لا يخفي كثير من التونسيين قلقهم من تسبب العودة المدرسية في تفشي فيروس كورونا بين التلاميذ، خصوصا بعد ظهور بؤر وبائية في كل المحافظات، مما تسبب في غلق العديد من المناطق، في حين لم تكشف وزارة التربية بعد عن البروتوكول الصحي الذي سيتم اعتماده في المؤسسات التعليمية رغم اقتراب موعد الدراسة.
ويعود نحو مليوني تلميذ إلى المدارس الحكومية في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، وتشكو تلك المؤسسات التربوية نقصا كبيرا في إمكانيات الوقاية بسبب ضعف البنية التحتية، فضلا عن تفاقم النقص في مدارس الريف، في حين قررت الوزارة أن تبدأ الدراسة في المدارس الخاصة مطلع الشهر المقبل.
ولا تخفي مدرّسة المرحلة الابتدائية، نادية القابسي، قلقها من العودة إلى المدرسة التي تتزامن مع موجة كورونا جديدة تجتاح كل المحافظات، خصوصا أن الإطار التربوي سيكون في المواجهة، غير أنها ترفض تعطل الدروس مجددا. وتقول لـ"العربي الجديد"، إن "المشرفين على المدارس والمدرسين مطالبون بالمساهمة في فرض تدابير الوقاية، في ظل ضعف كبير في إمكانيات وزارة التربية".
وقال وزير التربية محمد الحامدي، إن الوزارة بصدد تطوير بروتوكول صحي بالتعاون مع وزارة الصحة لتأمين العودة المدرسية، وذلك بناء على الخبرة التي اكتسبتها خلال فترة إجراء الامتحانات الأخيرة، وأكد لإذاعة محلية، أن "الوزارة تسعى إلى إنجاح العودة المدرسية وتأمينها، رغم أن هناك صعوبات لوجستية قد تحول دون توفير كامل شروط السلامة، ولا سيما المتعلقة بالتباعد الجسدي بين الطلاب، بسبب عدم القدرة على توفير عدد كاف من قاعات التدريس التي تضمن التباعد".
وخلال الامتحانات الوطنية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، فرضت وزارة الصحة بروتوكولا يقضي بإجبارية لبس الكمامات لكل الطلاب والمدرسين، فضلا عن قياس دوري لحرارتهم، وتخفيض عدد الطلاب في الصفوف.
واليوم الاثنين، أعلنت وزارة الصحة عن تفعيل مسار كوفيد-19، وفضاءات العزل بأقسام الاستعجالي، وتخصيص قاعات لحاملي الفيروس بكلّ الأقسام الاستشفائيّة في كل الوحدات الصحية، وذلك عقب ارتفاع أعداد الإصابات.
ومنذ فتح الحدود في27 يونيو/حزيران الماضي، تفاقم عدد حاملي الفيروس، وتمددت العدوى إلى كل المحافظات، كما زاد عدد حالات الوفيات إلى 71 وفاة مقابل 53 قبل إعادة فتح الحدود، كما تم تسجيل 1615 إصابة، من بينها 484 وافدة، و1131 إصابة محلية، بمعدل 69 في المائة من عدد المصابين.