وإن شارف شهر رمضان على النهاية، ما زال البعض في تونس يشكو بسبب طبيعة عمله، التي تجبره على تناول وجبة الإفطار في مكان عمله، بدلاً من الاجتماع مع العائلة. هؤلاء لم يختاروا تناول وجبة الإفطار خارج البيت رغبة في التغيير، بل إنّهم مجبرون على ذلك. ولا يستغرق إعداد وجبة إفطار وقتاً طويلاَ.
منذ أربع سنوات، تفقد مفيدة رابح (28 عاماً) متعة الإفطار مع العائلة خلال هذا الشهر، لكنّها مجبرة على ذلك بسبب طبيعة عملها، وقد اعتادت الأمر. تقول إنّها قبل نحو ساعة ونصف الساعة من موعد الإفطار، تتوجه إلى المقهى لتجهيز الطعام وأمور أخرى والاستعداد لاستقبال روّاده بعد الإفطار. بعدما تنهي عملها، تحضّر وجبة الإفطار وتتناولها مع بقية زملائها في العمل. تقول إنّها لا تستطيع تناول الطعام في البيت مع عائلتها ثمّ الذهاب إلى العمل، لأنّ غالبيّة المقاهي تفتح أبوابها مع موعد الإفطار، ولا يسعها التأخر عن المقهى، مشيرة إلى أنّ بعض الزبائن يأتون إلى المقهى بعد عشر دقائق فقط من موعد الإفطار.
وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام، يتناول عاطف سايحي الإفطار خارج المنزل. يعمل سائق سيارة أجرة، ويلفت إلى أن بعض الناس يحتاجون إلى التنقل خلال هذا الوقت. يضيف أنّه لطالما شكّل هذا الأمر نقطة خلاف مع زوجته، خصوصاً في السنوات الأولى، إلا أنهّا تقبّلته مرغمة وعلى مضض بعد مضي سنوات طوال. عند حلول موعد الإفطار، يتناول رغيفاً وبعض التمر ويشرب المياه وأشياء أخرى يستطيع أكلها خلال قيادة السيارة. يقول إنّ الحركة لا تنعدم كليّاً في المدينة خلال موعد الإفطار، موضحاً أن بعض الناس تجبرهم ظروفهم على التنقّل خلال ذلك الوقت.
ويذكر أنه كثيراً ما نقل أشخاصاً إلى المستشفيات أثناء موعد الإفطار، لاسيما أنّه غالباً ما لا يكون هناك مواصلات أو وسائل نقل عامة خلال تلك الأوقات. ويجد أن العمل في هذا الوقت يعدّ مصدر رزق جيّدا، خصوصاً أنّ غالبيّة السائقين لا يعملون عند حلول الإفطار. ويشير إلى أنّ الإفطار في المنزل مع العائلة يعدّ متعة بحد ذاتها، إلّا أنّ الإنسان يضطر إلى التضحية في أحيان كثيرة من أجل تلبية مصالحه.
في أحد مستشفيات الأطفال في العاصمة، تعمل الممرضة سامية حفيظ خلال ساعة الإفطار. تقول إنّ الجميع يتمنون تناول الإفطار مع العائلة خلال هذا الشهر، إلا أنّ "طبيعة عملنا لا تنتهي مع انتهاء الدوام الرسمي"، خصوصاً أنّ المسعف يستقبل حالات عدة خلال جميع الأوقات، ما يعني أنه "ليس لهذا العمل وقت محدّد، فنحن ننتظر سماع الجرس في أية لحظة، وهو إخبار بوجود مصاب أو مريض يحتاج إلى العلاج"، عدا عن استقبال الحالات الطارئة. تضيف: "نجد أنفسنا أمام عمل إنساني يحتم علينا أحياناً تأخير تناول وجبة الإفطار في حال كان هناك حالة تحتاج إلى إسعاف. وفي حالات كهذه، لا يمكن التأخر أبداً حفاظاً على حياة المريض".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يشير زميلها في العمل حمدي برهان إلى أنّهم يستعيضون عن الإفطار مع الأسرة بالإفطار الجماعي في مكان العمل، بعد الانتهاء من الاطمئنان على المرضى وإعطائهم الأدوية اللازمة. يضيف أنّه في بعض الأحيان "نعجز عن الإفطار في حال وصلت إلى المستشفى حالات طارئة. ورغم إيمان الغالبية بأهميّة عملهم وما يفرضه عليهم من التزام خلال ذلك الوقت، إلاّ أنّهم يفتقدون متعة الإفطار في البيت مع الأسرة". ويلفت إلى أن كثيرين يعتقدون أنّ موعد الإفطار يجمع الناس في بيوتها، إلا أن ذلك ليس صحيحاً.
أما عناصر الأمن والجيش في مختلف جهات البلاد، خصوصاً في المناطق الجبلية أو الحدودية، فيتناولون إفطارهم في الشارع حيث يعملون. وينسحب الأمر على أولئك العاملين في المدينة. هؤلاء يختارون أحد الأرصفة ويحضّرون الطعام الذي جلبوه من بيوتهم على الطاولة، إذ تحتّم عليهم طبيعة عملهم دعم ومؤازرة بعض القوات الأمنية الأخرى في حال حصول بلاغ، مثل المرور والدفاع المدني وغيرها، بحسب أحد عناصر الأمن. يضيف أن "عملنا يجعلنا عاجزين عن تناول الإفطار إلا خلال خمس دقائق، فنجلس في مواقع معينة حرصاً على الجانب الأمني. وفي بعض الأحيان، نتأخر في تناول الإفطار لأكثر من ساعتين، أو لا نستطيع تناوله نهائياً في حال وقوع حوادث بعيدة".
ربّما يكون هؤلاء قد اعتادوا على طبيعة عملهم، إلا أنهم ما زالوا يتمنّون تناول الإفطار مع عائلاتهم، والاستمتاع بهذه الأوقات الجميلة.
اقــرأ أيضاً
منذ أربع سنوات، تفقد مفيدة رابح (28 عاماً) متعة الإفطار مع العائلة خلال هذا الشهر، لكنّها مجبرة على ذلك بسبب طبيعة عملها، وقد اعتادت الأمر. تقول إنّها قبل نحو ساعة ونصف الساعة من موعد الإفطار، تتوجه إلى المقهى لتجهيز الطعام وأمور أخرى والاستعداد لاستقبال روّاده بعد الإفطار. بعدما تنهي عملها، تحضّر وجبة الإفطار وتتناولها مع بقية زملائها في العمل. تقول إنّها لا تستطيع تناول الطعام في البيت مع عائلتها ثمّ الذهاب إلى العمل، لأنّ غالبيّة المقاهي تفتح أبوابها مع موعد الإفطار، ولا يسعها التأخر عن المقهى، مشيرة إلى أنّ بعض الزبائن يأتون إلى المقهى بعد عشر دقائق فقط من موعد الإفطار.
وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام، يتناول عاطف سايحي الإفطار خارج المنزل. يعمل سائق سيارة أجرة، ويلفت إلى أن بعض الناس يحتاجون إلى التنقل خلال هذا الوقت. يضيف أنّه لطالما شكّل هذا الأمر نقطة خلاف مع زوجته، خصوصاً في السنوات الأولى، إلا أنهّا تقبّلته مرغمة وعلى مضض بعد مضي سنوات طوال. عند حلول موعد الإفطار، يتناول رغيفاً وبعض التمر ويشرب المياه وأشياء أخرى يستطيع أكلها خلال قيادة السيارة. يقول إنّ الحركة لا تنعدم كليّاً في المدينة خلال موعد الإفطار، موضحاً أن بعض الناس تجبرهم ظروفهم على التنقّل خلال ذلك الوقت.
ويذكر أنه كثيراً ما نقل أشخاصاً إلى المستشفيات أثناء موعد الإفطار، لاسيما أنّه غالباً ما لا يكون هناك مواصلات أو وسائل نقل عامة خلال تلك الأوقات. ويجد أن العمل في هذا الوقت يعدّ مصدر رزق جيّدا، خصوصاً أنّ غالبيّة السائقين لا يعملون عند حلول الإفطار. ويشير إلى أنّ الإفطار في المنزل مع العائلة يعدّ متعة بحد ذاتها، إلّا أنّ الإنسان يضطر إلى التضحية في أحيان كثيرة من أجل تلبية مصالحه.
في أحد مستشفيات الأطفال في العاصمة، تعمل الممرضة سامية حفيظ خلال ساعة الإفطار. تقول إنّ الجميع يتمنون تناول الإفطار مع العائلة خلال هذا الشهر، إلا أنّ "طبيعة عملنا لا تنتهي مع انتهاء الدوام الرسمي"، خصوصاً أنّ المسعف يستقبل حالات عدة خلال جميع الأوقات، ما يعني أنه "ليس لهذا العمل وقت محدّد، فنحن ننتظر سماع الجرس في أية لحظة، وهو إخبار بوجود مصاب أو مريض يحتاج إلى العلاج"، عدا عن استقبال الحالات الطارئة. تضيف: "نجد أنفسنا أمام عمل إنساني يحتم علينا أحياناً تأخير تناول وجبة الإفطار في حال كان هناك حالة تحتاج إلى إسعاف. وفي حالات كهذه، لا يمكن التأخر أبداً حفاظاً على حياة المريض".
من جهته، يشير زميلها في العمل حمدي برهان إلى أنّهم يستعيضون عن الإفطار مع الأسرة بالإفطار الجماعي في مكان العمل، بعد الانتهاء من الاطمئنان على المرضى وإعطائهم الأدوية اللازمة. يضيف أنّه في بعض الأحيان "نعجز عن الإفطار في حال وصلت إلى المستشفى حالات طارئة. ورغم إيمان الغالبية بأهميّة عملهم وما يفرضه عليهم من التزام خلال ذلك الوقت، إلاّ أنّهم يفتقدون متعة الإفطار في البيت مع الأسرة". ويلفت إلى أن كثيرين يعتقدون أنّ موعد الإفطار يجمع الناس في بيوتها، إلا أن ذلك ليس صحيحاً.
أما عناصر الأمن والجيش في مختلف جهات البلاد، خصوصاً في المناطق الجبلية أو الحدودية، فيتناولون إفطارهم في الشارع حيث يعملون. وينسحب الأمر على أولئك العاملين في المدينة. هؤلاء يختارون أحد الأرصفة ويحضّرون الطعام الذي جلبوه من بيوتهم على الطاولة، إذ تحتّم عليهم طبيعة عملهم دعم ومؤازرة بعض القوات الأمنية الأخرى في حال حصول بلاغ، مثل المرور والدفاع المدني وغيرها، بحسب أحد عناصر الأمن. يضيف أن "عملنا يجعلنا عاجزين عن تناول الإفطار إلا خلال خمس دقائق، فنجلس في مواقع معينة حرصاً على الجانب الأمني. وفي بعض الأحيان، نتأخر في تناول الإفطار لأكثر من ساعتين، أو لا نستطيع تناوله نهائياً في حال وقوع حوادث بعيدة".
ربّما يكون هؤلاء قد اعتادوا على طبيعة عملهم، إلا أنهم ما زالوا يتمنّون تناول الإفطار مع عائلاتهم، والاستمتاع بهذه الأوقات الجميلة.