توسع الاحتجاجات في بغداد رغم غزارة الأمطار.. وانفجار قرب "المنطقة الخضراء"

17 نوفمبر 2019
متظاهرون تجمعوا تحت جسر الأحرار (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
بعد الاستجابة الواسعة لدعوات الإضراب العام في العاصمة العراقية بغداد، والتي نتجت عنها مشاركة الآلاف في اعتصامات واحتجاجات استمرت طوال يوم الأحد، على الرغم من هطول أمطار غزيرة في عدد من المحافظات الجنوبية، اتسعت رقعة الاحتجاجات في بغداد بعد توجه مئات المتظاهرين باتجاه جسر الأحرار، الذي يربط شارع الرشيد الذي يوجد فيه المتظاهرون بكثافة بمنطقة العلاوي، التي يوجد فيها مقر الحكومة العراقية ووزارتا العدل والخارجية، كما توجه متظاهرون آخرون نحو جسر الشهداء، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين صفوف المحتجين بسبب استخدام القوات العراقية للغاز المسيل للدموع.

وقالت مصادر محلية إن متظاهرين تجمعوا تحت جسر الأحرار، وعند مدخله الشرقي، في محاولة لعبور حاجزه الأول باتجاه الجانب الآخر، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن قوات مكافحة الشغب انتشرت بكثافة على الجسر، كما سيرت قوات مكافحة الشغب دوريات نهرية في نهر دجلة تحت جسر الأحرار، للحيلولة دون عبور المتظاهرين النهر عن طريق الزوارق.

وبينت المصادر أن حركة السيارات والأشخاص توقفت على الجسر بعد تجمهر المتظاهرين عند الحاجز الأول الذي وضعته قوات مكافحة الشغب.

والاثنين الماضي، قالت القوات العراقية إنها أعادت فتح جسر الأحرار أمام حركة السيارات بعد إغلاقه عدة أيام، بسبب سيطرة المتظاهرين عليه وعبورهم باتجاه مقر الحكومة في منطقة العلاوي.

كما حاول مئات المتظاهرين عبور جسر الشهداء المؤدي إلى شارع حيفا المجاور لمنطقة العلاوي، إلا أن قوات مكافحة الشغب واجهتهم بإطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع.

وبحسب ناشطين، فإن أكثر من 40 متظاهرا أصيبوا بحالات اختناق بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع على جسري الأحرار والشهداء.

في غضون ذلك، سمع دوي انفجار، مساء الأحد، قرب "المنطقة الخضراء" وسط بغداد.

جنوبا، لم توقف الأمطار الغزيرة المتظاهرين من التوافد بالآلاف إلى ساحات التظاهر والاعتصام، إذ انضمت عشائر محافظة المثنى إلى الاعتصام المركزي في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى)، مرددين أهازيج عشائرية داعمة للمعتصمين.

وشهدت ساحة الحبوبي، في الناصرية بمحافظة ذي قار، زيادة في أعداد المعتصمين الذين شاركوا في الإضراب العام صباحا قبل أن يتوجهوا إلى ساحات الاعتصام في المساء، كما شهدت مدينة الشطرة في ذي قار تظاهرات رافضة للتدخل الإيراني في الشأن العراقي، وردد المحتجون شعارات مناهضة لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

كما استمرت الاعتصامات في شوارع البصرة على الرغم من امتلاء الشوارع بمياه الأمطار، في ظل إصرار المتظاهرين على مواصلة احتجاجاتهم واعتصاماتهم حتى تحقيق جميع مطالبهم.

واضطر معتصمو البصرة إلى نصب مزيد من الخيام والاستعانة بالمظلات تحسبا لهطول الأمطار مجددا خلال الليل.

 

وفي محافظة ميسان، تجمع المئات أمام مبنى الحكومة المحلية، مطالبين بإجراء إصلاحات عاجلة في المحافظة، وبخلافه فإن الاعتصامات والتظاهرات ستتواصل حتى تحقيق المطالب.

سياسيا، ما تزال الحكومة العراقية تلتزم الصمت تجاه دعوة المرجعية الدينية، الجمعة، لاتخاذ إجراءات سريعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين الذين أكدت أنهم "يمثلون الشعب الذي يعد مصدر السلطة".

وفي السياق، قال رئيس "حزب الحل" جمال الكربولي إن "التظاهرات أزالت الأقنعة عن مدعي الوطنية"، موضحا، في تغريدة على "تويتر"، أن "الاحتجاجات جعلت التمايز واضحا بين من يقف مع الشعب، وبين من يقف ضده".

كما طرح رئيس تحالف "النصر" حيدر العبادي مبادرة لحل الأزمة الحالية تبدأ بإقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة تديرها شخصيات مستقلة، وإجراء انتخابات مبكرة بمفوضية انتخابات جديدة، داعيا إلى حصر السلاح بيد الدولة، وتجريم أي كيان مسلح يعمل خارج إطار الدولة، وإصلاح القضاء، وإلغاء مجالس المحافظات.