تشهد العلاقات التركية الإيرانية المزيد من التوتر، بعد التصريحات المتبادلة من قبل مسؤولي الجانبين، اللذين يتهم كل منهما الآخر بدعم الإرهاب، وذلك في الوقت الذي بلغ فيه التوتر بين أنقرة وموسكو أعلى مراحله خلال الأسابيع الماضية.
وتصاعدت الأمور بعد البيان الذي أصدره حسين جابر أنصاري، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، يوم الجمعة، الذي اتهم فيه تركيا بتقديم دعم غير مباشر للتنظيمات الإرهابية في كل من سورية والعراق، وذلك في رده على الانتقادات التي وجّهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسياسات الإيرانية في سورية.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، اتهم أنصاري تركيا "بالاستمرار بسياسات ومواقف سينتج عنها دعم الإرهاب في كل من العراق وسورية، مما لن يؤدي سوى إلى المزيد من التصاعد في التوتر في المنطقة"، مضيفا: "الاستمرار بهكذا سياسات لن يؤدي سوى إلى تعقيد الأمور في هذه الدول، التي تنتهج هذه السياسات سواء بشكل متعمّد أو غير متعمد".
كما أكد أنصاري بأن حديث أردوغان عن كون إيران هي أول من اتهم تركيا بشراء النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبأنه طلب من الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن يوقف الحملة الإعلامية الإيرانية في هذا الشأن هو أمر عار عن الصحة.
الرد التركي لم يتأخر بعدما علّق تانجو بيلغيج، المتحدث باسم الخارجية التركية، على بيان أنصاري، بالتأكيد على أن "تعليقات الرئيس أردوغان حول المحادثة التي أجراها مع روحاني ليست فقط موثّقة بالتسجيلات الرسمية لمكالمات القصر الرئاسي، لكنها أيضا تمت بعلم باقي المسؤولين الإيرانيين، قائلا: "وفي هذا السياق، فإن محاولة تشويه المحتوى أو الادعاء بأن الأمر لم يحدث قط، هو ليس فقط أمر غير أخلاقي، بل محاولة لإخفاء الحق عن الشعب الإيراني الجار".
وأضاف بيلغيج أن تركيا تنتهج سياسات متوافقة ليس فقط مع المبادئ، ولكن أيضا منسجمة مع المجتمع الدولي للوصول إلى حلول سلمية لمشاكل المنطقة، بينما تبذل الجهود لمعالجة البعد الإنساني للقضية، بشكل يتجاوز كل ما يفعله العالم الآن"، مضيفا: "إن هذه الاتهامات ضد بلادنا حول الإرهاب تأتي من بعض الدول التي تسببت في تصعيد الأزمة بالتعاون مع نظام بشار الدموي الذي يرتكب إرهاب دولة ضد شعبه، لذلك لا يمكن أخذها على محمل الجد على الإطلاق".