سجلت تونس، منذ بداية العام الجاري، وفاة 10 أشخاص بإنفلونزا "إتش 1 إن 1" المعروفة شعبياً باسم "إنفلونزا الخنازير". الوضع يثير مخاوف التونسيين الذين ظنوا أنّ هذا الفيروس قد ظهر عالمياً في فترة ما، ثم انتهى إلى غير رجعة.
هذا الشهر بالذات اكتشفت حالتا إصابة بالفيروس في المستشفى الجهوي في محافظة سيدى بوزيد، بحسب المدير الجهوي للصحة، محمد زاهر أحمدي.
ويشير إلى أنّ إحدى الحالتين هي لامرأة حامل نقلت إلى مستشفى في مدينة سوسة للعلاج. كما سجل مستشفى سيدى بوزيد، في بداية شهر مارس/آذار الماضي، وفاة مواطنين بالفيروس نفسه.
الآن، بالرغم من نهاية موجة البرد وارتفاع درجات الحرارة، تواصلت حالات الوفيات بالفيروس. فقد شهد مستشفى المنستير أيضاً وفاة رضيع يبلغ من العمر 8 أشهر. كان الرضيع يشكو من حالة قصور في التنفس، بحسب الطاقم الطبي الذي أشرف على حالته. جرى التأكد من أنّ حالة الوفاة كانت بسبب فيروس "إتش 1 إن 1" بعد التحليل المخبري الذي أجري في مستشفى شارل نيكول في تونس العاصمة. كما يشتبه بوجود حالتي إصابة بنفس الفيروس، غير أنّ التحاليل لم تؤكد ذلك بعد.
من جهتها، اكتفت وزارة الصحة التونسية بإصدار بلاغ أعلنت فيه عن وجود الفيروس في البلاد منذ عام 2009. وأشارت إلى أنّها تأسف لتسجيل وفيات بين المواطنين الذين أصيبوا بالفيروس هذا العام. كما أكدت أهمية الإجراءات الوقائية لمكافحة الأمراض المنقولة، من ذلك خصوصاً الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون، وتنظيف المنزل وتهويته باستمرار، وتجنب انتشار العدوى باستخدام منديل عند السعال أو العطس، والابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات المرض. كما أشارت الوزارة إلى أنّها توفر سنوياً كمية مناسبة من اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية في مراكز الصحة الأساسية.
مع ذلك، فإنّ الوزارة تكتفي بتقديم النصائح، بحسب أحد الأطباء في حديثه لـ"العربي الجديد". يقول إنّ "غالبية المستشفيات الجهوية، خصوصاً في المناطق الداخلية، إمكانياتها ضعيفة ولا تمكّن الطاقم الطبي من اكتشاف الفيروس مبكراً، بالرغم من انتشاره منذ 7 سنوات وتسجيل عدّة حالات سنوياً. الأمر الذي يضطر بعض تلك المستشفيات إلى نقل الحالات المشكوك فيها إلى مستشفيات أخرى، خاصة في العاصمة. على غرار حالة الرضيع الذي توفي في مستشفى المنستير، ولم يجرِ التأكد من سبب وفاته إلاّ بعد إجراء الفحوصات في مستشفى شارل نيكول في العاصمة".
اقــرأ أيضاً
يشير الطبيب نفسه إلى أنّ بعض حالات الوفيات جاءت بسبب عدم الوعي بخطورة الإنفلونزا، خصوصاً لمن يعانون من أمراض مزمنة، فالتونسيون كثيراً ما يتناولون أدوية الإنفلونزا ونزلات البرد من دون الرجوع إلى الأطباء وإجراء التحاليل اللازمة، حسب رأيه. هذا الأمر تؤكده دراسة المعهد الوطني للإحصاء التي أشارت إلى أنّ 61 في المائة من التونسيين يقتنون الأدوية من الصيدليات من دون الرجوع إلى طبيب، لا سيما أدوية الإنفلونزا.
يقول الطبيب إنّ المواطنين لا يعون خطورة الأمر إلاّ بعد وقوعه، فهم لا يأخذون نزلات البرد على محمل الجد، ويعتبرون أنّها أمراض موسمية عرضية لا تستحق الذهاب إلى الطبيب. ولا يتوجه المصابون إلى المستشفى إلاّ بعد أن تسوء الحالة ويصعب التعامل معها، أو تكون في مرحلة متأخرة لا ينفع معها العلاج. وهو ما يحتم على وزارة الصحة تكثيف الحملات التوعوية، خصوصاً في المناطق الداخلية، مع بداية كلّ شتاء، حتى عندما لا تسجَّل إصابات بهذا الفيروس. كما يطالب الطبيب بعدم الاكتفاء فقط بتوفير اللقاح، بل توفير الإمكانيات اللازمة في كلّ المستشفيات في مختلف المحافظات لتسهيل الاكتشاف المبكر للفيروس، ما يسمح بالتدخل مباشرة في العلاج.
نقص المناعة والأمراض المزمنة
تشير مديرة "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة" في وزارة الصحة التونسية، نيصاف بن علية، لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الوفيات العشر التي سجّلت بفيروس "إتش 1 إن 1" في تونس هذا العام، توزعت على محافظات قفصة وبن عروس وأريانة ومدنين. وتضيف أنّ معظم الوفيات "كانت نتيجة نقص المناعة، والمعاناة من أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب والربو".
اقــرأ أيضاً
هذا الشهر بالذات اكتشفت حالتا إصابة بالفيروس في المستشفى الجهوي في محافظة سيدى بوزيد، بحسب المدير الجهوي للصحة، محمد زاهر أحمدي.
ويشير إلى أنّ إحدى الحالتين هي لامرأة حامل نقلت إلى مستشفى في مدينة سوسة للعلاج. كما سجل مستشفى سيدى بوزيد، في بداية شهر مارس/آذار الماضي، وفاة مواطنين بالفيروس نفسه.
الآن، بالرغم من نهاية موجة البرد وارتفاع درجات الحرارة، تواصلت حالات الوفيات بالفيروس. فقد شهد مستشفى المنستير أيضاً وفاة رضيع يبلغ من العمر 8 أشهر. كان الرضيع يشكو من حالة قصور في التنفس، بحسب الطاقم الطبي الذي أشرف على حالته. جرى التأكد من أنّ حالة الوفاة كانت بسبب فيروس "إتش 1 إن 1" بعد التحليل المخبري الذي أجري في مستشفى شارل نيكول في تونس العاصمة. كما يشتبه بوجود حالتي إصابة بنفس الفيروس، غير أنّ التحاليل لم تؤكد ذلك بعد.
من جهتها، اكتفت وزارة الصحة التونسية بإصدار بلاغ أعلنت فيه عن وجود الفيروس في البلاد منذ عام 2009. وأشارت إلى أنّها تأسف لتسجيل وفيات بين المواطنين الذين أصيبوا بالفيروس هذا العام. كما أكدت أهمية الإجراءات الوقائية لمكافحة الأمراض المنقولة، من ذلك خصوصاً الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون، وتنظيف المنزل وتهويته باستمرار، وتجنب انتشار العدوى باستخدام منديل عند السعال أو العطس، والابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات المرض. كما أشارت الوزارة إلى أنّها توفر سنوياً كمية مناسبة من اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية في مراكز الصحة الأساسية.
مع ذلك، فإنّ الوزارة تكتفي بتقديم النصائح، بحسب أحد الأطباء في حديثه لـ"العربي الجديد". يقول إنّ "غالبية المستشفيات الجهوية، خصوصاً في المناطق الداخلية، إمكانياتها ضعيفة ولا تمكّن الطاقم الطبي من اكتشاف الفيروس مبكراً، بالرغم من انتشاره منذ 7 سنوات وتسجيل عدّة حالات سنوياً. الأمر الذي يضطر بعض تلك المستشفيات إلى نقل الحالات المشكوك فيها إلى مستشفيات أخرى، خاصة في العاصمة. على غرار حالة الرضيع الذي توفي في مستشفى المنستير، ولم يجرِ التأكد من سبب وفاته إلاّ بعد إجراء الفحوصات في مستشفى شارل نيكول في العاصمة".
يقول الطبيب إنّ المواطنين لا يعون خطورة الأمر إلاّ بعد وقوعه، فهم لا يأخذون نزلات البرد على محمل الجد، ويعتبرون أنّها أمراض موسمية عرضية لا تستحق الذهاب إلى الطبيب. ولا يتوجه المصابون إلى المستشفى إلاّ بعد أن تسوء الحالة ويصعب التعامل معها، أو تكون في مرحلة متأخرة لا ينفع معها العلاج. وهو ما يحتم على وزارة الصحة تكثيف الحملات التوعوية، خصوصاً في المناطق الداخلية، مع بداية كلّ شتاء، حتى عندما لا تسجَّل إصابات بهذا الفيروس. كما يطالب الطبيب بعدم الاكتفاء فقط بتوفير اللقاح، بل توفير الإمكانيات اللازمة في كلّ المستشفيات في مختلف المحافظات لتسهيل الاكتشاف المبكر للفيروس، ما يسمح بالتدخل مباشرة في العلاج.
نقص المناعة والأمراض المزمنة
تشير مديرة "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة" في وزارة الصحة التونسية، نيصاف بن علية، لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الوفيات العشر التي سجّلت بفيروس "إتش 1 إن 1" في تونس هذا العام، توزعت على محافظات قفصة وبن عروس وأريانة ومدنين. وتضيف أنّ معظم الوفيات "كانت نتيجة نقص المناعة، والمعاناة من أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب والربو".