توفيق صالح يحكي عن أيامه الطويلة في السينما (5-5)
يكفي إني أقول لك واقعة تبين الفرق بين التجربتين، بالمناسبة صلاح عرضوا عليه بعد (القادسية) إنه يعمل فيلم عن (اليرموك)، ثم قالوا ما دام بيجيب خبراء أجانب للمعارك ماتجيبوا واحد عراقي، وفكوا العقد معاه، لكن الموقف اللي عايز أحكي لك عليه، وبالمناسبة اللي كتب قصة القادسية هو الكاتب محفوظ عبد الرحمن، ويقدر يأكد كلامي أو ينفيه، كان هناك في الفيلم شخصيتين نسائيتين، منهم شخصية لواحدة إيرانية أو فارسية بمعنى أصح، لكنها أسلمت وساعدت العرب على دخول قصر كسرى، فسعاد حسني تمسكت بهذا الدور لأن فيه دراما، الشخصية النسائية الأخرى اللي فيها دور صاحبة القائد وما فيهوش دراما أعطوه لممثلة عراقية.
أثناء التصوير راح نائب رئيس الجمهورية يتفرج فجمعهم، وكان قرأ السيناريو قبل ذهابه للتصوير، وقال لهم إزاي تجيبوا واحدة بطلة فارسية للفيلم، دول ما بيسلموش وإسلامهم خدعة وتقية، ولازم البطلة ما تبقاش الشخصية الفارسية، اعطوا دور البطولة للشخصية الأخرى اللي مش فارسية، بعثوا جابوا السيناريست محفوظ عبد الرحمن وصلاح قال الكلام ده قدام الكل، وأضافوا يوم تصوير إضافي لسعاد حسني عشان تطلع خائنة وتقتل مش عارف مين في الفيلم، المهم عشان تبين إنها كفارسية لازم تكون خائنة، فطلبت سعاد حسني عقد جديد باعتبار إن ده دور جديد لا علاقة بما اتفقت عليه وقد كان، وصلاح أبو سيف مدّ زمن تصوير الفيلم بعد لقاء واحد مع نائب رئيس الجمهورية، طبعا لو كنا على شيء من الذكاء وقتها كنا سنفهم إنهم يحضرون لحرب مع إيران، لكن فهمت أنا ذلك بعدها بشهر، وبالمناسبة كنت أنا وصلاح بنصور في وقت متقارب، وكنا ساعات بنأخذ الأجهزة والمعدات من بعض.
ـ متى أخذت قرار العودة إلى مصر؟
في عام 84.
ـ ما هي الظروف النفسية التي أخذت فيها هذا القرار؟
كنت رجعت لمصر في صيف 83 في أجازة بعد غياب طويل. وفي قاعة المركز القومي للسينما وفي جلسة مع مجموعة من النقاد سألوني عن تجربتي في العراق، فقلت لهم وحكيت لهم عن حواري مع صدام، وحول طلبه مني حذف مشهد، لكني لم أحذفه، اللي هو المشهد بتاع الرصاصة اللي البطل تألم لما حاولوا يطلعوها منه، وكان الكلام مش للنشر، لإن دي جلسة شخصية بين أصدقاء المفروض يعني، وأفاجأ أن هؤلاء النقاد لديهم نشرة سينمائية، قاموا بنشر جزء من هذا الكلام فيها، وأضافوا إلي كلامي كلاما غير حقيقي لم أقله فيه شتائم لصدام. ورجعت من الأجازة فوجدت في العراق حوالي 200 نسخة من النشرة، كل واحد يطلعها من جيبه ويوريها لي، وكنت قبل ما أسافر إلي العراق التقيت بالمسئول عن النشرة وقلتله إزاي توافق تكتب كده، قال لي: ما أنا كنت فاكر إنك سبتهم خلاص فقلت أشتمهم، قلت له وليه أنا اللي أشتم، ما تكتب رأيك بدل ما تحطه على لساني. وطبعا كان لهذا الموقف تأثير سلبي. ونصحني واحد أثق في رأيه، وقال لي يعني انت عارف نصف اللى اتقتلوا في العراق قالوا إنهم ماتوا بالغلط، وفعلا قمت بتسفير عائلتي، وكان في تحقيقات وجو غريب ومقبض، وعشان كده عدت إلي مصر.
ـ بعد عودتك إلى مصر قوبلت بنكران سينمائي؟
كل ما أروح لحد حتى اللى وافق يشتغل معايا. بعدها بأسبوع أو أتنين يقول لي لا. بلاش أنا مش هاشتغل وحاجات كده لأن بعض الزملاء يروحوا ينصحوهم ويقولوا لهم: ده راجل أفكاره غريبة.
ـ طب وكنت عايش إزاي؟ على مدخرات العراق؟
ما عنديش مدخرات من الشغل في العراق، أنا كنت باشتغل في التدريس، وزي ما قلت لك مش صحيح إني خدت من فيلم (الأيام الطويلة) الأجر اللي الكل قال إني خدته. يعني ده كلام مايصحش للنشر. لكن كل ما عندنا من فلوس هو دهب مراتي وأسرتي.
(لم أنشر هذه العبارة وقتها، لكني أعتقد أن من حق الأستاذ توفيق عليّ أن أنشرها الآن توثيقاً لتجربته).
ـ هل كان في أفكار سينمائية تحمست لها؟
كتير، بس مين ينتجها.
ـ لكن نفسياً لا زلت مستعد للعمل؟
طبعًا. أنا أول ما جيت. كنت أروح للمنتج وأخبط عليه وأتناقش معاه. لكن من كثر الصد اللى شفته، احتراماً لنفسي أرفض أروح أي حد وأنا عندي تليفون واللي عايزني يطلبني. وطبعا ماحدش اتصل بيّ. (يضحك بمرارة).
ـ بعد هذه المسيرة الطويلة من المشاكل والصراعات. بماذا تحس؟
(بعد لحظات من الصمت) حاسس إني تعبت. يعني أنا كنت عشان أعمل فيلم أتعب جداً، ومدة الراحة كانت هي مدة تنفيذ الفيلم، ومافيش فيلم منهم وصل للمستوى اللى أنا عايزه بشكل كامل. وأعتقد لو كنت استمريت في السينما كنت عملت علامة.
ـ لكنك عملت علامة بالفعل؟
لا، أنا في نظري كلها محاولات لعمل حاجة.
ـ يعني عندما يتعمل استفتاء عن أحسن 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية فيتم اختيار 4 أفلام لك وأنت لم تخرج سوى 5 أفلام في مصر وفيلمين خارجها. ألا يعني ذلك أنك صنعت علامة؟
يعني.
ـ بماذا تحس عندما ترى الأجيال الجديدة تحدثك عن أفلامك؟
بابقى سعيد جدا. لكن عموما أنا أعتقد أنني مشروع لم يتم، وعندما أوازن بين طموحاتي وما حققته أعتبر إنني بني أدم فشل في حياتي، برغم ما يقال حولي وحول أفلامي.
ـ ولو رجع بك الزمن هل تكون أقل صداماً وحدة في التعبير عن مواقفك؟
بالعكس، أنا اكتشفت أنني في شبابي برغم أنني كنت عنيف أحيانا وأحاول تنفيذ ما أريد لكنني كنت ساذج وأكثر طيبة برغم ادعائي الوعي، وكنت في لحظات عبيط وأثق في الناس ولم أكن أعتقد أن هناك ناس بتوع فكر وإبداع يمكن أن يكونوا على مستوى من الحقد والوحاشة. النهارده ما يحدث شيئ طبيعي ولو كنت بوعيي بتاع النهارده ما كنتش زعلت وكنت أفوِّت حاجات كتيرة، بس المهم أشتغل وما أضيعش وقتي في صدام مع الناس ومقاومة أفكار معينة. كان عملي يعبر عن اللى أنا عايزه وخلاص بس اللى حصل إن وقت كتير من وقتي ضاع في خناقات. عشان أكون صادق ساعات طلب مني أفلام زمان ما اعرفش أعملها، والله ما اعرف أعملها.
ـ زي إيه؟
في واحد جه جاب لي كمية فلوس قد كده ما اعرفش هم كام، طلب مني أعمل أفلام بورنو للخليج. كان ده في أواخر الخمسينات قبل فيلم (صراع الأبطال) بشوية. كنا في القهوة اللى على ناصية شارع سليمان الحلبي والتوفيقية. كمية فلوس كبيرة بس أنا ما اعرفش أعمل كده.
ـ لكن ده معناه إن غيرك عمل؟
ما اعرفش. اللى عايز أقوله إن مرتين ثلاثة اتطلب مني حاجات، ما أقدرش أعملها، وكنت محتاج أدفع إيجار الشقة ورفضت، ساعات يتعرض علي أعمل فيلم بورنو، وساعات تانية بيجي يقول لك عايزين نعمل أفلام فيها تركيبات تجارية، نجيب مش عارف مين على مين وحاجات هلس ما اعرفش أعملها. مش رفض تعففاً مني، لكن ما أعرفش أعملها.
ـ تركيبات تجارية زي إيه، أفلام غنائية مثلاً؟
بالعكس أنا طول عمري أتمنى أعمل فيلم غنائي. بس ما اتعرضش علي مشاريع تجارية من النوع ده. بالعكس أنا اقترحت أفلام كوميدية وغنائية يقول لك لا. انت المعروف عنك تعمل حاجات تانية. تخيل حتى أخيرا من أسبوعين ثلاثة، باتكلم مع صديق ليا، وباحكي له عن مشروع الفيلم الغنائي اللي باعمله، فقال لي: انت ماتعرفش تعمل الحاجات دي، هو فاهم أني هاكرر اللى عملته زمان.
ـ بمناسبة الكلام عن الأفلام التجارية والجماهيرية، بتشوف إزاي علاقتك بالجمهور؟
من الناحية التجارية نجح لي فقط فيلم (صراع الأبطال)، وللأسف فشل فيلم (درب المهابيل) مع إنه كان متهيأ لي إن الناس هتحبه لأنه فيلم بسيط وحلو. ولما فشل كنت تايه ومستغرب، واللى عوضني عن هذا أن نصف الانتلجنسيا المصرية تعرفت علي بعد درب المهابيل، مثقفين كبار سعوا للتعرف علي بعد درب المهابيل، يعني أحمد بهاء الدين وغيره كتير، لإنهم شافوا شيئ مختلف في هذا الفيلم، بينما الناس في وسط السينما، كانت تقعد تتريق علي في هذا الفيلم وأسكت، أقول لهم إيه يعني، ما أنا اللى عامله.
ـ تقييمك لعلاقة زملائك من أبناء جيلك بالسلطة، يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ مثلاً؟
كمال الشيخ لا أظن مرتبط بالسلطة قوي، هو رجل يحترم نفسه ومش بايع نفسه لكل واحد، وله تحفظات ويحترم نفسه. إنما في ناس غيره بتعتبر إنه وجاهة أنه يعرف الحكام، وفي ناس تعتبرها مصلحة، أنا بالنسبة لي لا هي وجاهة ولا هي مصلحة.
ـ لكن الجميع عنده تصور أن صلاح أبو سيف ويوسف شاهين هما مخرجان معارضان للسلطة؟ والرقابة تهدد أفلامهما؟
صلاح أبو سيف لم تهدده الرقابة. له فيلم واحد صلاح يدعي أن الرقابة قامت ضده هو فيلم (القضية 68)، وده كلام مبالغ فيه، لأن الجمهور رفض الفيلم فقال إن الاتحاد الاشتراكي مسلطهم على الفيلم، والله أعلم طبعاً. لكن صلاح غير هذا الموقف كان فوق القانون (يضحك) جدعنة صلاح إنه عمل لنفسه تمثال كبير، كان بيتعاقد مع ناس عشان تكتب عنه، في ناس كده، إنما أصبحت صورته أهم واحد في مصر، ok، خليه يفرح، لكن كونه يقول أنا ربكم الأعلى وكل ما. يقال عني من نقد هو كفر، يبقى لأ.
ـ لكنه كان فناناً متميزاً؟
هو worker Hard "شغيل"، ما هواش مبدع كبير، عنده دائما فريق جيد جدا يعمل معه وهو رجل ذكي وشغيل. لكنه ليس المبدع الكبير. بما إن المبدعين أصلا قليلين. انت عارف بقى الأعور وسط العميان مفتح.
ـ طيب ويوسف شاهين؟
لا، قطعاً يوسف شاهين مخرج جيد جدا، وعنده عين مخرج ومبدع سينمائي مهم ولكن عيبه الحقيقي إن فكره مشوش لأنه طول الوقت عاوز يكون مقبول في الغرب.
ـ ده حلم قديم عنده من يوم ما عرفته؟
طول عمره. هو زمان كان عينه على أمريكا، إنما الأن اكتفى بإن تكون عينه على فرنسا. دي أهم حاجة في حياته وعاملة قلق في فكره ونفسيته، في نفس الوقت مع موضة السياسة عايز ينظّر في السياسة، حيدوّر على رمز سياسي له. صدقني أنا مش باشنّع على يوسف. أنا باحب شغله. لكن هو عمال يقلِّد أمريكا في الإبهار ويحاول يكون اشتراكي مصري ومقبول من الفرنكوفونية، بمنطق الفرنكوفونية مش بمنطق مصري فالحكاية لخبطة، لكن برغم هذه اللخبطة عنده لحظات مبهرة كمخرج.
ـ في ناس بتتهمك أنك تهاجم صلاح وشاهين لأنك أقل منهما شهرة ونجاحاً؟
طظ. أنا عمري مادورت على الشهرة وروح أسأل بتوع الصحافة والإذاعة والتلفزيون هيقولوا لك إني رافض أتكلم. يعني أنا قبلت أتكلم معاك لسبب مختلف، هو إني أعرفك من (الدستور)، أنا عمري ما كانت الحكاية الإعلامية لها قيمة عندي.
(يقصد صحيفة الدستور التي كنت سكرتيرا لتحريرها، وكنت أكتب فيها كتابات لفتت نظره، وأعتقد أنه وافق على عمل الحوار معي لأول مرة، كنوع من التضامن، لأن صحيفة الدستور كانت قد أغلقت قبلها بأكثر من أربعة أشهر بقرار رئاسي).
ـ حلمك إيه دلوقتي يا أستاذ توفيق؟
إني أموت بالستر (بعد تنهيدة) لم تعد لدي أحلام أجري وراءها لأني تعبت ونفسي أموت وأنا مستور.
ـ شايف مستقبل البلد إزاي؟
أنا مرعوب منه، ولما ولادي عمالين يقولوا لي نسيب مصر، بالعند أقعّدهم وأقول لهم مستقبلكم هنا برغم إني مرعوب من مستقبل هذا البلد. دولة كذابة بتنشر الكذب. هل تصدق أن اقتصادنا بقى من أحسن اقتصاديات العالم. في كلام الواحد مش عايز يقوله. إنما الأكاذيب والمبالغات عيب. دا إحنا خسرنا 67 بسبب الأكاذيب والمبالغات. إنت لما كنت تسمعنا قبل 67 كنت تفتكر مصر دولة عظمى. إيدن رئيس وزراء بريطانيا ده كان يتقال عليه الخِرِع ومش عارف إيه. وإحنا في 6 ساعات اتهزمنا. على رأي صديق لي في أيام 67 قبل إعلان الحقائق قلت له إحنا رحنا. قال لي إزاي قالوا لنا ذخيرة فاسدة وصدقنا دلوقتي هيقولوا لنا إيه؟ وللأسف طلعوا وقالوا لنا نكسة. يعني في حاجات الشعب المصري ماخدش حقوقه عشان يقول حتى كلمة لا. ومش باين هياخدها. وخنوع هذا الشعب مرجعه في ال- 200 أو 300 سنة اللى فاتت من القهر والاحتياج للقمة العيش. الشعب مذلول من احتياجات لقرش في إيده وضيّع كرامته وتحمل المهانة، في فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم.
(لم يتم نشر هذا الجزء كما يمكن أن تتوقع بالطبع، برغم أن نظام مبارك في ذلك الوقت الذي تم فيه إغلاق صحيفة الدستور وخنق تجربة روز اليوسف، كان يدعي أن مصر تعيش أزهى عصور الحرية التي لم يقصف فيها قلم ولم تصادر صحيفة).
ـ سؤال يشغلني، كيف تنظر إلى نجيب محفوظ صديق عمرك وتجربته في العلاقة بالسلطة، التي استطاع فيها التعايش مع السلطة وفي الوقت نفسه قال ما يريده؟
نجيب محفوظ طول ما معاه قلم في إيده وقاعد في أودة لوحده يكتب من أشجع ما يمكن وأقدر ما يمكن في إبداء الرأي وكذلك في جلساته الخاصة جدا. لكن أمام السلطة هو موظف صغير جدا، حتى لو كان رئيس مؤسسة ومش عارف إيه. هو موظف صغير بكل تقليد وتخوفات الموظف الصغير.
ـ ليه؟
اتربى كده.
ـ ولاّ عشان البلد دي ما ينفعلهاش غير كده؟
لا، هو اتربى كده. هو يعرف أن الرئيس ليه سلطاته ولذلك جت في مرحلة معينة بقى يكتب قصص رمزية.
ـ ليه انت ما عرفتش تعمل ده؟
أولا لأن الأداة مختلفة، وطبيعة الرقابة مختلفة في التعامل مع السينما عن تعاملها مع الأدب، وغير كده أنا اختلف مع نجيب في إن عمري ماكنت موظف، وعمري ما وطيت رأسي لرئيس وعمر ماكان لي مدير، ولا أزال في لحظات أشعر أنني حر ولكن قاصر عن القدرة على الفعل، وعشان كده معزول وقاعد في ركن وباتفرج ومستخبي لحد ما أخلص. وباطلب فقط حسن الختام علي رأي العواجيز.
...
وانتهى الحوار بتنهيدة مشتركة أعقبها صمت لم يرغب الأستاذ توفيق في إطالته، فبدأ يسألني عن رأيي في مشروع الفيلم الذي يكتبه الآن، والذي ظل يحاول لسنوات طويلة تنفيذه هو وغيره من المشاريع، لكنه لم يوفق في عملها على الإطلاق طيلة السنوات الخمس عشرة التي أعقبت حواري الأول معه، وحين توفاه الله في 18 أغسطس 2013 كتبت أرثيه في صحيفة (الشروق) قائلاً:
"اخترت يوم الهول يوم وداع.. ونعاك في عصف الرياح الناعي"، كما قالها أمير الشعراء في وداع الكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي، نقولها في وداع المخرج الكبير توفيق صالح الذي جاء رحيله في هذه الأيام الحزينة ليكون نهاية متسقة مع مشوار حياة رجل عاش غريبا عن وسط حاربه الكثيرون فيه بضراوة لأنه قرر أن يكون مختلفا ومتفردا، رجل كبير دفع ثمن مواقفه الفنية والسياسية غاليا: تضييقا في الرزق ومحاربة من الرقابة وتطفيشا من المؤسسات الرسمية وغربة خارج الوطن ثم غربة داخله بعد عودته إليه".
رحمه الله وأحسن إليه.