توبة المغنّي الحجازي: "أحرقتُ أغنياتي"

12 مايو 2015
المغني السعودي ابو هلال (رسم عماد حجاج)
+ الخط -

بعد سنوات من التجاهل والأزمات المادية، قرر قائد "فرقة أبو هلال للفنون الينبعاوية"، حسين أبو هلال، اعتزال عالم الغناء، فجمع كل ما تحتويه مكتبته الفنّية من أعمال سمعية وبصرية ومكتوبة وألقاها في النار، على الرغم من محاولات كثيرين إقناعه بعدم إهدار ثروة فنية سمعية وبصرية هامة جداً، تمثّل تراثاً غنائياً شعبياً لأكثر من خمسين عاماً.

ويعتبر حسن أبو هلال، أشهر المغنّين الشعبيين في الحجاز، وهو أحد أعلام الغناء الينبعاوي المميز (نسبة إلى ينبع).

وقد أرجع أبو هلال ما قام به إلى أنه يريد أن يشتري "مرضاة الله ولا يريد مقابلها مالاً"، كما قرّر هجرة عالم الغناء، وتحويل مبنى متجر الأسطوانات الغنائية الذي يملكه إلى مشروع تجاري من نوع آخر.

في حديث معه، يؤكد أبو هلال، أنه ملّ التجاهل الذي طال فرقته، وعدم التقدير لأكثر من 40 عاماً قضاها في إحياء الفنّ الينبعاوي الأصيل، ويقول: "سنوات طويلة من التجاهل على كل المستويات، نحن من حافظ على فن الينبعاوي من الاندثار، ومع ذلك نجد أنّ فِرقاً لا تقدّم الفنّ على أصوله تحظى بالاهتمام والدعوات، ونحن يتم تجاهلنا... اخترت التقرب لله وهجرة عالم الفنّ للأبد".

وكانت فرقة أبوهلال، التي تم حلّها مع قرار صاحبها بالاعتزال، أقدم فرقة حجازية فاعلة على الإطلاق، وانطلقت في عام 1975، ولكنها عانت من الكثير من المشاكل والتجاهل في الفترة الأخيرة، كما لم تعترف بها "جمعية الثقافة والفنون" في جدة، على الرغم من كون أبو هلال من رواد الطرب الينبعاوي الأصيل، ويعود له الفضل في نشر هذا الفنّ في السعودية وعلى مستوى العالم العربي، وهو كان لعقود أكثر المطربين السعوديين تمسكّاً بالغناء الحجازي.

وأخيراً لجأ أبو هلال وعدد من أعضاء فرقته للعمل في بيع الخردة وسيارات (السكراب) لتوفير نفقات أسرهم، بعد أن بات الغناء لا يكفي.



وفي أوّل ردّ فعل على خطوة أبي هلال الصادمة، أكّد الملحن خالد العليان، أن ضياع ثروة فنية كبيرة كالتي كان يمتلكها شيخ الغناء الحجازي خسارة كبيرة للفنّ السعودي، ولكنها نتيجة طبيعية للمستوى الذي وصل إليه الفنّ السعودي من تجاهل للرموز والتاريخ والتركيز على أنصاف المغنّين، ويقول للعربي الجديد: "مثل هذه الفرق كان يجب أن تحظى بدعم من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وتنال المساعدة المادية والمعنوية كي تستمر وسط صعوبات تواجه الفنّ الشعبي وتهدّده بالخطر، فهي تحفظ جزءاً مهماً من تراثنا الغنائي".

كذلك لام العليان "جمعية الثقافة والفنون" في جدّة، على ما وصل إليه حال الفرق الشعبية السعودية من تجاهل مؤلم وضياع: "لن يكون من السهل تعويض فنان مثل، حسين أبو هلال، الذي كان يعتبر مرجعاً للفنّ الينبعاوي"، ويستذكر العليان أغنية "ليه بس كدا يا بحر النيل" التي تغنّى بها أبو هلال، ويعتبرها واحدة من العلامات الغنائية السعودية والمعروفة في العالم العربي.

اقرأ أيضا:"الفن حلال" حملة سعودية لتغيير مفاهيم المجتمع
المساهمون