شهدت المعتقلات والسجون الإسرائيلية، وتحديدا سجني نفحة والنقب الإسرائيليين، أمس الأربعاء، توتراً وتصعيداً، بعدما طعن أسيران فلسطينيان محسوبان على حركة "حماس"، سجّانين، احتجاجاً على المعاملة السيئة بحق الأسرى من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن مكتب "إعلام الأسرى"، المحسوب على حركة حماس، أن "أسيرين من أسرى الحركة أحدهما في سجن النقب، والآخر في سجن نفحة، طعنا سجّانين".
وأوضح المكتب، في بيان له، أن "أقساما في سجن النقب تعرّضت للرش بالغاز من قبل وحدات القمع الإسرائيلية، وهي أقسام (13، 14، 15، 16)"، لافتاً إلى أن "مصلحة سجون الاحتلال بدأت تحشد قوات كبيرة على أبواب الأقسام في سجن النقب، وتقوم بإخراج المرضى وكبار السن من قسم 16 (الكرفانات) وتهدد الأسرى بالقول: الدم مقابل الدم".
بدوره، أكد "نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان له، أن قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال اقتحمت قسم (16) في سجن النقب، وشرعت في الاعتداء على الأسرى، مستخدمة الغاز بحقهم، وذلك بعد قيام أحد الأسرى بضرب سجان، احتجاجاً على عمليات التنكيل والإجراءات القمعية التي نفذتها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى في سجن نفحة.
أما "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية فقد أشارت، في بيان لها، إلى أن "قسم 16 في سجن النقب تعرض للاقتحام، فيما تم إغلاق أقسام السجن بالكامل، وتم رش الأسرى بالغاز المسيل للدموع والفلفل، والاعتداء عليهم والتنكيل بهم".
وما يجري في سجن النقب، سبقه إقدام أسير آخر من حركة "حماس"، ظهر أمس، على طعن سجان إسرائيلي في سجن نفحة، احتجاجا على المعاملة المهينة التي يتعرض لها الأسرى في سجن نفحة، حيث يشهد السجن توترا، وعقوبات جماعية من قبل الوحدات الإسرائيلية الخاصة المختصة بالقمع.
وبعد أن طعن الأسير السجان الإسرائيلي، شهد سجن نفحة توترا، حيث اقتحم أكثر من 400 شرطي من وحدة القمع الخاصة (المتسادا الإسرائيلية)، أقسام (2، 12) في سجن نفحة، واعتدوا على الأسرى بطريقة وحشية، وتعمدوا تخريب ممتلكاتهم ومصادرة ما بحوزتهم من أجهزة كهربائية، إضافة إلى تعريتهم من ملابسهم وتركهم في البرد القارس، ورشهم بالغاز والفلفل.
بدوره، قال رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، عيسى قراقع، في تصريح له، إن "الوضع في نفحة أصبح لا يطاق، مما دفع أحد الأسرى إلى الدفاع عن نفسه، في ظل حالة استنفار واسعة، وفرض منع التجول على السجن، وتحويل غرف الأسرى إلى زنازين، بعد مصادرة محتوياتهم وقطع الكهرباء عنهم".
وطالب قراقع الصليب الأحمر الدولي بالتوجه الفوري إلى السجن، والدخول إلى غرف الأسرى التي تحولت إلى زنازين، كخطوة للحد من الهستيريا والجنون الإسرائيلي، المتمثل في التعامل مع الأسرى بحقد وعنصرية.
وحذّر رئيس "الهيئة" من أن الأسرى "سيقومون باحتجاجات جماعية واسعة، والشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، إذا استمرت حالة القمع والإذلال بحقهم"، مؤكدا أن الأسرى "لن يستسلموا ولن يرضخوا أمام هذه الاعتداءات غير المبررة، وسيواجهون التصعيد بتصعيد"، داعيا الحركة الأسيرة في كافة السجون إلى الانتصار لإخوانهم في نفحة، وأنه على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يُصدر تعليماته الفورية لوقف الاعتداءات قبل الانفجار الكلي.
أما رئيس نادي "الأسير الفلسطيني"، قدورة فارس، فدعا، في تصريح له، جميع أطراف العمل الوطني الفلسطيني، وعلى رأسهم حركتا فتح وحماس، إلى عقد اجتماع طارئ يُخصص لمناقشة قضية الأسرى، وبأسرع وقت.
وحمّلت حركة حماس، على لسان الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح له نقله موقع الحركة على الإنترنت، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات العمليات القمعية المتواصلة، والتصعيد الهمجي الخطير الذي تقوم به مصلحة السجون الإسرائيلية ووحداتها القمعية بحق الأسرى، وتحديدًا ما يجري في سجني نفحة والنقب، من انتهاكات وإهانات وتنكيل وجرائم يومية وعمليات انتقامية بحقهم، والتي تأتي مباشرة بعد إقرار حكومة الاحتلال سلسلة خطوات تصعيدية بحق الأسرى وعائلاتهم.
وحيّت حماس "الصمود الأسطوري للأسرى الأبطال وثباتهم في مواجهة إجرام الاحتلال"، مؤكدة أن ما قام به الأسير خالد السيلاوي والأسير أحمد عامر نصار، عمل بطولي شجاع، ودفاع عن النفس، ويأتي ردًا على كل عمليات الإذلال والانتهاكات المستمرة بحقهم.
وحذّرت حركة حماس من استمرار هذه السياسات الإرهابية القمعية بحق الأسرى، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله كافة إلى تشكيل حالة إسناد عاجلة وقوية وفاعلة لانتفاضة السجون وبكل الأشكال والأساليب والأدوات، والتحرك في كل الاتجاهات ومع المؤسسات والمستويات كافة، من أجل تعزيز صمود الأسرى، وإجبار حكومة الاحتلال على احترام حقوقهم ووقف أي انتهاكات بحقهم.
كما دعت كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل حماية الأسرى، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية اليومية المتواصلة بحقهم.