شهر شباط/فبراير 2015 لم يكن استثناءً في حالات الاعتداء التي بلغت 18 حالة اعتداء، لكن الجديد فيها أنه ولأول مرة يتمّ تهديد الصحافيين بالسلاح الناري من قبل أعوان أمن كان من المفترض بهم تسهيل عمل الإعلاميين لا تهديدهم، وهو ما سجّله التقرير إثر العملية الإرهابية التي جرت في منطقة بولعابة بمحافظة القصرين على الحدود التونسية ـ الجزائرية.
التقرير رصد 18 حالة اعتداء على العاملين في المجال الإعلامي، تضرّر منها 24 شخصاً، وقد مسّ الانتهاك أربع نساء و20 رجلاً يعملون في خمس قنوات تلفزيونية؛ هي "شبكة تونس الإخبارية" و"الوطنية الأولى" و"نسمة تي في" و"قناة المتوسط "و"حنبعل تي في". كما شمل الاعتداء عاملين في خمس محطات إذاعية هي "إذاعة الكاف" و"اكسراس إف إم" و"شمس إف إم" و"إذاعة صفاقس" وإذاعة "صراحة إف إم". الصحافة المكتوبة لم تكن بمنأى عن الاعتداءات، فقد تعرض إعلاميون يعملون في ثلاث صحف ورقية (الشروق وآخر خبر والسور) إلى الاعتداءات.
التقرير الذي أصدره مركز تونس لحرية الصحافة سجّل أيضاً سبع حالات منع من العمل وثلاث حالات اعتداء لفظي وحالتي اعتداء جسدي وحالتي تتبّع قضائي وحالة تضييق وحالة إتلاف معدات وحالة تهديد وحالة حجز معدات.
الأمن ما يزال يتصدّر قائمة المعتدين على العاملين في القطاع الإعلامي بـ 11 حالة انتهاك، تليه النيابة العمومية بحالتي انتهاك، فمواطنون ومسؤولون رياضيون من فريق الترجي الرياضي التونسي وحزب سياسي (حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وهو منضوي تحت ائتلاف الجبهة الشعبية).
حالات الاعتداء المتواصلة على الإعلاميين دفعت محرري التقرير إلى المطالبة باحترام خصوصيات العمل الصحافي من قبل المتدخلين في العمل الإعلامي، خاصة رجال الأمن، كذلك أشار التقرير إلى قضية الصحافية هناء مدفعي التي تمّ اتهامها بالثلب لكن المحكمة برّأتها من هذه التهمة، واعتبر مثل هذه القضايا تضييقاً على حرية الإعلام والتعبير التي ينصّ عليها الدستور التونسي.
اقرأ أيضاً: تونس: مسلسل الاعتداء على الصحافيين مستمرّ