قررت المديرية العامة للتلفزيون الجزائري توقيف رئيس التحرير في قناة "كنال ألجيري"، وهو المسؤول المباشر عن برنامج "صباح الخير من الجزائر"، مع الصحافية ليليا بن خالد، مقدمة البرنامج بشكل تحفظي، إلى حين مثولهما أمام المجلس التأديبي، بعد استضافة القناة الكاتبة "فريال فيرون"، مؤلفة كتاب "سي عزيز آخر ملوك الزيبان"، والذي يمجّد سيرة جدّها المتعاون مع قادة الجيش الاستعماري خلال السنوات الأولى لاحتلال الجزائر.
وأبدى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي سخطهم من تمجيد قاطع آذان الثوار الذين كانوا يقعون في كمائنه، وطالبوا بمعاقبة المسؤولين، وقد أثارت مؤلفة الكتاب الكثير من الجدل بعد تمجيدها سيرة جدّها المعروف في منطقة الجنوب الشرقي باسم "الباشاغا بوعزيز بن قانة"، والذي يعد أحد كبار المتعاونين مع الاحتلال الفرنسي في سنوات المقاومة الشعبية، على اعتبار أن تاريخه ملطخ بجرائم ضد المقاومة الجزائرية، إذ عينته فرنسا في 1839 كرئيس للقبائل في منطقة بسكرة وباتنة وعُيّن بن قانة قائداً للجيش من قبل الجنرال شارلي فالي، الحاكم العام للجزائر بين 1837 و1840.
كذلك لعب دوراً كبيراً في إنهاء ثورة "الزعاطشة" في نوفمبر/تشرين الثاني 1849، وبسط هيمنة المحتل القديم على قسنطينة وعموم الشرق الجزائري، وتم تقليده في تلك الحقبة لخدمته الموالية 15 ميدالية عسكرية بما في ذلك "جوقة الشرف" برتبة القائد و"وسام الاستعمارية".
وعرضت فريال فيرون خلال استضافتها في البرنامج بعض الحقائق المزيفة عن التاريخ الجزائري، إذ استغلت حفيدة الباشاغا بن قانة كتابها لتتهجم على تاريخ المقاومين الجزائريين، كالأمير عبد القادر، مدعية أن مسيرته في مكافحة الاستعمار الفرنسي لم تتجاوز ثلاث سنوات.
والمعروف عن الباشاغا بن قانة، أنه ارتكب عدة جرائم في حق المقاومة الجزائرية، أبرزها قطع 900 أذن من جثث الثوار الذين سقطوا في معركة دارت بينهم وبين قواته، وتسليمها لأحد جنرالات فرنسا.