توقعات بنمو سريع للاقتصادات الكبرى

أظهرت مؤشرات  الإثنين بوادر تفاؤل بنمو أعلى من المتوقع في أكبر الاقتصادات العالمية وهي الصيني والألماني والأميركي، فقد ارتفعت ثقة قادة الأعمال في اقتصاد ألمانيا بأكثر من توقعات المحللين خلال الشهر الجاري، تزامناً مع إعادة تشغيل الاقتصاد.

وفي الولايات المتحدة، قدر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو الأحد أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة سيبلغ نحو 20% في الربعين الثالث والرابع، على الرغم من تباطؤ التعافي جراء تفشي وباء كوفيد-19.
وفي الصين ارتفعت أرباح كبرى الشركات الصناعية الصينية بأكبر وتيرة في أكثر من عام، مع انتعاش الإنتاج، وتراجع أسعار المواد الخام، في ظل تعافي الاقتصاد الصيني. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطني الصادرة الإثنين، ارتفاع أرباح الشركات الصناعية في الصين 11.5% خلال يونيو على أساس سنوي، أي بنسبة أعلى حوالي الضعف مقارنة بمعدل الزيادة في مايو، مسجلة أكبر وتيرة شهرية لنمو الأرباح منذ مارس 2019. 
وتتخوف الشركات الصينية من تداعيات التوتر بين واشنطن وبكين على أسواقها العالمية. وهنالك قلق من تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الجمعة الماضي في سنغافورة، دعا فيها الدول الآسيوية أن تختار بين واشنطن وبكين في النزاع التجاري الجاري بينهما والذي يتحول تدريجياً إلى حرب باردة. 

وتضغط واشنطن على الشركات الأميركية المستثمرة في الصين وتدعوها للمغادرة إلى دول أخرى. وتعتمد الصين في جزء من صادراتها على الشركات الأميركية التي تستفيد من رخص التصنيع في السوق الصينية وتبيع منتجاتها في السوق الأميركية. 
في تطور آخر، رفعت مجموعة "يو.بي.أس غروب أيه.جي" السويسرية توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني من 1.5% بسبب الانتعاش في الاستهلاك المحلي والاستثمار إلى 2.5% خلال العام الجاري.

ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين الصينيين بالمجموعة وانغ تاو وآخرين قولهم، إن الاقتصاد الصيني سيتوسع بنسبة 5.5% في الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، و6% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020.
وحسب المجموعة المصرفية، فإن القوة المفاجئة للصادرات الصينية في الربع الثاني دفعت الاقتصاديين إلى زيادة توقعاتهم للتجارة في بقية العام، كما قاموا بتعديل توقعات التضخم إلى 2.5% لعام 2020 من 2.4 % في وقت سابق.

وقال تقرير المجموعة إنه من المتوقع أن يظهر قطاع العقارات مزيداً من المرونة بفضل الانتعاش الاقتصادي وتأثيرات تسهيل الائتمان، مشيراً إلى أن شركة "أكسفورد إكونوميكس" رفعت أيضاً توقعات إجمالي الناتج المحلي للعام بأكمله إلى 2.5% من 2 % وسط انتعاش قوي في الربع الثاني.

وفي ألمانيا، أظهر مسح الإثنين، أن ثقة الشركات الألمانية تحسنت بشكل أكبر في يوليو/ تموز بعد أن سجلت زيادة قياسية في يونيو/حزيران، مما يشير إلى أن الشركات تتوقع أن يتعافى أكبر اقتصاد في أوروبا من صدمة فيروس كورونا إذا تم تجنب موجة ثانية من الإصابات.

وقال رئيس معهد إيفو كليمنس فيوست في بيان إن "الاقتصاد الألماني يتعافى خطوة بخطوة"، مضيفاً أن الشركات بدت أكثر رضا بشكل ملحوظ عن الوضع الحالي للأعمال.