تونس: احتدام معركة الأئمة مع وزير الشؤون الدينية

21 أكتوبر 2015
معركة طويلة بين الأئمة المعزولين ووزير الشؤون الدينية(فرانس برس)
+ الخط -
دخلت معركة الأئمة المعزولين مع وزير الشؤون الدينية، عثمان بطيخ، مرحلة حاسمة، إذ تحولت تصريحات ‏الوزير ‏من التلميح إلى التصريح بشكل مباشر باتهام حركة النهضة التونسية بمناصرة بعض الأئمة‎.‎


الأئمة الخطباء وإطارات المساجد المعزولين نظموا، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة ‏‏الشؤون الدينية، مطالبين الحكومة بالتدخل لعزل وزير الشؤون الدينية من مهامه، ‏بسبب ‏قراراته اللامسؤولة والظالمة بحسب قولهم‎.‎

وتأتي هذه الوقفة بعد المظاهرة الحاشدة التي احتضنتها مدينة صفاقس السبت الماضي على خلفية ‏‏إعفاء الإمام رضا الجوادي من مسجد اللخمي في صفاقس.

المظاهرة سبقتها الجمعة احتجاجات كبيرة من المصلين الذين رفضوا أداء صلاة وراء الإمام ‏‏الجديد، وتحول المسجد إلى فضاء للاحتجاج والمطالبة بإقالة الوزير‎.‎

وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ أكد اليوم في تصريحات صحافية من مدينة توزر في الجنوب ‏‏التونسي أنه لن يتراجع عن قرار عزل الإمام رضا الجوادي وغيره، مؤكداً أنه ثبت للوزارة قيامهم ‏‏بعمليات تحريض بالمسجد ومنعهم الناس من أداء صلاة الجمعة، مضيفاً أن الاحتجاج على ‏‏قرارات الوزارات لا يتم بتجييش الشارع وإنما باللجوء إلى القضاء‎.‎

‎وشدّد الوزير على أن ما قام به الإمام المعزول رضا الجوادي يُعتبر تطرفاً، مهدداً بإحالة الأمر إلى ‏‏الأمن إذا تكرر ما حدث يوم الجمعة الماضي‎.‎

غير أن اللافت في تصريح الوزير هو إشارته إلى ما سماه "دعم أحد الأحزاب السياسية للإمام ‏‏المعزول، في حين أن الدولة وفرت كل الظروف الملائمة للأئمة للحديث بحرية في الدين وليس في ‏‏مسائل أخرى خارجة عنه‎"‎.

ولأول مرة يوجه بطيخ اتهامه إلى حركة النهضة التي شنَّت قياداتها في الأسابيع الأخيرة حملة على ‏‏الوزير بسبب عزله مجموعة من الأئمة الذين نفت عنهم تهم التطرّف التي تحدث عنها الوزير، وعلى الرغم من ‏أن النهضة لم تطالب بإقالة الوزير فإن هذه الحلقة من المواجهة بينهما قد تكون حاسمة.

وسبق أن قال مسؤولون في رئاسة الحكومة إن ملف الأئمة المعزولين قد أغلق بعدما تمت إعادة ‏‏الجوادي، غير أن الوزير تمسك بقراره لتعود المواجهة من جديد، وبشكل أقوى‎.‎

اقرأ أيضاً: إعفاء وزير العدل التونسي من مهامه