "النهضة" على ذلك، قائلاً إنّ "هذا ليس من مصلحتها لأنّ المبادرة لا علاقة لها بالدين".

وحضر حفل افتتاح مؤتمر "نداء تونس" حوالي 3000 عضو، كما يشارك فيه ألفان و800 نائب عن مختلف المحافظات لانتخاب مجلس وطني يضم 217 عضواً. كما سيتم أيضاً انتخاب الهيئة السياسية للحزب التي ستضم 32 عضواً، وانتخاب اللجنة المركزية.

ورافقت الشكوك انعقاد هذا المؤتمر، بعدما أعلنت اللجنة الوطنية المشرفة على إعداده منذ ثلاثة أسابيع إنهاء مهامّها. وبررت في بيان حمل توقيع رئيسها النائب في البرلمان رضا شرف الدين، قرارها بالقول إنّها "تترك لقيادة الحزب المسؤولية الكاملة في مواصلة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه".

ويتساءل كثيرون عن مصير المدير التنفيذي للحزب، حافظ قائد السبسي الذي ربح كل معاركه مع خصومه الذين غادروا الحزب وأسسوا أحزاباً جديدة.

المساهمون