في الجمعة الخامسة للحراك الشعبي المناهض لتمديد العهدة الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اختارت السيدة فضيلة النزول إلى الشارع قبيل بدء المسيرات. اشترت 360 حبة كعك، وبدأت توزيعها على المارة المتجهين إلى المشاركة في المسيرات، ورافقتها ابنتها صوراية (16 سنة).
وقالت لـ"العربي الجديد" إنها تحاول "المشاركة بما نقدر في الحراك السلمي. نقيم في العاصمة، ونحاول أن نقدم ما نستطيع لمن يأتون من خارجها للمشاركة في المسيرات التي تحافظ على مبدأ السلمية".
غير بعيد، كان الحاج سعيد قد اشترى صندوقاً من التمور لتوزيعه على المشاركين، مساهمة منه في ما اعتبره "واجباً وطنياً، خاصة أن اليوم عطلة في الجزائر، وبعض المحال تغلق أبوابها".
وفي السياق، فضّلت بعض العائلات تجهيز وجبات من الكسكسي واللبن، ووضعها عند باحات المساجد ليتمكن المصلون الذين يتوجهون مباشرة إلى الساحات من تناول الطعام، كما اعتادت عائلات تقيم بالشوارع الرئيسية التي تمر بها المسيرات توفير قوارير مياه للمشاركين الذين يتجاوبون معهم بهتافات الشكر.
ويقول الشاب نور الدين، المنخرط في جمعية "دير الخير" بمنطقة بلكور بالعاصمة، لـ"العربي الجديد"، إن "الجزائر تعيش أملاً في التغيير للأفضل، وترسيخ ثقافة التضامن والسلمية. المشاهد الإيجابية تدفع نحو إبقاء الحراك الشعبي سلمياً وحضارياً، وتقدم دروساً للجميع".
وخلال المسيرات، يقوم كثيرون بتوزيع قوارير المياه وبعض المأكولات على المشاركين، ويعمد البعض إلى وضع صفوف من قوارير المياه على الأرصفة، فيما يوزع بعض آخر الورود، في مؤشر على ضرورة الحفاظ على سلمية المسيرات، كما كان لافتاً انخراط الشباب في مبادرات تنظيف الشوارع عقب كل مسيرة، أو مساعدة عمال النظافة بعد أن بعث الحراك روح التضامن والتكافل الاجتماعي.