تونس: "حركة النهضة" تحذّر من مغبة تصفية الحسابات السياسية

09 فبراير 2019
النهضة تعدّ للانتخابات القادمة (فيسبوك)
+ الخط -
تتواصل أشغال مجلس شورى "حركة النهضة"، اليوم السبت، للنظر في الوضع العام في تونس والتطورات على الساحة السياسية والاجتماعية، إلى جانب الاستعدادات للانتخابات القادمة.

وحذّرت "النهضة" في بيان لها، من خطورة توظيف بعض الأطراف لحادثة المدرسة القرآنية بالرقاب (ولاية سيدي بوزيد)، لاستعادة المعارك الأيديولوجية وذات الصلة بالهوية وتصفية الحسابات السياسية.

وفي ما يتعلق بالانتخابات الخاصة بتجديد المكاتب المحليّة للحركة، التي ستنطلق منتصف الشهر الجاري، دعت الحركة إلى المشاركة المكثفة في المؤتمرات المحلية لإثراء النقاشات وبلورة المقترحات الحزبية المناسبة حول القضايا المحلية والجهوية والوطنية، وتجذير الديمقراطية الداخلية للحركة.

وقال القيادي في "حركة النهضة" عبد الحميد الجلاصي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن مجلس الشورى بصدد تدارس الأوضاع العامّة في تونس وخطة عمل الحركة للسنة القادمة، وموقف النهضة من القضايا الكبرى في تونس، مضيفاً أن موضوع الاستحقاقات الانتخابية هو أيضاً على رأس جدول أعمال مجلس الشورى المنعقد حالياً.

وأوضح الجلاصي أن المجلس سيتولى صياغة تقريره الخاص بالانتخابات الخاصّة بالمكاتب المحلية، التي ستنطلق الأسبوع القادم وستتواصل أعمالها إلى مارس/ آذار وإبريل/ نيسان، مؤكداً أنه يجب الابتعاد في هذه المرحلة عن التجاذبات السياسية وتصفية الحسابات.

وبيّن القيادي أن موقف "حركة النهضة" من التجاوزات، التي حصلت في المدرسة القرآنية بالرقاب واضح، فأي تجاوز أو نشاط مخالف للقانون غير مقبول، وبما أن هذا الفضاء ينشط على خلاف الصيغ القانونية فإنه لا تبرير له، مشيراً إلى أن تونس تعيش في دولة مدنية وإذا اتضح أن هناك انتصاباً فوضوياً فصاحبه يحاسب، ولكن لا لاستثمار مثل هذه الحادثة للعودة بالبلاد إلى مرحلة الاستقطابات والصراعات حول الهويات.

وأشار إلى أن مثل هذه التجاذبات والصراعات الأيديولوجية، تجعل بعض التونسيين خائفين سواء على دينهم أو على قرآنهم، وآخرين يتذكرون اللحظات المظلمة من تاريخ تونس. وفي المقابل، يخشى آخرون على حرياتهم وعلى الدولة المدنية، في الوقت الذي قطعت فيه تونس أشواطاً متقدمة في الديمقراطية وفي الحريات، التي يضبطها الدستور والدولة المدنية وهناك أجهزة رقابية تتولى القيام بدورها، على حد تعبيره.

ولفت إلى أنه يجب اليوم توجيه رسالة طمأنة للتونسيين، مفادها أن التجاوزات لا يمكن أن تقبل من أي كان، وأنه يجب الانصراف للمشكلات الجوهرية، والقضايا الهامّة التنموية والاقتصادية والاجتماعية، كما يجب التركيز في الحملات الانتخابية على البرامج بدل التركيز على قضايا تهمّ الهوية وتساهم في إرباك الأوضاع.

واستنكرت الحركة الاعتداءات والتجاوزات، التي ذهب ضحيتها مجموعة من الأطفال في ما تعرف بقضية المدرسة القرآنية بالرقاب، ومساندتها لكل المبادرات الحكوميّة الساعية إلى حماية الطفولة التونسية، داعية إلى توفير الرعاية النفسية والمادّية لهؤلاء الأطفال، وإعادة إدماجهم في مسالك التعليم والمعرفة.

وعبّرت "النهضة" إثر اجتماع مكتبها التنفيذي مساء أمس، عن ارتياحها لتوقيع اتفاق الزيادات في أجور أعوان الوظيفة العمومية بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، وإعلان إلغاء الإضراب في الوظيفة العمومية والقطاع العام، معربة عن الأمل في أن يشمل هذا الاتفاق بقية القطاعات وخصوصاً قطاع التعليم الثانوي، بما يوفر المناخات الاجتماعية المناسبة للعمل والاستثمار.

وأكدت الحركة في بيانها، تقديرها لتضحيات التونسيين والجزائريين، الذي استشهدوا في أحداث مدينة ساقية سيدي يوسف (ولاية الكاف) في 8 فبراير/ شباط 1958، من أجل السيادة والاستقلال وإيماناً بوحدة المعركة والمصير، بما يحثّ الشعبين الشقيقين على مزيد من التعاون وتشبيك المصالح المشتركة لما فيه خير البلدين.