توتر الأوضاع في الضفة بعد عملية القدس

18 نوفمبر 2014
المستوطنون حاولوا الهجوم على مدرسة (Getty)
+ الخط -

تتّجه الأوضاع في الضفة الغربية نحو التوتّر والتصعيد، بعد العملية الفدائية التي نفّذها الشابان الفلسطينيان غسان وعدي أبوجمل، صباح اليوم، في كنيس يهودي، مقام في قرية دير ياسين المحتلة غرب مدينة القدس.

في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، حاول قطعان المستوطنين المنظّمين، مهاجمة طلاب مدرسة قرية عوريف جنوب المدينة، والاعتداء عليهم، إلا أنّ أهالي القرية تصدّوا لهم، واشتبكوا معهم، بعد النداءات التي خرجت من مآذن المساجد، داعيةً الأهالي إلى ضرورة التوجّه إلى المدرسة وحماية الطلاب.

وعلى إثر ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قرية عوريف، لتقديم الحماية للمستوطنين، فوقعت مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال، الذين أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأصابوا شابا بجروح، كما استخدموا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات الاختناق، عولجت ميدانياً، بحسب ما ذكرت المصادر المحلية، من داخل القرية لـ"العربي الجديد".

وأوضحت المصادر أنّ أكثر من خمسين مستوطناً ملثماً، يرتدون زياً موحّداً باللون الأبيض، هاجموا المدرسة، وحاولوا إلقاء الزجاجات الحارقة على الطلبة، الذين تصدوا لهم ورشقوهم بالحجارة، إضافةً إلى إخلاء المدرسة وتعطيل الدراسة، حفاظاً على سلامة الطلبة من هجمات المتطرّفين.

إلى ذلك، هاجم قطعان المستوطنين مركبات الفلسطينيين المارة على مفرق مستوطنة "يتسهار"، المقامة على أراضي الفلسطينيين، جنوب نابلس، ورشقوها بالحجارة، مستببين بأضرار مادية في تلك المركبات، في الوقت الذي أغلق فيه جنود الاحتلال حاجز حوارة العسكري، بذريعة تعرّض آلية عسكرية لإطلاق النار، ومنعوا المركبات من المرور، باتجاه مدينة نابلس لساعات طويلة، مما تسبّب في أزمة مرورية خانقة.

كذلك هاجم المستوطنون الشارع الالتفافي بالقرب من مستوطنة "قدوميم"، شرق مدينة قلقيلية، ورشقوا سيارات المستوطنين بالحجارة. كما أغلق جنود الاحتلال مفترق "غرش عتسيون" الاستيطاني، شمال بيت لحم، بعد محاولة المستوطنين الاعتداء على سيارات الفلسطينيين المارة، فيما تواجد عشرات المستوطنين على مفترقات الطرقات، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

واعتدى المستوطنون أيضاً على عددٍ من المزارعين الفلسطينيين في قرية حوسان، غرب مدينة بيت لحم، خلال تواجدهم في أراضيهم الزراعية القريبة من مستوطنة "بيتار عيليت".

وكانت مواجهات قد اندلعت بعد العملية الفدائية في بلدة الرام، شمال القدس المحتلة، أطلق خلالها جنود الاحتلال وابلاً كثيفاً من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما تسبّب في إحراق أحد المنازل بعد إصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق عولجت جميعها ميدانياً، بينما اندلعت مواجهات مماثلة على حاجز عطارة، شمال مدينة رام الله.

وفي سياقٍ متّصل، أغلق جيش الاحتلال حاجز جبع العسكري المقام شمال القدس، ومنع المركبات من المرور والتوجّه إلى مدينة رام الله، واضطرّ الفلسطينيون إلى سلوك طريق التفافي طويل من أجل الوصول إلى وجهتهم.