النواب الأميركي يوجه تهمتي عرقلة العدالة وإساءة استخدام السلطة لترامب

10 ديسمبر 2019
ستتبع قرارات مجلس النواب إجراءات بالكونغرس (Getty)
+ الخط -
وجهت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي تهمتي إساءة السلطة وعرقلة العدالة للرئيس دونالد ترامب.

وبحسب مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء بواشنطن، قال رئيس اللجنة القانونية غيرولد نادلر إن اللجنة حققت لمدة طويلة وكافية بمخالفات لترامب، لتخلص أخيرا إلى أن الرئيس الأميركي خالف الدستور والقانون.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب بكامل هيئته على الاتهامات أو ما يعرف ببنود المساءلة الأسبوع المقبل. ومن شبه المؤكد أن يصوت المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون على مساءلة الرئيس الجمهوري، وهو ما يمهد الساحة لمحاكمة في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، من المرجح أن تبدأ الشهر القادم.

وفي حال تبني هاتين التهمتين سيكون ترامب ثالث رئيس في التاريخ يوجه إليه الكونغرس الأميركي اتهاما.

وسارع ترامب إلى التنديد باتهامات الديمقراطيين وسعيهم لعزله، وقال في تغريدة على "تويتر"، وسيلته المفضلة في التواصل، إن "نادلر قال للتو إني (مارست ضغوطات على أوكرانيا حتى تتدخل في انتخابات في 2020). هذا مدعاة للسخرية، إنه يعلم أن ذلك غير صحيح".

وتابع: "كل من الرئيس الأوكراني ووزير خارجيته قالا في مناسبات عدة إنه (لم يكن هناك أي ضغط). نادلر والديمقراطيون يعلمون ذلك، لكنهم يرفضون الإقرار". وفي تغريدة لاحقة كتب: "مطاردة ساحرات". من ناحيتها، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض لوكالة "رويترز"، إن ترامب سيواجه الاتهامات بمجلس الشيوخ وإن الأخير سيقوم بتبرئته.


وقد فوجئ المراقبون بسرعة الانتقال إلى إصدار القرار الاتهامي بعد أقل من 12 ساعة على آخر جلسات الاستجواب التي عقدتها اللجنة، والتي انتهت مساء الإثنين، خصوصاً أنه كان قد تردّد أن الجدل لم يُحسم بعد في صفوف الفريق الديمقراطي حول حيثيات القرار وجدارة الادعاء.

كما كان من المفاجئ أن يتزامن هذا الصدور مع 
زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لواشنطن، ولقائه اليوم الثلاثاء، وفي الوقت ذاته تقريباً، مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يستضيف نظيره في حفل غداء بوزارة الخارجية. وسواء كان التزامن محض صدفة أم متعمّداً، فإن حضور وزير خارجية روسيا في واشنطن في هذا الموعد، أثار تساؤلات، وجدّد الحديث عن التدخل الروسي الذي كان في أساس فتح التحقيقات حول الدور الخارجي في الانتخابات، والذي انتهى بعد قصة أوكرانيا، بوضع رئاسة ترامب في مهبّ عاصفة تهدّد بتهشيمها، حتى لو مكّنها مجلس الشيوخ من تجاوزها.
 

إلى ذلك، وبخ ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي"، كريستوفر راي، بعد أن أظهر تحقيق حكومي عدم وجود أي دليل على انحياز سياسي عندما بدأ المكتب التحقيق في اتصالات بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا في 2016، حسب ما أوردته وكالة "رويترز".

ووجد حلفاء ترامب ومنتقدوه على حد سواء دعما لمواقفهم في التقرير الذي أصدرته جهة رقابية داخلية بوزارة العدل أمس الاثنين وأظهر 17 خطأ وقع فيه مكتب التحقيقات. ومن المستبعد أن تنهي النتائج التي توصل إليها التقرير الجدل الدائر بشأن مدى قانونية التحقيقات التي ألقت بظلالها على رئاسته.

وفي مقابلة مع شبكة "إيه.بي.سي نيوز" أمس الاثنين رد راي، الذي عينه ترامب، بالنفي على سؤال عما إذا كان يعتقد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي استهدف حملة ترامب دون وجه حق. ورد ترامب على "تويتر" في وقت مبكر من صباح اليوم قائلا "لا أعلم أي تقرير كان يقرأه كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكنه ليس بالتأكيد التقرير المقدم إلي".

وأضاف "في ظل توجه من هذا القبيل، لن يتمكن أبدا من إصلاح مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي تضرر بشدة رغم وجود بعض من أعظم الرجال والنساء يعملون هناك".



وقال راي في المقابلة إنه يتعامل مع الأخطاء بجدية لكنه أشار إلى أن الجهة الرقابية وجدت أن التحقيق ‭"‬فُتح بناء على افتراضات وتفويض مناسبين". ورد كذلك على فكرة، روج لها ترامب وأنصاره بشدة، وهي أن المكتب جزء من شبكة بيروقراطية "الدولة العميقة" التي تهدف إلى تقويض رئاسته. وقال راي "هذا وصف مسيء للرجال والنساء الذين يعملون في مكتب التحقيقات الفيدرالي والذين يقومون بعملهم بمهنية وبدقة وبموضوعية وبشجاعة".