توقيف إعلاميَين بسبب تقرير عن كورونا في الأردن

10 ابريل 2020
حظر تجول في الأردن (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
أوقفت السلطات الأردنية الليلة الماضية مدير عام قناة "رؤيا" فارس الصايغ، ومدير الأخبار ومقدم برنامج "نبض البلد" محمد الخالدي، لمدة 14 يوماً على خلفية تقرير استطلاعي بثته لمواطنين يعملون بالأجر اليومي لوح فيه أشخاص بالتجارة في المخدرات في حال لم يسمح لهم بالعمل.

التقرير استعرض مقابلات تلفزيونية لمواطنين يشكون من الوضع الاقتصادي بسبب حظر التجول في الأردن وعدم قدرتهم على تأمين لقمة العيش لأسرهم، ملوحين باللجوء إلى تجارة المخدرات والسرقة في حال لم يسمح لهم بالعمل، مما اعتبرته السلطات إساءة لمحاولات الدولة وجهودها في السيطرة على وباء كورونا.

وطالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" بالإفراج الفوري عن المدير العام ومدير الأخبار لقناة "رؤيا" الأردنية. وشددت مسؤولة مكتب الشرق الأوسط، صابرين النوي، على أنه "في هذه الفترة التي نشهد فيها مثل هذه الجائحة، يجب أن يتمكن الصحافيون من نقل صورة الواقع على الميدان من دون تحميلهم المسؤولية عن الشهادات التي تجمع أو عن أي تدخل خارجي كيفما كان".

حظر التجول المفروض منذ 21 مارس /آذار الماضي فاقم معاناة الأسر الفقيرة في الأردن، مع تصاعد التداعيات التي فرضتها أزمة كورونا وإعلان السلطات عن إجراءات غير مسبوقة، من تعطيل للعمل في القطاعين العام والخاص ومنع التجول. وتسببت الأزمة في فقدان عدد من الأسر المعوزة ومتدنية الدخل مصدر إيرادها الوحيد، القائم على العمل اليومي في بعض الأنشطة الاقتصادية والخدمية، إضافة إلى إغلاق المنشآت الصغيرة.

قرار توقيف مدير القناة ومقدم البرنامج أثار تفاعلاً بين المغردين الأردنيين، فكتب الإعلامي الأردني محمد الزيود: "من يعمل ويجتهد قد يخطئ أحياناً في العمل الإعلامي، ولكن الحل والعلاج لا يمكن أن يكون بالتوقيف والمساس بالحريات، مع أهمية احترام ظرف الدولة في الأزمات والوقوف إلى جانبها".

وغرد المدير التنفيذي لـ "مركز حماية وحرية الصحافيين" نضال منصور: "سمعت بتوقيف مالك محطة رؤيا الزميل فارس الصايغ ومدير الأخبار الزميل محمد الخالدي.استعلمت من الحكومة عن صحة هذه الأنباء والسبب فكان الجواب لا نعرف. ندرك أن الظروف صعبة ولكن علينا التمسك بحماية الحقوق والحريات ونذكر الحكومة بتعهداتها بعدم المساس بها التزاماً بأوامر الملك".

وشارك حمزة العقاربة التقرير في تغريدة قائلاً إنه السبب وراء عملية التوقيف.

وقالت هدى صوالحة: "#محمد_الخالدي لم يُخطئ هو نشر (الحقيقة) التي يحاولون إخفاءها أو بالأحرى إخفاء أي شائبة تشوّه صورة الحكومة بحلّتها الجديدة، الكيوت ذات الصيت الحسن التي لا تعرف الخطأ. شكرًا محمد لأنك شعرت بهؤلاء المواطنين وأوصلت صوتهم المخروس، شكرًا لشفافيتك المعدومة في إعلامنا الأردني!".

وأشار عبد الله سمارة الزعبي: "كفل الدستور حرية الرأي والتعبير بما لا يخالف أحكام القانون، وأجاز فرض قيود على وسائل الإعلام في حالات الطوارئ. ..وعليه، ينبغي الإفراج عن الزميلين #محمد_الخالدي و #فارس_الصايغ؛ لعدم وجود أمر دفاع يفرض قيودًا على هذه الوسائل، ولتقييد الملك القانون بما لا يمس الحريات".

وقالت مديرة "مركز العدل للمساعدة القانونية" هديل عبد العزيز: "قانون الدفاع لا يتيح للحكومة تكميم الأفواه ولا تقييد حرية الإعلام، حتى اليوم تطبيق قانون الدفاع لم يمس بالحريات أتمنى ألا يتغير ذلك".

وتساءلت الصحافية لينا شنك: "هل من عاقل يشرح لنا المطلوب من الإعلاميين في هذه الفترة؟ اسمه إعلام ومهمته الرقابة والبحث عن الحقيقة وإيصال صوت من لا صوت لهم، هل تغير شيء في أبجديات العمل في هذا المجال؟".

بدوره كتب أمجد العمد: "أقر بأن التقرير الذي سجن على خلفيته طاقم برنامج نبض البلد على قناة رؤيا تنقصه المهنية وبعض الأخلاقية إلا أنني أعترض على طريقة معالجة الحكومة للأمر. كان الأجدر أن يرسل معالي أمجد العضايلة للمشاركة في البرنامج ليحاجج الإعلامي #محمد_الخالدي في لا مهنية التقرير".

المساهمون